صناعة الحلي من عظام الإبل ... مهنة الأجداد مهددة بالإندثار

في الصومال ثمة من يصنع من عظام الإبل البالية حلي تتزين بها المرأة الصومالية، مهنة يمارسها الكثير من حرْفيي مقديشو الذين يستخدمون أدوات تقليدية في صناعة منتجاتهم، التي تتطلب دقة عالية ومهارة فائقة لإنتاجها.
  • يواجه أصحاب هذه الحرفة مشكلة تسويق منتجاتهم خارجياً
مجرد عظام بالية لا يرى فيها الكثيرون أي نفع، لكنْ ليس بالنسبة إلى الرجل الخمسيني. فمحمد ديمو يزور هذا المكان على نحو شبه يومي. يجمع عظام الإبل، ويحملها إلى ورشته الصغيرة فتتحول بين يديه إلى أساور وقلادات وأقراط جميلة.

محمد ليس الوحيد الذي يمتهن هذه الحرفة. فأبو بكر هو الآخر أمضى ثلاثة عقود في نحت العظام وتفتيتها وتحويلها إلى تحف فنية وأدوات للزينة تضاهي في جودتها المنتجات المستوردة من الخارج.

ويقول عبدالقادر عثمان حرفي صومالي "أزاول هذه المهنة منذ أكثر من أربعين عاماً، وصنعت خلالها أشياء كثيرة، فأنياب الإبل مثلاً نصنع منها أقراط النساء، إلى جانب أدوات زينة أخرى تتزين بها المرأة الصومالية".

أما أبوبكر ملاي، حرفي هو الآخر، فيقول "على الرغم من قلة فرص العمل في البلاد، وعدم وجود أسواق تستقبل منتوجاتنا اليدوية إلا أننا نفضل مزاولة هذه المهنة، ونرجو أن نجد من يدعم منتجاتنا".

ويواجه أصحاب هذه الحرفة مشكلة كبيرة ، فمنتجاتهما اليدوية لا تجد من يسوقها خارجياً وباتت تدفع ثمن غياب الإهتمام المحلي بها. هي منتجات كانت تشارك الصومال من خلالها في المعارض الدولية والإقليمية، لكنها اليوم لا تجد أمامها إلا المتاجر المحلية، فلا تعود على أصحاب هذه المهنة إلا بمبالغ مالية يروْنها ضئيلة نظراً إلى ما بذلوه من جهد بدني وذهني كبيرين.

ويشير الحاج أبوبكر، صاحب متجر لبيع المنتجات التقليدية، إلى أنه على مدى عقدين "أتاجر ببيع المنتجات التقليدية، وأعتقد أن علينا الحفاظ على هذه المنتجات كجزء من تراثنا، ولابد من دعم هذه المنتجات من قبل الجهات المعنية".

وبحسب أهل هذه الحرفة فإنها بحاجة إلى الكثير من الإمكانات لتطويرها. العديد من أصحابها أجبروا على تركها والبحث عن مصادر رزق أخرى، بعد أن أصبحت عوائدها المالية لا تسد حاجتهم الأساسية. أمر يقلق محمد وزميله وهو الخوف من انقراض مهنتهم التي يصران على ممارستها تمسكاً بإرث الأجداد.

 

المصدر: الميادين