إسرائيل تقول إن مديرة اليونسكو تعرّضت لتهديدات بالقتل لإبدائها تحفظات على قرار حول القدس
السفير الإسرائيلي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" يؤكد أن المديرة العامة للمنظمة الدولية تعرّضت لتهديدات بالقتل بسبب إبدائها تحفظات على مشروع قرار عربي بشأن القدس الشرقية المحتلة شجبته الدولة العبرية. ووزير التربية الإسرائيلي يعلن استعداد إسرائيل لاستئناف التعاون مع اليونيسكو إذا ألغت قرارها الأخير بشأن القدس.
وقال السفير كرمل شاما هكوهن للإذاعة الإسرائيلية العامة إن “الدول العربية تتصرف بطرق بلطجية بغيضة مع بقية العالم ومع إدارة اليونسكو". وأردف أن "المديرة العامة ايرينا بوكوفا تلقت تهديدات بالقتل مما استدعى تعزيز إجراءات حمايتها". وأضاف هكوهن أن بوكوفا تلقت هذه التهديدات بعد الانتقادات التي وجهتها إلى مشروعي قرارين قدمتهما سبع دول عربية، وتم اعتمادهما الخميس خلال جلسة لإحدى لجان اليونيسكو بأغلبية 24 صوتاً مقابل 6 أصوات معارضة وامتناع 26 عضواً عن التصويت وغياب اثنين.
وسيعرض القراران اليوم للتصويت أمام المجلس التنفيذي لليونيسكو لإقراره بشكل نهائي، علماً بأن إسرائيل استبقت التصويت بتعليق تعاونها مع المنظمة الدولية احتجاجاً على نص يمثل "إنكاراً للتاريخ ويعطي دعماً للإرهاب". ويهدف مشروعا القرارين حول فلسطين المحتلة إلى "الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية".
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل ترحب بقرار المكسيك طلب إعادة التصويت اليوم في اليونيسكو على القرار المتعلق بالقدس وسط توقعات بإلغائه وإعادة مناقشته من جديد. وتجدر الإشارة إلى أن قرار المكسيك يأتي بعد أن كان التقدير السائد في إسرائيل أمس وحتى فجر اليوم يفيد أنه من المقرر أن تصادق اليوم إدارة منظمة الأمم المتحدة للتربية وثقافة والعلوم "يونيسكو " على مشروع القرار الأردني الفلسطيني المشترك بشأن القدس، والذي قالت الأوساط الإسرائيلية أنه "يتجاهل الصلات التاريخية والدينية التي تربط الشعب اليهودي بجبل الهيكل في القدس".
وأعلن وزير التربية الإسرائيلي نفتالي بينت استعداد إسرائيل لاستئناف التعاون مع اليونيسكو إذا ألغت قرارها الأخير بشأن القدس. ويطالب مشروع قرار حول المسجد الأقصى إسرائيل "القوة المحتلة، بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائماً حتى أيلول/سبتمبر من عام 2000، إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد". وتعترف إسرائيل، التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
كما يطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق المسجد، مؤكداً أن تلة باب المغاربة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى، ويرفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب. وأثار هذا النص غضباً واسعاً لدى الطبقة السياسية الإسرائيلية وخصوصاً أنه لا يأتي على ذكر جبل الهيكل.
وإثر عملية التصويت، التي جرت الخميس، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "النصين الجديدين ينكران علاقة إسرائيل بجبل الهيكل (المسجد الأقصى وباحاته)"، مضيفاً "القول إنه لا توجد علاقة لإسرائيل بجبل الهيكل وحائط المبكى هو كالقول إن الصينيين لا علاقة لهم بسور الصين، وإن المصريين لا علاقة لهم بالأهرامات".
لكن المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا نأت بنفسها عن مشروع القرار، مشدّدة على أهمية طابع القدس بالنسبة للمسيحية والإسلام واليهودية والتعايش بين الأديان السموية الثلاثة الذي أدى إلى إدراج المدينة على قائمة التراث العالمي للإنسانية.
وقالت بوكوفا في بيان الجمعة إن "تراث القدس لا يقسم، وكل من الأديان لديه الحق في الاعتراف الضمني بتاريخه وبعلاقته في المدينة". وأضافت "إن نكران أو الرغبة في محو أي من التقاليد اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية من شأنه أن يهدد وحدة الموقع". وشددت مديرة اليونسكو أن الاعتراف باحترام مختلف التسميات "هو أمر أساسي".
تجدر الأشارة إلى أن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، بينما يعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمّره الرومان في العام 70 للميلاد، وهو أقدس الأماكن لديهم. ويحق لليهود زيارة المكان، ولكن الصلاة محصورة بالمسلمين.
والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت إسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 وضمته وأعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
المصدر: وكالات