هذا ما حدث "خلف التلال"
على أعتاب معركة جرود عرسال المنتظرة، تبدأ الميادين مواكبتها بوثائقي من جزأين بعنوان "خلف التلال". الوثائقي يستعرض المعارك التي خاضها حزب الله منذ ما بعد القصير، ويتطرق إلى الأسباب التي دفعت المقاومة في لبنان إلى أخذ المبادرة بعد التهديد الواسع للجماعات المسلحة المنتشرة على امتداد تلك الحدود مع لبنان.
يذهب وثائقي الميادين "خلف التلال" بجزءيه ليسلّط الضوء على معركة القلمون الأولى التي حدثت في العام 2014
في وثائقي الميادين الكاميرا تتجول على التلال، وترصد كيف انسحب المسلحون من مدينة القصير السورية (فجر الأربعاء 5/6/2013) بعد سيطرة حزب الله والجيش السوري عليها، وكيف بدأ المنسحبون بالدعاء بأن "يرزقهم الله جنوداً من عنده"! ويشرح ما هي التطورات التي حدثت في الداخل اللبناني وأثّرت مباشرة على سير العملية العسكرية في القلمون، وكيف اتخذ قرارَ توسيع العملية العسكرية.
وثائقي الميادين يكشف كيف أدار القائد في حزب الله مصطفى بدر الدين المعارك على الحدود
فنيش اعتبر أنّ خطر مسلحي عرسال على لبنان لم ينته حتى حزيران/يونيو 2015، مضيفاً أن خطر هذه المجموعات قائم حتى اليوم (تفجير برج البراجنة-الملاحقات الأمنية مؤخراً..)، مؤكّداً أن هناك جهداً أمنياً "جبّاراً" في لبنان لدرء خطر تلك المجموعات، لكنّ هذا الجهد لا يؤكّد عدم حصول أي تفجير مقبل.
وعن سبب عرض وثائقي "خلف التلال" في هذه المرحلة الحساسة، قال فنيش إنه التوقيت الأفضل نظراً للاشتباكات التي حصلت مؤخراً وما زالت مستمرة في جرود عرسال، مضيفاً أن مشروع إقامة "إمارة" في لبنان كان مشروعاً حقيقياً.
في الجزء الأول من وثائقي "خلف التلال" بعنوان "من القلمون إلى فصل "جرد الطفيل" استعراض لسياق تاريخي إلزامي من نتائج معركة القصير التي نقلت ثقل المسلحين إلى منطقة القلمون وأتاحت لهم تعزيز بنيتهم العسكرية واللوجسيتية والأمنية، بما فيها معامل التفخيخ والسيارات المفخخة، إضافة إلى السيطرة على المعابر الحدودية مع لبنان.
تعيد الميادين في الجزء الأول من "خلف التلال" سرد التفجيرات التي ضربت الداخل اللبناني، و التهديدات التي تصاعدت على الحدود وطالت مختلف الشرائح اللبنانية، وتستعرض كيف أخذ حزب الله المبادرة وقرر مع الجيش السوري حسم المعركة هناك، وفي السياق مشهدية خاصة للقائد الجهادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، كيف أدار وخطط وأشرف على سير المعارك على الحدود.
بالإضافة إلى رصد الترقب الإسرائيلي لما حصل ويحصل على الحدود مع لبنان وترحيبه بمجموعات مسلحة تتخذ من حزب الله هدفاً، استفاض وثائقي "خلف التلال" في عرض معامل التفخيخ والسيارات التي جُهّزت لإدخالها إلى العمق اللبناني لتفجيرها والتي اكتشفت بعد حسم معارك القلمون، ويتطرق الوثائقي إلى معاناة أهالي بلدة "جرد الطفيل" وكيف اضطر الحزب إلى التدخل سيما أنّ الخطة الأمنية فشلت في حل مشكلة البلدة بعد معارضة المسلحين، ويتضمن الجزء الأول شروحاً على الخرائط للواقع الميداني والمساحات التي احتلها المسلحون فضلاً عن توزع مراكز الثقل والقوة.
مشاهد تُعرض للمرة الأولى وتُظهر جولة تحضيرية للقائد العسكري لحزب الله حينذاك الشهيد مصطفى بدر الدين يشرح فيها أهداف العملية العسكرية، وكيفية التعامل مع أي حدث ميداني على أرض المعركة.
وثائقي "خلف التلال" يُعرض اليوم الإثنين بجزئه الأول على شاشة قناة الميادين، ويترك لنا حرية تخيل السيناريو العكسي للمعارك. ماذا كان سيجري في لبنان لو استولت الجماعات المسلحة على المناطق المحاذية للحدود اللبنانية السورية؟ وكيف ولماذا تبدّد حلم المجموعات المسلحة بالربط بين الرقة وحمص والقلمون وصولاً إلى هدم الحدود مع لبنان.
المصدر: الميادين