التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
مراكز الأبحاث الأميركية تتناول السياسة الخارجية لواشنطن، وتتناول قضايا تتعلق بالملف النووي الإيراني واليمن وليبيا والاردن والمملكة العربية السعوديية، والمجلس الأميركي للسياسة الخارجية يطالب بإدخال تعديلات على آلية صنع القرار في هذه السياسة.
أكدّ المجلس الأميركي للسياسة الخارجية على اقتراحات نظيره مجلس الشؤون الخارجية حديثاً التي تتمحور حول ضرورة استبدال الطاقم الحالي لشؤون الأمن القومي نظرا "لعدم كفاءته".
ولم يسلم الرئيس اوباما من الإنتقاد اللاذع "مايسترو اللاواقعية."
وحثّ معهد كاتو "جناح اليمين في الحزب الجمهوري وجناح اليسار في الحزب الديموقراطي" العمل سوية على قضايا ذات اهتمام مشترك، لا سيما "انتهاك الاجهزة الحكومية للحريات الشخصية .. والتي ستتعاظم مع اقتراب موعد التجديد لقانون الباتريوت – الوطنية."
وذكّر المعهد السلطة التشريعية بأن اقرار الباتريوت تم "استنادا لفرضية خاطئة" في تحديد الثغرات الأمنية التي ادت لهجمات 11 ايلول/ سبتمبر 2001، والتي تم "دحضها في تقرير لجنة الكونغرس المشتركة" لتقصي الهجمات. والنتيجة التي تم التوصل اليها آنذاك رهنت التقويم العلمي "لمشاعر العاطفة الجياشة، وسيادة الحملة الدعائية على الحقائق المادية .. ولا يزال الاستمرار في ذلك النهج على الرغم مما كشفه ادوارد سنودن" من تجاوزات وانتهاكات الاجهزة الأمنية المختلفة.
تنظيم "الدولة الإسلامية"
تناول معهد كارنيغي أساليب "الصدمة والرعب" التي ينتهجها التنظيم "بغية حثّ الشعوب الضغط على حكوماتها للإنسحاب من التحالف"، ومن ضمنها شريط الفيديو لقتل الطيار الأردني الذي أوضح أن كافة التفاصيل ومكوّنات الشريط "كانت مدروسة بعناية فائقة .. للدلالة على القدرات المرئية والمسموعة واستراتيجية التواصل الإستثنائية التي يتمتع بها التنظيم".
وأوضح أن التنظيم "سينحو إلى إرتكاب مزيد من العنف .. بل من المؤكد بما لا لبس فيه".
انخراط الأردن ضد "داعش"
أعرب معهد أبحاث السياسة الخارجية عن اعتقادة ان تصعيد الأردن لغاراته الجوية ضد "داعش" يرمي من ضمن مراميه الأخرى إلى "إبتعاد مؤيدي التنظيم عنه بطريق تذكرّنا بما جرى لتنظيم الصحوات في العراق 2007-2008 .." كما يدل على رسالة الأردن إلى "القوى الإقليمية تعزيز جهودها لمناهضة تنامي قوة ونفوذ" التنظيم.
اعتبر "معهد واشنطن" أن تعميق إنخراط الأردن ضد "داعش" فرصة للملك عبد الله "للإنتقام من "داعش" في سوريا .. وتوسيع هامش الإجراءات الداخلية لشن حملة قمع شاملة ضد انصار"داعش" في بلاده".
وأضاف أنه في المدى المنظور "سيبقى الأردن قاعدة عمليات جوية ضد داعش ومرافق تدريب للمسلحين السوريين"، لإعتقاده ان "داعش يمثّل خطراً داهما لإستقرار الأردن، وكذلك الإستياء الشعبي العام".
تنامي التطرّف الديني
اعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقاده أن ظاهرة التشدد الديني "ازدهرت في أعقاب الربيع العربي .. في تعارض مع توقعات (الخبراء) بأن الأزمات والصراعات قد شارفت على الحل بل ستزداد" زخماً.
وحث الدول الاقليمية على "التسخير الماهر للأدوات المتاحة" لتقويض التهديدات الراهنة "ومراجعة الأدوات السابقة غير المجدية وتحديد سبل وادوات جديدة في متناول يدها" لتحقيق الهدف.
المملكة السعودية
دقّ معهد كارنيغي ناقوس الخطر للتهديد الماثل أمام استقرار المملكة السعودية الآتي من "التهديدات عند حدودها الشمالية مع العراق، يضاف إليها التهديدات عند الحدود الجنوبية مع اليمن،"مطالبا إياها مراجعة لسياساتها السابقة حيث "ركزّت الرياض خلال طوال سنوات على الحؤول دون حدوث أيّ تحوّل كبير في ميزان القوى" على حدودها المشتركة مع اليمن.
وقال ان علاقات المملكة تضررت عقب "خسارة آل الاحمر لنفوذهم،" الحليف التقليدي القويّ للرياض. وأوضح أن خيارات "السعودية" محدودة "وقد لا يكون أمامها الآن من خيار سوى الإنخراط مع الحوثيين .. القوة السياسية والعسكرية الأكثر تماسكا في اليمن،" بصرف النظر عن قلق الرياض من تداعيات ذلك المحتملة على "ميزان القوى السعودي – الايراني في المنطقة؛" خاصة في ظل تقدم غريمتها قطر التي "فتحت قناة اتصال لها مع الحوثيين.
ليبيا
حذّر معهد واشنطن من استمرار تنظيم "داعش" بالتمدد في ليبيا، سيّما مع "تبلور اجماع" بين المراقبين والإخصائيين "بأن "داعش" يستقطب اعضاء تنظيم انصار الشريعة .. نظرا لجملة الانتصارات التي حققها في شرقي المتوسط"، وأوضح ان "التنافس بينهما يعكس التحولات التي طرات على مجاميع الجهاديين في سوريا والعراق، خاصة لخسارة "جبهة النصرة" بعض مواقعها ومقاتليها الذين إنضموا إلى داعش المتطرف".
وأشار إلى رصد "عدد من المؤيدين والمتحدثين باسم "داعش" في ليبيا والذين أيضا تحدّثوا نيابة عن (أنصار الشريعة) والإشادة بمقاتليه" مناشدين أعضاءه بأن "الوقت قد حان للإنضمام إلى (دولة) الخلافة". واشار معهد كارنيغي إلى لجوء المواطنيين الليبيين الإعتماد على "الدعم القبلي والعمق الديني والهويات المحلية،" في ظل غياب أطر ومؤسسات الدولة المنشودة، والتي برزت بقوة في مصراتة "مهد الثورة." أقلية من المعنيين لا زالت تؤمن بمستقبل أفضل لليبيا يستند إلى "لحمة الترابط والمشاركة" بين الفئات المعنية "بدلا من المواجهات المستمرة".
إيران
اتهمت مؤسسة هاريتاج الرئيس اوباما تقديم جملة من التنازلات "والذهاب إلى أبعد الحدود لضمان التوصّل إلى اتفاقية نووية مع ايران .. إذ وافق على جهود ايران غير المشروعة لتخصيب اليورانيوم، وتقبّل امكانية تحوّل مفاعل "آراك" للمياه الثقيلة إلى منشأة لصنع القنبلة النووية".
وأوضح أن "تلك التنازلات تتعارض مع سلسلة قرارات لمجلس الأمن الدولي، وأثارت قلق (الكونغرس) وإسرائيل والسعودية، وعدد آخر من حلفاء الولايات المتحدة تهددهم سياسة ايران الخارجية".
كما اتهمت المؤسسة ادارة الرئيس اوباما "بالسذاجة .. لاعتقادها أن عرضها لتخفيف العقوبات يشكّل اغراءات مرضية لطهران تفضي بقبولها فرض قيود معقولة على برنامجها النووي؛" فضلا عن "رغبويتها في إمكانية إنشاء تعاون استراتيجي مع ايران لمواجهة تنظيم "داعش".
المصدر: مكتب الميادين في واشنطن