المناظرة بين المرشحين الستة إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية تتصدرها المواقف من الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى وحالة الاقتصاد الإيراني الذي يعتبره البعض أولوية البلاد الأولى.
قال الرئيس الإيراني الحالي والمرشح لرئاسة
الجمهورية الشيخ حسن روحاني إنّ البعض في إيران انتقد المفاوضات النووية كما
انتقدتها إسرائيل والسعودية، معتبراً أنّه لولا الاتفاق النووي لأصبحت صادرات
إيران من النفط 200 ألف برميل بدل مليونَيْ برميل. وتابع "البعض في
إيران فرِحَ بفوز ترامب لأنه سيمزّق الاتفاق النووي".
واتهم روحاني البعض بكشف عن مدنٍ صاروخية
في البلاد وكتابة عبارات على الصواريخ من أجل عرقلة الاتفاق النووي.
ورأى روحاني أنّ العالم اليوم يعترف بأنّ
إيران قوة أساسية في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن مكان إيران تعزز في
العالم خلال السنوات الثلاثة والنصف الماضية.
وبشأن سوريا، أكد روحاني أنّ إيران تعمل
اليوم إلى جانب روسيا وتركيا لحل أهم أزمة في المنطقة على حد تعبيره، الأزمة
السورية، لافتاً إلى أنّ إيران تستفيد من ديلوماسيّتها لجهة أمن المنطقة وحل الأزمة
السورية.
ورأى روحاني أنّ من يعد برفع عائدات إيران
ضعفَيْن ونصفاً وتحقيق نموٍّ اقتصادي بحصل إلى 26% يطلق شعارات شعبوية غير دقيقة.
ولفت روحاني إلى أنّ بعض الأفكار لا يُسمح
بالتعبير عنها في إيران، داعياً إلى مراعاة العدالة تجاه الأحزاب والتشكيلات
السياسية ومحاربة الفساد.
وذكر الرئيس الإيراني أنّ البعض انتقده
لوضع سيدة من الطائفة السنّية بمنصب حاكم لأحد المدن، معقّباً "حقوق المواطنة
ليست حبراً على ورق ويجب أن يكون للجميع حقوق متساوية".
وانتقد روحاني تقسيمات قاليباف للشعب الإيراني إلى 96% و4%، وذلك
بعدما أعلن الأخير أنه سيعمل على تغيير النظام الضريبي في إيران لصالح 96% من
الشعب في حال وصوله إلى الرئاسة.
رئيسي: ما الذي استفاده الشعب من الاتفاق النووي؟
بدوره اتهم المرشح إلى الرئاسة في إيران
السيد إبراهيم رئيسي الحكومة الإيرانية الحالية بإطلاق تصريحات غير مناسبة ولا تصب
في صالح إيران بل في صالح الأطراف الأخرى خلال المفاوضات النووية، مضيفاً
"هذا ما يجب سؤال السيد روحاني عنه".
وسأل رئيسي "ما الذي استفاده الشعب
الإيراني من الاتفاق النووي؟ هل تحسّنت الأوضاع الاقتصادية"؟ وتابع
"إيران للأسف نفّذت تعهّداتها كاملة قبل أن ينفّذ الطرف الآخر
تعهّداته".
وفي هذا الإطار، ذكّر رئيسي بأنّ المسؤولين
الحكوميين تحدثوا عن مشاكل رفع العقوبات وعن العراقيل الأميركية، إلا أنّه وصف
الاتفاق النووي بالوثيقة الوطنية رغم كل الاشكالات التي تعاني منها وبأنه يجب
احترامها.
وانتقد رئيسي عمل الحكومة الإيرانية في
المجال العلمي وتطوير التقدم العلمي والبحثي في البلاد، معتبراً أنّ أولوية إيران
اليوم هي الاقتصاد.
وشدّد رئيسي على أنه لا يجب إهانة
المنتقدين للحكومة، مشيراً إلى أنه هناك أكثر من 50 حالة أهان فيها المسؤولون
الحكوميون الحاليون المنتقدين لهم.
ورأى رئيسي أنّ حقوق الماوطنة لا تتطلّب
فقط أن يتم كتابتها، بل تتحقق بتوفير فرص العمل.
ودعا رئيسي إلى العمل على تعزيز حصة إيران في أسواق المنطقة، مشجّعاً
على أن يكون لإيران علاقات جيّدة مع دول الجوار.
وسأل رئيسي "أين أصبحت الوعود التي أطلقتها الحكومة
الحالية"، كما دعا إلى تحسين أوضاع المعلّمين.
وعن الحرس الثوري الإيراني، قال رئيسي إنّ الحرس وقوات التعبئة
والقوات الإيرانية المدافعة عن المقدسات في المنطقة هي القوة الدفاعية، وتابع
"لكن يجب تعزيز القوة الناعمة من خلال تقوية الاقتصاد لأن الشعب الإيراني هو
الذي يضمن أمن البلاد".
قاليباف: الاتفاق النووي أصبح طريقاً للواردات الأجنبية إلى الباد
من جهته قال عمدة العاصمة الإيرانية طهران الحالي والمرشح إلى الرئاسة محمد
باقر قاليباف إنه حتى إذا تم تنفيذ الاتفاق النووي بالكامل من قبل الأطراف فإنّ
المشاكل الاقتصادية لن تُحلّ، والمستفيد الوحيد هو جمعة الـ 4%.
وأضاف قاليباف "يجب انتزاع حقوقها في الاتفاق النووي من الطرف
المقابل وأيضاً انتزاع حقوقنا من فئة الـ 4%".
وانتقد قاليباف هذا الاتفاق، معتبراً إياه بأنّه أصبح طريقاً
للواردات الأجنبية إلى البلاد، لكنه شدد على أنّ كل الحكومات في إيران عليها احترام الاتفاق النووي وعلى الطرف المقابل تنفيذ تعهّداته أيضاً.
داخليّاً، اعتبر عمدة طهران أنّ حكومة الشعب التي سيشكلها في حال
فوزه ستعطي الأولوية للدبلوماسية الاقتصادية.
وفي سياق آخر، قال قاليباف إنّ الثورة الإسلامية تضمن حقوق جميع
القوميات والمذاهب، لافتاً إلى أنه عندما كان قائداً للشركة ومنذ تولّيه منصب عمدة
طهران عيّن الكثير من أهل السنة والأديان والقوميّات المختلفة ومن النساء في مناصب
مهمة.
وأضاف قاليباف إلى أنّه يجب التوجه نحو اللا مركزية ومنع الصلاحيات
لهذه الفئات من الشعب الإيراني.
وقال عمدة طهران "إذا كانت الحكومة الحالية تدّعي النجاح في
دبلوماسية التفاوض، فهذا بسبب نجاح إيران بدلوماسية القوة".
ورأى قاليباف أنّ هناك نظرتان واضحتان في إيران اليوم، الأولى تقول
لا نملك ولا نستطيع ولا تهتم للموارد البشرية وتسعى لجلب الاستثمارات الأجنبية،
والثانية تقول إننا نستطيع ومن الممكن توفير خمسة ملايين فرصة عمل.
ودعا قاليباف إلى تحويل وزارة الخارجية إلى وزارة الخارجية والتجارة
الدولية.
ميرسليم: الاتفاق النووي وضع قيوداً على العلم النووي في إيران
أما المرشح مصطفى ميرسليم، فقد رأى أنّ الاتفاق النووي وضع قيوداً
على العلم النووي في إيران، مشيراً إلى أن العقوبات بعد الاتفاق تُواصَل وتشددت
على البلاد.
ودعا ميرسليم إلى تعديل السياسات التي انتهجتها الحكومة الحالية، وإلى
التخلّص من الضعف الذي أظهرته تجاه أفغانستان، مشدداً على حق بلاده في المياه
المشتركة بين البلدَيْن، ومياه السدود التي تقام على نهر الفرات.
واعتبر ميرسليم أنه لا يمكن لأي حكومة أن تحقق تقدّماً إذا لم ترحّب
بالانتقادات من معارضيها، وأنّ الحكومة الحالية كانت ضعيفة في هذا المجال، مؤكداً
أنه لا يجب على الحكومات إغلاق باب الانتقاد.
وقال ميرسليم إنّ الشعب الإيراني صبر على الفساد وانتظر الحكومة
لتنفيذ الوعود، ثم خاطب روحاني ونائبه إسحاق جهانغيري سائلاً "لماذا بعض
وزراء حكومتكم تجّار ويستفيدون من المعلومات لصالحهم"؟
وفي هذا الإطار، لفت ميرسليم إلى أن قانون "حرية الوصول
للمعلومات" موجود لكنه لم يُنفّذ أو يُنفّذ بشكل ضعيف.
وأشار ميرسليم إلى أنّ الحكومة الحالية خفّضت من ميزانية الأبحاث،
ميضفاً أنه على الشعب أن يعرف أنّ هذه الأبحاث هي التي مكّنت إيران من الوصول إلى
تكنولوجيا الصواريخ التي تقلق منها الولايات المتحدة.
كما لفت ميرسليم إلى أنه يجب تعزيز العلاقات بين السلطة التنفيذية
والسلطة القضائية.
طبا: الحكومة الحالية تعرّضت للكثير من الانتقادات
ووعد المرشح هاشمي طبا بالوقوف دائماً في وجه الصهاينة والمستكبرين،
مشيراً إلى أنّ الحكومة الحالية تعرّضت للكثير من الانتقادات.
ودعا طبا إلى انتقاد عناوين بعض الصحف المسيئة، كما لفت إلى أهمية
الفضاء الافتراضي في هذه الأيام (الانترنت) واصفاً إيام بالفرصة والتهديد، ورأى أن
على الحكومة ضبطه.
جهانغيري: تمكّنا من من تحويل "الإيران فوبيا" إلى صداقة مع إيران
وقال نائب الرئيس الإيراني والمرشح للرئاسة
إسحاق جهانغيري إنّ الاتفاق النووي التي أبرمته إيران مع الدول الكبرى أحد أكبر
الإنجازات.
ولفت جهانغيري إلى أنّ الولايات المتحدة لم
تلتزم بوعودها، واعداً بالوقوف في وجهها في هذا المجال.
واعتبر جهانغيري أنّ الحكومة
الإيرانية الحالية تمكّنت من تحويل "الإيران فوبيا" إلى صداقة مع إيران،
داعياً إلى تعزيز القوة الناعمة لإيران إلى جانب البنية الدفاعية
كما وتعزيز الدبلوماسية
الإيرانية العامة إلى جانب الدبلوماسية الحكومية، من خلال الفنانين والرياضيين
والمثقفين ومن خلال تقوية السياحة.
وأكد جهانغيري أنّ الحكومة الحالية دافعت
عن شبكات التواصل الاجتماعي ودافعت عن حرية الصحافة، مشيراً إلى أنها منحت أكثر من
ثمانية آلاف موافقة لمنظمات المجتمع المدني.
وفي سياق متصل، اعتبر جهانغيري أنّ جزءاً
من المجتمع الإيراني يعارض الحكومة الحالية وأن انتقادات البعض تتم بشكل ممنهج
لتخريب هذه الحكومة.
ورأى جهانغيري أنه يجب الاختيار بين الحرية
والقيود وبين عزة إيران أو انزوائها وبين التوتر والطمأنينة، مضيفاً أنّ الوعود
الخالية تسيئ إلى ثقة الشعب بالنظام.