عاد الهدوء إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان بعد المساعي الحثيثة التي بذلتها القيادات الفلسطينية واللبنانية، لكن بعد أن دفع سكّان أكبر مخيم في لبنان فاتورة القتال العبثي من دون أن تلوح في الأفق بوادر حل جذري يوقف مُعاناة اللاجئين في ظلّ استمرار الأسباب التي أشعلت أحياء المخيم.
لا
مؤشّرات ملموسة تشي بنزع فتيل التفجير القابض على مخيم عين الحلوة على الرغم من
نجاح الجهود الفلسطينية واللبنانية في وضع حد للمواجهات التي دارت رُحاها في أحياء
المخيم، ودفع اللاجئون الفلسطينيون ثمن حروب لا ناقة لهم فيها ولا جَمَل .
مصدر
في لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني أكّد للميادين نت أن الحل الوحيد لإعادة
الاستقرار إلى عين الحلوة يكمن في تسلّم الجيش اللبناني الأمن داخله، بعد سحب
السلاح الذي لم تعد له أية وظيفة في الصراع العربي الإسرائيلي، ويشير إلى توافق
الأطراف اللبنانيين على سحب سلاح المخيمات خلال جلسات الحوار الوطني السابقة.
لكن
المصدر يخشى من عدم ترجمة التوافق اللبناني لجهة سحب السلاح على الأرض في
ظلّ تجاذبات سياسية لبنانية واختلاف وجهات النظر بين أكثر من طرف لبناني بشأن هذه
المسألة المُعقّدة.
ممثل
حركة حماس في لبنان علي بركة يؤكّد للميادين نت " أن الحل لمُعاناة مخيم عين
الحلوة وغيره من المخيمات الفلسطينية في لبنان يكمُن في وضع استراتيجية فلسطينية
لبنانية لدعم حق العودة ودعم اللاجئين لحين عودتهم إلى ديارهم في فلسطين، في
موازاة حوار فلسطيني لبناني شامل يتناول العلاقة من الجوانب كافة، وليس من الجانب
الأمني فقط، وصولاً إلى ورقة تفاهم فلسطينية لبنانية حول مُجمل الوضع الفلسطيني في
لبنان"، ويرفض الدعوات لسحب السلاح الفلسطيني لإرتباط هذا السلاح بحق العودة".
ووصف
ما جرى في مخيم عين الحلوة بـ"المؤسف والمدان، ويستهدف قضية اللاجئين
الفلسطينيين، ويخدم العدو الصهيوني."
بدوره
لفت القائد السابق للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح
في اتصال مع الميادين نت إلى "أن الحل الجذري لأزمة المخيم يكمن في موقف
فلسطيني موحّد لا أن تبقى وجهات النظر مُتباينة بين الفصائل والقوى الفلسطينية ما
يُشكّل دافعاً لبعض الجماعات للاستقواء والعبَث بأمن المخيم"، ويشير المقدح
إلى أنه "مجرّد الإعلان عن وقف إطلاق النار خلال اجتماع القيادات الفلسطينية
في سفارة فلسطين الثلاثاء حتى توقف إطلاق النار ما يعني أن هناك من يمون على تلك الجماعات
التي تسبّبت باندلاع المواجهات".
ميدانياً لملم سكان
المخيم أثار المعارك وسط غضب وحسرة على سقوط الضحايا والجرحى وتخريب ممتلكات سكان
المخيم، ما يزيد من معاناتهم المستمرة منذ عقود، فيما تواصلت اللقاءات بين مسؤولي
الفصائل الفلسطينية والمسؤولين الأمنيين والسياسيين اللبنانيين للتوصّل إلى رؤية
مشتركة تضمن عدم عودة الاشتباكات. ويذكر أن مدينة صيدا شهدت إضراباً عاماً
الأربعاء "رفضاً للاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني" ولوقف النزف الحاصل
داخل المخيم