الصوفية في الصومال: تاريخ عريق

تعد الصوفية في الصومال من أعرق التيارات الإسلامية وأكثرها شيوعاً وتجذراً في المجتمع، وهي تشمل حلقات الذكر والمحاضرات الدينية والمديح النبوي.
  • تعرضت معظم مزارات مشايخ الصوفية ومقابرهم للتدمير على يد "حركة الشباب"
تنقسم الطرق الصوفية في القرن الأفريقي إلى نوعين كبيرين: القادرية والأحمدية، وينتسب إليهما أتباع الصوفية الذين كونوا نواة الحياة الدينية في الصومال.

بأسلوبهم السلمي إشتهر أبناء هذا التيار في نشر تعاليم الإسلام، ومن خلال حلقات الذكر والإنشاد الصوفي والمحاضرات الدينية، يسترجعون سيرة الرسول الأكرم وعلماء الطريقة الصوفية.

ويقول الشيخ محمد داؤود، أحد أتباع الطرق الصوفية، "نحن هنا اليوم تعظيماً لمحبة نبينا الكريم، والحديث عن سيرته النيرة، كما أن أهمية هذا الملتقى تكمن في أننا ندافع عن ديننا من خلال نشر التعاليم الإسلامية الصحيحة".

والطريقة الإدريسيه واحدة من الطرق الصوفية أيضاً. الشيخ محمد داؤود ينتمي إليها ويقول إنها توفر تربية لطلابها وتنشر التعاليم الصحيحة للإسلام، وأساسها تقويم السلوك وإحياء الروح.

ويؤكد الشيخ محمد أن الطريقة الإدريسية في الصومال عرفت بدورها في تربية وإعداد جيل صومالي مسلم، من خلال إقامة المحاضرات الدينية والإنشاد النبوي.

وتعرضت معظم مزارات مشايخ الصوفية ومقابرهم للتدمير على يد "حركة الشباب" المتشددة إلى جانب حرمان أتباعها من إحياء المناسبات والاحتفالات الدينية.

وتبدلت الاوضاع الأمنية اليوم وبات بإمكان الصوفية تنظيم حفلاتها بعد هزم الحركة.

ويشير داؤود معلم، وهو من مريدي الطريقة الإدريسية، إلى أنه "في السابق وقبل سنوات لم يكن ممكنا تنظيم هذه المناسبات الدينية، لكن بفضل الأمن في مقديشو، أتيحت الفرصة لنا اقامة هذه المحاضرة الدينية التي يستفيد منها الجميع".

وبرغم من كثرة فروعها لم تنغمس الصوفية في السياسة، وهو ما أكسبها زخماً شعبياً لم يحظ به أي تيار إسلامي آخر لا السلفية ولا الإخوانية بألوانهما المعتدلة والمتشددة.

 

المصدر: الميادين