كيف ساهم لبنان في هزيمة إسرائيل والولايات المتحدة في اليونسكو؟
وصوتت "يونيسكو" بأغلبية 12 صوتاً مقابل ثلاثة، وامتناع ستة عن التصويت، على إدراج مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة (وهي المدينة التي كان فيها النبي إبراهيم)، التي يعيش فيها مئتا ألف فلسطيني مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين، على لائحة التراث العالمي.
فحسب مصادر مقرّبة من رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب جاد ثابت ذكرت لـ الميادين نت أن ماحدث أمس الجمعة في اجتماع لجنة التراث العالمي في الدورة الواحدة والأربعين التي عقدت في مدينة كاراكوف البولندية والجهد الجبار الذي بذله عضو لجنة التراث في اليونيسكو و الخبير دولي في مجال الحفاظ على التراث العمراني.
المهندس جاد ثابت الذي يتولى حالياً نقابة المهندسين في لبنان يؤكد أن فلسطين ليست قضية فلسطينية وحسب بل عربية وعالمية فمنذ سنوات أعد جاد ثابت ملفاً يحوي در اسات تؤكد احقية فسطين بمدينة الخليل،سلمّه للفريق الفسطيني الممثل في الاونيسكو.
وأكدت هذه مصادر بأن
الذي زاد عدد الاصوات المؤيدة لصالح فلسطين هو تصرّف السفير الاسرائيلي الذي حاول
تعطيل الاجتماع المنعقد للتصويت من خلال دعوته للوقوف دقيقة صمت عن الهولوكست
فاستفز اعضاء المجلس فكان رد ممثلة كوبا بان طلبت الوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء
فلسطين.
وقد أكدت وزيرة السياحة الفلسطينية رلى معايعة، أمس، نجاح
فلسطين في تسجيل مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف على لائحة التراث
وقالت معايعة في بيان صحافي: "أصبحت البلدة القديمة في
الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة
العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج)
وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس".
.
وأوضحت معايعة في البيان الذي نقلته الوكالة الرسمية (وفا) "أهمية هذا الحدث التاريخي، والذي يؤكد على هوية الخليل والحرم الإبراهيمي
الفلسطينية، وأنها تنتمي بتراثها وتاريخها إلى الشعب الفلسطيني".
وأثنى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على القرار، وقال: "بفضل
الديبلوماسية الفلسطينية الهادئة، ومساندة أهلنا وأشقائنا وأصدقائنا في العالم
صوتت يونيسكو على قرارين مهمين، الأول حول مدينة القدس، والثاني حول مدينة الخليل
باعتبارهما مدينتين أثريتين، وقد نجح القراران على الرغم من الضغوط التي مورست على
العديد من الدول من قبل إسرائيل وأميركا".
واعتبر وزير الخارجية رياض المالكي التصويت "نجاحاً لمعركة
ديبلوماسية خاضتها فلسطين على الجبهات كافة في مواجهة الضغوط الإسرائيلية
والأميركية على الدول الأعضاء».
وقال المالكي في بيان صحافي إنه "على الرغم من الحملة
الإسرائيلية المحمومة، وإشاعة الأكاذيب وتشويه وتزييف الحقائق حول الحق الفلسطيني،
إلا أن العالم أقر بحقنا في تسجيل الخليل والحرم الإبراهيمي تحت السيادة
الفلسطينية وعلى لائحة التراث العالمي". وأضاف "إن احتلال إسرائيل لدولتنا،
لا يمنحها سيادة على أي بقعة من أرضنا بأي شكل من الأشكال"».
ودعا مصطفى البرغوثي
إلى ضرورة البناء على هذا الإنجاز، ومطاردة إسرائيل في كافة المحافل الدولية،
بما في ذلك الانضمام لكافة مؤسسات الأمم المتحدة والإسراع في إحالة ملف جرائمها
إلى محكمة الجنايات الدولية.
واشنطن ستعيد النظر بعلاقتها مع اليونيسكو
في المقابل، أكدت واشنطن بأنها ستعيد النظر بعلاقتها باليونسكو بعد التصويت بشأن الخليل واعتبرت القرار "إهانة للتاريخ".".
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن هذا القرار "يوجه ضربة جديدة إلى مصداقية وكالة تابعة للأمم المتحدة هي أصلاً موضع جدل".
وأضافت أن الولايات المتحدة تدرس حالياً المستوى المناسب لعلاقتها باليونسكو.
وكانت الولايات المتحدة أوقفت مشاركتها في تمويل اليونسكو عام2011، بعد أن قبلت المنظمة عضوية فلسطين، إلا أنها لا تزال عضواً في المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يضم 58 عضواً.
وقد رد وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان عقب تصويت منظمة اليونسكو على قرار إدراج مدينة الخليل الفلسطينية على لائحة التراث العالمي.واصفا اليونسكو بأنها معادية للسامية، ومشينة وغير معتدلة، وأن قراراتها فاضحة
وأضاف ليبرمان في بيان صحفي صدر عن مكتبه " أي قرار يصدر من هذه المنظمة التي ليست لها أية صلة بالمنطقة لا يعني أن ذلك يقوض حقنا التاريخي في الحرم الإبراهيمي أو في البلاد أجمع".
واتهم ليبرمان السلطة الفلسطينية بمواصلتها العمل على التحريض على اسرائيل وتشويهها في المحافل الدولية
وسارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى القول إن قرار لجنة التراث العالمي لليونيسكو، «وصمة عار».
وكتب الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية ايمانويل نحشون في تغريدة بعيد التصويت، أن قرار يونيسكو حول الخليل «وصمة عار. هذه المنظمة التي لا أهمية لها تروج للتاريخ الزائف. عار على اليونيسكو».
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار يونيسكو بـ"القرار السخيف"، وقال في تسجيل فيديو بثه مكتبه ووضع على صفحته على "فايسبوك": "هذا هو قرار سخيف آخر اعتمدته منظمة يونيسكو. هذه المرة، قررت يونيسكو أن مغارة المخبيلا (الاسم اليهودي للحرم الابراهيمي) هي عبارة عن موقع فلسطيني، أي غير يهودي، وأن هذا المكان يتعرض للخطر".
ورحب الأردن بالقرار، وقال وزير الدولة لشوؤن الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني إن "القرار الذي قدم من المجموعة العربية في يونيسكو بدعم عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة، يؤكد عدم شرعية الإجراءات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل".
وأضاف أن القرار يُشكل «مواجهة لمحاولات إسرائيل فرض وقائع جديدة في مدينة الخليل القديمة، وهي انتهاكات مرفوضة وغير قانونية». وأوضح أن "وضع الخليل على لائحة مواقع التراث العالمي، سيُسهم في حمايتها من المخاطر التي تهدد تراث المدينة من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
فقرار وضع الخليل على هذه اللائحة يفرض زيارة لجان الاونيسكو لها بشكل دوري وتقدم تقارير دائمة حول الانتهاكات التي تتعرض لها من الاحتلال الاسرائيلي.
وتُعد مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة التي ما زالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000 عام. وهي مدينة مقدسة للديانات السماوية، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلاميَّة بعد مكة والمدينة المنورة والقدس، ويُعتبر الحرم الإبراهيميّ من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة، والذي منحها مكانتها المميزة، وجعلها مقصداً دينياً للمؤمنين والرحالة العرب والأجانب الذين أفاضوا في الحديث عنها وعن معالمها الدينية والحضارية.