أهم المناظرات الرئاسية في تاريخ أميركا

تعتبر المناظرات التلفزيونية الأمريكية التي تجري مرة كل أربع سنوات إحدى مفاصل الحملات الإنتخابية الرئاسية، فهي تركز على صورة المرشحين والتطمينات الصادرة عنهما.
  • على اليمين دوجلاس وعلى اليسار لينكولن في رسم لمناظرة جمعتهما
ليست المناظرات الرئاسية التي نشهدها اليوم في الولايات المتحدة الأميركية إبنة عصر الصورة والصوت والتواصل المفتوح، كما قد يظن البعض. ففي انتخابات العام 1860 جرت أول وأشهر مناظرة بين الرئيس الأميركي الجمهوري إبراهام لينكولن والسناتور الديمقراطي ستيفن دوغلاس.إستمرت المناظرات في إطارها المحدود حتى جاء العام 1960 الذي شهد أول المناظرات المصورة، كان ذلك في 26 أيلول/سبتمبر 1960، ومنذ ذلك الوقت أضحى باستطاعة كل مواطني الولايات المتحدة التعرف على المرشحين وبرامجهم الرئاسية.

كيندي - نيكسون: الأناقة تهزم الحكمة

أول مناظرة في تاريخ الولايات المتحدة تنقل عبر شاشات التلفاز جرت بين المرشح الديمقراطى جون كيندي ومنافسه الجمهوري ريتشارد نيكسون عام 1960، وقُدر عدد المشاهدين آنذاك بـ 60 مليون مشاهد، حيث تأنق كيندي في مقابل نيكسون الذي لم يهتم بمظهره وبدا عليه التعب رغم حكمته خلال اللقاء.

وفي حين اعتبر الذين استمعوا إلى المناظرة عبر جهاز الراديو أن نيكسون هو الفائز فإن النسبة الأكبر ممن اختاروا متابعتها عبر التلفزيون حكموا بفوز كيندي الذي وصف حينها بالشاب الديمقراطي الأنيق.

كارتر - فورد: الحرب الباردة تقرر مصير الانتخابات

في العام 1976 جرت مناظرة بين الجمهوري جيرالد فورد والديمقراطي جيمي كارتر والتي فاز فيها الأخير على خصمه.وكان لهذه المناظرة وقع كبير، حيث يُحكى أن خسارة فورد جاءت على خلفية تصريحه داخل هذه المناظرة بأنه إذا فاز سيمنع الإتحاد السوفيتي من الهيمنة على أوروبا الشرقية، ما اعتبره الأمريكيون تهديداً لأمنهم القومي.

ريغان – كارتر: 80 مليون مشاهد

أيضاً المناظرة التي جرت سنة 1980 بين المرشح الديمقراطي جيمي كارتر، الذي سعى للفوز بولاية ثانية، والمرشح الجمهورى رونالد ريغان، حيث استشهد كارتر بحوار مع ابنته البالغة من العمر اثني عشر عاماً في موضوع معقد مثل سباق الأسلحة النووية، الأمر جعله يبدو رئيساً ضعيفاً في مواجهة الشيوعية.وسجلت هذه المناظرة العدد القياسي مع 80 مليون مشاهد، بحسب مؤسسة نيلسن.

المناظرة الثلاثية: مرشح مستقل يزاحم بوش الأب وكلينتون على المنصة

أقيمت هذه المناظرة سنة 1992 بين ثلاث مرشحين للمرة الأولى، وهم الجمهوري جورج بوش الأب والديمقراطي بيل كلينتون والمرشح المستقل روس بيرو.وكان الفارق بين كلينتون وبوش الأب واضحًا، حيث بدا كلنتون شاباً مثقفاً يتحدث عن التغيير والمستقبل، أما بوش فبدا راضياًبالوضع القائم حتى أصبح ملله الظاهر حليف كلينتون، الرئيس رقم 42 لأميركا.وعلى الرغم من ضخامة هذه المناظرة إلاّ أنها لم تحصد العدد الكبير من المتابعين.

جورج بوش "الإبن" - وآل غور: الغرور يهزم صاحبه

جرت هذه المناظرة سنة 2000 بين الجمهوري جورج بوش الإبن والسناتور آل غور، وفاز بها الأول بسبب غضب المتابعين من مواقف آل غوار المتعالية لإبراز معارفه وتنهده بصوت مسموع كلما تحدث بوش، الأمر الذي رفع أسهم بوش بالفوز.

جورج بوش الإبن وجون كيري: أسامة بن لادن يحسم انتخابات 2004

دخل جورج بوش انتخابات 2004 مسلحاً بإنجاز حرب العراق قبل عام وإسقاط صدام حسين.

كانت قضية الحرب على الإرهاب الأكثر جدلاً في الولايات المتحدة الأميركية. ورغم القوة التي أظهرها المرشح الديمقراطي جون كيري في مواجهة بوش في المناظرات الثلاث، إلا أن بوش تمكن من الفوز في نهاية المطاف بولاية ثانية، وساعده أكثر شريط لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن جرى عرضه قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات.

أوباما - ماكين: الحماس يحسم المعركة

في العام 2008 وقف المرشح باراك أوباما في مواجهة السيناتور والسياسي المخضرم جون ماكين حاملاً حماسه ومتسلحاً بطلاقته في الكلام.بدا ماكين أكبر سناً وأقل كلاماً، الأمر الذي رجح فوز أوباما ليكون أول أميركي من أصل أفريقي يفوز برئاسة أميركا.

ترامب وكلينتون: لا صوت فوق صوت الفضائح

ستبقى مناظرات انتخابات 2016 مشهودة في التاريخ الأميركي الحديث نسبة إلى كم الفضائح التي أحاطت بها حتى قيل إن مشاهدة المناظرات يجب أن تقتصر على من هم فوق سن الرشد القانوني.ويترقب الشعب الأميركي آخر وأهم مناظرة تجمع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والجمهوري دونالد ترامب، بعد مناظرتين جمعتهما خلال الأسابيع الماضية، والتي ستمكِّن الناخبين الأميركيين من حسم موقفهم بشكل كبير، نظراً لما تلعبه المناظرات الانتخابية من دور في كشف أجزاء كبيرة من شخصيات المرشحين وخططهم المستقبلية.وأظهر استطلاع رأي لرويترز/إبسوس أن نصف الناخبين الأمريكيين سيعتمدون على المناظرات لمساعدتهم في الاختيار.

المصدر: الميادين.نت