عباس مرن حيال تبادل الأراضي واقترح تفاهمات 2008 منطلقاً للمفاوضات
صحيفتا هآرتس وجيروزاليم بوست الإسرائيليتان تتحدثان عن كواليس التحرك الفلسطيني فيما يخص عملية السلام، الأخيرة تنقل عن نبيل شعث كبير المفاوضين السابقين قوله إن الرئيس الفلسطيني "مرن حيال تبادل أراضٍ ومستعد للتفاوض بشأن الحد الأدنى من تبادل الأراضي على طول حدود العام 1967"، وهآرتس تقول إنّ محمود عباس طلب من نظيره الأميركي استئناف المفاوضات من حيث توقفت عام 2008.
وبحسب الصحيفة فقد قام عباس والفريق المرافق له في واشنطن بعرض وثائق وخرائط لترامب تمّ التفاهم عليها بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي في الأيام الأخيرة لولاية رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت، والتي قلّص الطرفان جداً وفقاً لها الفجوات بينهما في موضوع الحدود.
وذكرت "هارتس" أن عباس قال خلال اللقاء إنه يرى في الاتفاقات التي أنجزت سابقاً نقطةَ انطلاق لمواصلة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
وبحسب مسؤول فلسطيني رفيع المستوى فقد ناقش عباس وترامب قضايا جوهرية على رأسها مسألة الحدود، مشيراً إلى أن "الأمر هو خلاف للانطباع الذي تحاول إسرائيل خلقه، بأن اللقاء اهتم في قضايا أخرى مثل دفع الرواتب للأسرى".
عباس مرن حيال تبادل الأراضي
وبحسب الصحيفة فقد أكد شعث أن "عباس لم يغير موقفه".
ونقلت "جيروزاليم بوست" عن شعث قوله إن "مقايضة الأراضي جزء أساسي من عملية المفاوضات منذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 الذي يدعو إلى ضمان حرمة كل دولة واستقلالها السياسي في المنطقة".
وأضاف شعث، وفقاً للصحيفة، أن "إسرائيل لا تفكر في نفس النوع من مبادلة الأراضي مثل عباس الذي يدعم مقايضة الحد الأدنى"، وأنها "متساوية من حيث نوعية الأرض"، وتعتقد إسرائيل أنها "يمكنها مبادلة 62٪ من الضفة الغربية، المنطقة ج، مع 1٪ من الأرض الصحراوية حول غزة".
وأكد شعث الذي يأتي كلامه بعد أيام قليلة من اجتماع عباس وترامب الأول له في واشنطن، أن الاجتماع كان "إيجابياً جداً"، مضيفاً أن "القيادة الفلسطينية تعتقد أن ترامب أكثر صرامة من الرئيس السابق باراك أوباما في التوصل إلى اتفاق"، ومؤكداً أن "ترامب مهتم جداً بصفقة".
وأوضح شعث لـ"جيروزاليم بوست" أن القيادة الفلسطينية لم يكن لديها توقعات كبيرة لاجتماع عباس وترامب، مشيراً إلى أنها "فوجئت بسرور لدى وصولها إلى واشنطن أن العلم الفلسطيني رفع داخل البيت الأبيض".
وفي محاولة لشرح تفاؤل القيادة الفلسطينية بعد اجتماعها مع ترامب، أشار شعث إلى أن "الكثير من هذا رمزيّ، لكن الرمزية وأشياء من هذا القبيل مهمة لأنها تخلق نوعاً مختلفاً من الأجواء".
مستشار الرئيس عباس للشؤون الخارجية قال للصحيفة إن "الوفد الفلسطيني استطاع أن يرفع قضيته إلى إدارة ترامب التي استمع إليها بانتباه"، قائلاً إن "الأميركيين استمعوا إلى قضيتنا وكانوا إيجابيين ومقدرين لموقفنا والتزامنا بالسلام"، من دون أن يكشف عن التفاصيل المحددة للاجتماع.
وعمّا إذا كان الجانب الفلسطيني ما زال يطالب بتجميد الاستيطان لاستئناف المحادثات، فقد رفض شعث التعليق على هذا الأمر مكتفياً بالقول "يجب أن نناقش هذه المسألة في الاجتماعات المقبلة مع إدارة ترامب"، بحسب جيروزاليم بوست.
المصدر: هآرتس + جيروزاليم بوست