"نحو استراتيجية فلسطينية جديدة"... مبادرة يطرحها شلّح لإنقاذ الوضع الفلسطيني
حركة الجهاد الاسلامي تحتفل بالذكرى الـ29 لانطلاقتها وأمينها العام يطرح مبادرة من عشر نقاط لحل الأزمة الداخلية الفلسطينية تقوم على وقف العمل باتفاقية أوسلو وإعلان منظمة التحرير سحب الاعتراف بإسرائيل.
شلح مهّد لمبادرته بالقول إن الفلسطينيين يعيشون اليوم مأزقاً تاريخياً حقيقياً داخلياً وهو ليس أزمة عابرة، مشيراً إلى أنه يجري الآن تسويق "وهم الدولة"، معتبراً أن المفاوضات مع الإسرائيليين منذ أوسلو لم تجلب إلا الذل وأن الاحتلال هو السلطة.
وتوجه للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقول: "عليك فعل شيء ينقذ الوطن والقضية قبل أن تذهب القضية الفلسطينية نحو تعميق الشرخ والانقسام"، وأضاف "عليك فعل شيء ينقذ الوطن والقضية".
وقال شلّح "نمد يدنا للجميع لتحقيق التحول المطلوب لكن التفاعل حيال مبادرتنا يبقى بيد الرئيس عباس الذي نؤكد على إخوّته". وتضمنت النقطة الأولى من مبادرة شلّح أن يعلن الرئيس عباس وقف العمل باتفاقية أوسلو. وتمثلت النقطة الثانية بأن تعلن منظمة التحرير سحب الاعتراف بإسرائيل لأن هذا الاعتراف، بحسب تعبيره، هو أم الكبائر. النقطة الثالثة هي إعادة بناء منظمة التحرير لتصبح الإطار الجامع وتمثل كل الشعب الفلسطيني. كما تضمنت إطلاق حوار وطني فلسطيني شامل لبحث خطوات التحول نحو المسار الجديد "الذي يضعنا نحو طريق استعادة الأرض". كما نصت على قيام منظمة التحرير بملاحقة دولة الكيان وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية، وعلى الاتصال بكل الأطراف العربية لتحمل مسؤوليتها ومساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة إسرائيل ووقف الهرولة وراءها. وأكد شلّح في مبادرته على أن الشعب هو واحد وقضيته واحدة ما يتطلب أن تشمل الاستراتيجية الجديدة كل مكونات الشعب، ودعا إلى صياغة برنامج وطني لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وإلى إنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية على قاعدة إلغاء اتفاقية أوسلو. كما دعا إلى إعلان مرحلة التحرر من الاحتلال، معتبراً أن الأولوية هي مقاومته بالسلاح وتطوير الانتفاضة لتصبح شاملة دون شرط. وشدد على أن وهم السلطة الوطنية استُخدم لـ"بلف" الشعب الفلسطيني وتمرير اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، مشيراً إلى أن العالم بات ينشغل اليوم بـ"ما بعد أبو مازن" وليس بـ"ما بعد تهويد القدس وكل قضايانا".
لسنا حركة إسلام سياسي
وقال شلح إنه في ظل انسداد الأفق في الساحة الفلسطينية هناك خطاب غريب اليوم يسفّه المقاومة والانتفاضة الشعبية. وأضاف "لا يمكن تبرئةأانفسنا من التهميش الذي تتعرض له قضيتنا فقد أصبحنا شماعة لكل من يريد أن يبرئ إسرائيل". ورأى أن المنطقة لن تنعم بالأمن ما لم يعد الحق لفلسطين وشعبها "ففلسطين ليست الأندلس والقدس ليست قرطبة". وأكد على أن الوهم الذي يسيطر على بعض العرب والفلسطينيين بأن الصلح مع إسرائيل سينهي الصراع هو آمال كاذبة وأحلام خادعة، مشيراً إلى أن التنكر لفلسطين وعناق إسرائيل يعنيان التنكر لكل ما تمثله فلسطين في العقيدة والتاريخ والواقع. ورداً على من قال "إذهبوا إلى عواصمكم" ردّ شلّح قالاً "نحن لا عاصمة لنا في العالم غير القدس". وقال "نحن حركة مقاومة وطنية وبمرجعية إسلامية ونفخر بذلك.. لسنا حركة إسلام سياسي ونرفض هذا المصطلح الذي نحته الغرب لتشويه صورة الاسلام". واعتبر أن المساس بكرامة الأسرى الفلسطينيين والمحررين هو مساس بالشعب الفلسطيني وأن الاعتداء عليهم اعتداء على الحركة الأسيرة. وأكد على أن لا طريق للوصول إلى النصر والتحرير إلا طريق المقاومة والجهاد، وعلى أن فلسطين هي قضية مبدأ وعقيدة قبل أي شيء "ولا نساوم عليها لو أطبقت علينا كل الدنيا". وأعلن أن المقاومة في ظل التنسيق القوي بين الأجنحة العسكرية، وخصوصاً مع كتائب عزالدين القسام هي في أعلى درجات الثقة بالنفس. وتوجه إلى سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بالقول: "علينا أن نكون في أعلى الجهوزية لمواجهة العدو وهي مواجهة يجب ألا تسقط من حساباتنا". كما خاطب إسرائيل قائلاً "باقون على هذه الأرض وكيانكم إلى زوال".إيران تساندنا في وقت تخلّى عنا بعض العرب
واعتبر أن هناك من يسعى إلى "جعل إيران عدواً بديلاً لإسرائيل التي اغتصبت فلسطين والتي باتت لبعض العرب طرفاً يُتفاوض معه". وأشار إلى أنّ "الأمة الإسلامية بلا فلسطين هي أمّه بلا قلب"، لافتاً إلى أنه لم يتوقع أن "نعيش إلى يوم يصبح فيه يوم نصرة فلسطين تهمة". شلّح الذي شارك من خلال كلمة ألقاها عبر شاشة خصّص جزءاً كبيراً من كلمته لتوجيه اللوم إلى العرب "المشغولين بأنفسهم وغير المكترثين بفلسطين"، وأشار إلى أن بعض الدول تهرول للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
محمود الزهار ألقى كلمة باسم الفصائل الفلسطينية أكد فيها أن حركة حماس تتفق مع الجهاد الاسلاميّ على "ثوابت لا تمسّ".
ووصف الزهار ذكرى تأسيس حركة الجهاد الإسلاميّ بـ"يوم من أيام المقاومة والعزة والنصر ويوم من أيام فلسطين".
وأشار إلى أنّ من يحاول المسّ بالمسجد الأقصى وفلسطينيي الضفة الغربية هو "واهم"، وأكد أن فلسطين بحدودها الكاملة لا تقبل القسمة "ووحدتها مقدسة وثابتة".
المصدر: الميادين