العلاقات السعودية - التركية التي تتجه نحو تحريك المياه الراكدة، تعول على توحيد جهود البلدين للحد من انحسار تأثيرهما، لكن الجهود المشتركة لا تغير علة المراهنات.
- تلتقي السعودية وتركيا على أن خطر إسرائيل وتهديدات داعش ليست داهمة (أ ف ب)
ما يروى عن إعادة الدفء إلى
العلاقات السعودية - التركية قد يكون أثراً بعد عين، بحسب بعض المتشائمين، أو يكون،
على ما قال أحد المقربين من الحكم الملكي الجديد "لكل زمان دولة ورجال، وسياسة
خارجية".
الملك سلمان وطيد الصلة بأنقرة،
كولي ولي عهده، وفي المقابل بادره الرئيس التركي بتحية التعزية، على أمل أن يرد الملك
التحية بأفضل منها، ربما في زيارة قريبة إلى أنقرة.
بيد أن أكثر ما يدفع بهما إلى
التقارب هو انحسار نفوذهما، وما يعتقدانه مخاطر تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
في واقع الأمر يلتقي الطرفان
على أن مخاطر إسرائيل وتهديدات "داعش"، ليست داهمة، ولا هي في صدارة الأولويات.
بموازاة ذلك، ربما رسى سبب الشقاق
بين الطرفين في مصر على أن ضرورات مصر الأمنية في سيناء وليبيا، قد تعرقل "مسافة
السكة" لحماية أمن الخليج الذي استقبل بارجة تركية في ميناء جدة.
لكن السعودية وتركيا تعتقدان
أن إيران تنفذ من بين خلافاتهما في التوسع على أبواب كل منهما، حتى باتت الأرض الإقليمية
تموج على غير ما تشتهي أنقرة والرياض، من سوريا والعراق حتى باب المندب.
تعتقدان أن تقاربهما وتوحيد
جهودهما كما كان عليه الحال قبل صدامهما في مصر قد يوقف الانحسار أو يخفف من الخسائر.
ربما تشير مثل هذه المراهنات
إلى أن تركيا والسعودية لا تضعان موضع المساءلة خياراتهما السياسية التي أدت إلى ما
أدت إليه، ربما تظنان أن المزيد من الشيء نفسه يؤول إلى نتيجة مغايرة.
على مثل هذه الحال، قالت العرب
"علينا وعلى نفسها جنت براقش".