وصول الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج وابتعاده عن الشأن الداخلي لنداء تونس مهد الطريق لبروز خلافات عديدة بين قيادات النداء هي الأخطر منذ إنشاء هذا الحزب الفتي الذي يشهد أزمة داخلية تتركز على الإعداد لمؤتمره العام بعد أشهر وعلى كيفية صناعة القرار السياسي.
- المؤتمر العام الأول لنداء تونس لم يعقد حتى الآن
الانقسام داخل حزب
نداء تونس رغم تشعبه يعكس صراعاً من أجل السيطرة على مركز القرار. قيادات شابة تسعى
لتغييرات في نظام الحزب الداخلي وهيئته التأسيسية لاتخاذ القرار بشكل أكثر ديمقراطية.
في المقابل وجوه تقليدية تتبوأ مناصب داخل الحكومة ورئاسة الجمهورية تتمسك بطريقة إدارة
الحزب حتى انعقاد مؤتمره الوطني.
يؤكد الياس المطوسي
النائب عن حزب نداء تونس على ضرورة تطعيم الهيئة التأسيسية بعناصر جديدة لاتخاذ القرار
بشكل ديمقراطي. فيما يرى بوجمعة الرميلي المدير التنفيذي للحزب أنه سيتم تجاوز الأزمة
خاصة بعد قرارات الهيئة التاسيسية بتوسيع مشاركة كل القيادات بما فيها النواب.
أزمة النداء خرجت
إلى الإعلام والفريقان تبادلا الاتهامات. البعض يراها أزمة موقتة تحل بصيغة توافقية
ريثما يعقد الحزب مؤتمره بعد أشهر قليلة، بينما يعتبرها آخرون مؤشر شرخ أكبر في ظل
عدم التجانس الفكري والسياسي الذي ميز النداء منذ تكوينه.
وفق الصحفي التونسي منجي الخضراوي فإن في
نداء تونس من كان يعتقد أنه سيتبوأ منصب وزير ويتم إدخاله في التشكيلة الوزارية
وبالتالي فإن ما يجري هو عبارة عن صراع مصالح يأخذ عناوين سياسية من نوع التحالف
مع النهضة وعودة التجمعين والحديث عن استئثار اليسار بالسلطة.
الحزب الفتي بات
يواجه أزمة هي الأعمق فقد وجد نفسه في ظرف وجيز يحكم البلاد بينما يفتقر إلى مؤسسات
منتخبة ولم يعقد حتى الآن مؤتمره الوطني.