حزب الأصالة والمعاصرة المغربي الذي حلّ ثانياً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يعلن أنه بصدد تحضير مذكرة سياسية سيوجهها إلى العاهل المغربي محمد السادس حول التعديلات الدستورية والمسلسل الانتخابي.
أعلن حزب الأصالة والمعاصرة الذي أعلنت قيادته اختيارها
التخندق في المعارضة بعد تقييم إفرازات انتخابات السابع من أكتوبر تشرين الأول أنه
بصدد تحضير مذكرة سياسية سيوجهها إلى العاهل المغربي محمد السادس بصفته رئيسا
للدولة.
وقال بيان للحزب الذي حصل على المرتبة الثانية في
الانتخابات البرلمانية أعقب اجتماع هيأته السياسية مساء الأربعاء المنصرم إن هذه
المذكرة تهم بالأساس التعديلات الدستورية والمسلسل الانتخابي.
وذكر البيان الرسمي للقوة السياسية الثانية في البلاد
بموجب نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن قيادته ناقشت بشكل عميق إشكالية
محدودية بعض المقتضيات الدستورية ووقفت على الحاجة إلى تأطير دستوري لجوانب من
الممارسات السياسية لتفادي بعض حالات الفراغ المعياري، بحسب لغة البيان الرسمي.
وبحسب مصادر في حزب الأصالة والمعاصرة فإن المطالب تتركز
تحديدا على ضرورة إجراء تعديلات دستورية جديدة تضمن تأويلا ديمقراطيا للوثيقة
الدستورية التي جرى اعتمادها سنة 2011، بالإضافة إلى مطلب مراجعة القوانين
الانتخابية.
وبحسب المصادر ذاتها فإن الحزب يعتزم تقديم اقتراحات جديدة
تستهدف ضمان شفافية تمويل الحملة الانتخابية ومراقبته بالإضافة إلى اقتراح بتعديل
يوم الاقتراع التقليدي المعهود في المغرب وهو يوم الجمعة، إذ تذهب قراءة الحزب
بحسب ما أسرت به مصادر داخلية ل "الميادين" إلى أن تحديد يوم الجمعة
كيوم للتصويت من شأنه أن يصب في مصلحة الأحزاب الإسلامية.
من جهة ثانية، عاد الحزب الذي يقدم نفسه كحزب حداثي
لانتقاد الخطاب السياسي المستعمل من طرف حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية
الإسلامية دون أن يسميه مباشرة. ورأى الأصالة والمعاصرة أن هذا النوع من الخطاب
واستعمال الرأسمال الرمزي للدين الانتخابي في الاستحقاقات الانتخابية من شأنه المس
بالاختيار الديمقراطي.
كما قطع الحزب الشك باليقين في التأكيد على أن تحالفاته
لن تكون إلا مع التيارات السياسية التي تتقاسم معه نفس المرجعية ونفس المشروع
الديمقراطي الحداثي في محاولة لنفي ما تركته مقالة نشرها الأمين العام للحزب إلياس
العماري من انطباعات عن رغبة في طي صفحة الخلاف مع الإسلاميين ودعوة لمصالحة
تاريخية معهم.
وكان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري
قد كتب في مقال نشره موقع "هيسبريس " الإخباري ولم يتداوله الإعلام
المحسوب عليه: " .. نستشرف اليوم، كحزب وطني فتي ومناضل، خطوات
ومسارات مصالحاتنا الرحبة، بإرادتنا الواثقة وأيادينا الممدودة للجميع، لنتخلص من
خصوماتنا الجوفاء وأحقادنا العمياء؛ ونتقدم سويا نحو الاعتراف المتبادل ببعضنا
البعض، واضعين مصلحة الوطن وكرامة الشعب على رأس الأولويات.."، وهو ما فهم
على أنه مد لليد للتصالح مع حزب العدالة والتنمية بعد أن أصبح حزبه شبه معزول في
المعارضة إثر تعبير حليفيه السابقين في المعارضة الاستقلال والاتحاد الاشتراكي عن
رغبة صريحة في التواجد في الائتلاف الحكومي القادم الذي يعكف رئيس الحكومة المكلف
عبد الإله بنكيران على إجراء مشاورات تشكيله.
وفي السياق، تداولت عدد من الصحف المغربية في بحر
الأسبوع الحالي أخبارا مفادها أن زعيم حزب الأصالة والمعاصرة قد جمع زعماء أحزاب
الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والتجمع الوطني للأحرار وطلب منهم الابتعاد عن رئيس
الحكومة المكلف وإفشال مساعي تشكيل حكومته، مقترحا عليهم توجيه مذكرة إلى الملك
يعلنون فيها أسباب رفضهم التحالف مع حزب العدالة والتنمية، غير أن هذا المطلب قد
قوبل بالرفض من قيادات حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، وأكدت مصادر من حزب
"الاستقلال" ل "الميادين صحة انعقاد هذا اللقاء ونشوب خلاف كلامي
بين زعيم حزب الاستقلال حميد شباط و زعيم الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، وهو ما
يفسر تصريحات حميد شباط الأخيرة التي قال فيها ما مضمونه إنه لم يعد مقبولا أن يتم
تقرير شيء في مكان آخر ثم يفتى على الأحزاب الأخرى، في إشارة إلى محاولات تحكم في
قراره الحزبي.