عودة الاقتتال بين جيش الإسلام من جهة وجبهة النصرة وفيلق الرحمن من جهة أخرى في الغوطة الشرقية لدمشق، ونشطاء يتحدثون عن سقوط عشرات القتلى من الطرفين، بينما يسيطر جيش الإسلام على بلدة حزة بشكل كامل.
سيطر "جيش الإسلام" على بلدة حزة وعلى مساحة
واسعة من بلدة عربين في غوطة دمشق الشرقية بعد هجوم نفذه على مقار "هيئة تحرير
الشام" و "فيلق الرحمن" فيهما، مع استمرار هجماته للسيطرة على عدة بلدات
في الغوطة الشرقية.
وذكرت مصادر معارضة أن "جيش الإسلام" نفذ هجومه
صباح الجمعة على مقار "هيئة تحرير الشام" في عربين وحزة وحوش الأشعري وكفربطنا،
وذلك بحجة احتجاز الأخيرة رتل مؤازرة كان متوجهاً إلى جبهة القابون لقتال الجيش السوري،
الأمر الذي نفاه ناشطون بالقول إن "جيش
الإسلام كان يحشد قواته لعمل عسكري لم تعرف أهدافه بناء على أوامر صدرت من الدول الداعمة
قبل أيام، وتبين اليوم أن الأوامر هي إقصاء هيئة تحرير الشام للانفراد بالنفوذ".
واستند الناشطون في معلوماتهم إلى تغريدات كان قد نشرها
عبد الجبار العكيدي القيادي البارز في "الجيش الحر" عبر حسابه على تويتر
قبل أيام دعا فيها "جيش الإسلام" إلى الحذر من غدر "تنظيم القاعدة"،
إلى جانب مطالبته من وصفها بالقوى الثورية إلى فضح خيانة جبهة النصرة وعمالتها وطردها
من سوريا.
من جهته، أعلن "جيش الإسلام" في بيان له
"أن فصيل هيئة تحرير الشام أبى إلا الاستمرار في بغيه علينا بشكل دائم وتصعيد
مستمر، من قطعه للطريق واعتدائه على المؤزرات المتوجهة للجبهات، وعرقلة واضحة للمجاهدين
وإهانتهم على حواجزهم أثناء توجههم إلى جبهات القتال".
وأضاف البيان " كان آخر اعتداءات هيئة تحرير الشام
هو اعتقال مؤازرة كاملة الليلة الماضية كانت متوجهة نحو جبهة القابون المشتعلة، ما
استدعى قوات جيش الإسلام للتعامل مع هذا الاعتداء ورد هذا البغي بحزم ومسؤولية لإطلاق
سراح هذه المؤازرة".
An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.
وأكد بيان قيادة "جيش الإسلام" أن خلافهم محصور مع "هيئة تحرير الشام" وهم "على تواصل ووفاق مع بقية الفصائل ومن بينها فيلق الرحمن"، الذي نفى في بيان له وجود أي تواصل مع "جيش الإسلام"، مؤكداً على تعرضه للاعتداء ومقتل أحد قادته العسكريين.ونفى بيان فيلق الرحمن ادعاءات جيش الإسلام حول احتجاز أي فصيل لمؤازراته، مضيفاً إن اعتداء جيش الإسلام على مقراته في عربين وكفربطنا وحزة أسفر عن مقتل عدد من مقاتليه من بينهم عصام القاضي أحد قادته العسكريين وإصابة آخرين.وقالت وكالة إباء الناطقة باسم "هيئة تحرير الشام" إن "جيش الإسلام اقتحم مقرات ومناطق الهيئة وفيلق الرحمن بالأسلاحة الثقيلة والمتوسطة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى"، ونفت الوكالة مزاعم جيش الإسلام عن اعتراض الهيئة رتلاً أو مؤازرة لجيش الإسلام باتجاه القابون.
An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.
وذكر ناشطون أن جيش الإسلام دعا عناصر هيئة تحرير الشام إلى تسليم أنفسهم، وطلب من الأهالي النزول إلى الأقبية، مشيرين إلى استخدام الدبابات وعربابات مدرعة في عمليات اقتحام مناطق هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، إلى جانب ارتقاء ضحايا مدنيين بينهم طفل برصاص الاقتتال.وأكد الناشطون أن هيئة تحرير الشام شنت هجوماً معاكساً على جيش الإسلام في عربين حيث تدور معارك عنيفة في محيطها، ما أدى إلى تدمير دبابة لجيش الإسلام ومقتل أبي غازي أمير هيئة تحرير الشام في عربين، وفق معلومات أولية.وفي سياق متصل، أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية في بيان لها تعرّض مقراتها للاعتداء أيضا من قبل جيش الإسلام واعتقال عدد من عناصرها ضمن حملة عسكرية مفاجئة بدأت صباح الجمعة.وبالعودة إلى تفاصيل المعارك، ذكرت مصادر محلية أن جيش الإسلام قام بتصفية عدد من مسلحي هيئة تحرير الشام داخل مقارهم في حوش الأشعري والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر داخلها، إلى جانب اعتقال القيادي في فيلق الرحمن المدعو "أبو عمار" واقتياده إلى حزة، مشيرين إلى استمرار المعارك بين جيش الإسلام وهيئة تحرير الشام التي مازالت متحصنة داخل عدة نقاط في عربين التي سيطر جيش الإسلام على معظمها.وأضافت المصادر إن جيش الإسلام حشد قوات كبيرة داخل بلدة حزة لزجها في المعارك ضد الفصائل في الغوطة الشرقية، مشيرين إلى أن إحدى النقاط الطبية في كفربطنا استقبلت أكثر من 10 جثث و 50 إصابة لفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام جراء المعارك.وذكرت تنسيقيات المسلحين أن الحصيلة الأولية التي تم رصدها حتى مساء يوم الجمعة لقتلى الفصائل في الغوطة الشرقية هي 30 قتيلاً لجيش الإسلام و20 قتيلاً لفيلق الرحمن و40 قتيلاً لهيئة تحرير الشام، بالإضافة إلى ضحايا من المدنيين.ويأتي هذه الاقتتال بعد هدنة دامت عاماً كاملاً إثر المعارك التي جرت في 28 نيسان/إبريل من العام الماضي بين جيش الإسلام من جهة وفيلق الرحمن وفتح الشام من جهة وأحرار الشام وفجر الأمة من جهة، وأسفرت حينها عن سقوط عدد كبير من القتلى.