السعودية: خريطة حكم جديدة تنهي إرث عهد الملك عبد الله
أوامر ملكية جديدة تقضي بإقصاء جناح الملك عبد الله عن السلطة والتمكين لجناح سلمان ومحمد بن نايف. فيما لم يرغب الملك سلمان في تقوية أولاد فهد وسلطان الذين أبعدهم الملك عبد الله عن السلطة. فكيف يبدو المشهد في ظل خريطة الحكم الجديدة وصراع الأجنحة داخل العائلة الحاكمة في السعودية؟
أحد أجنحة العائلة السديرية ينجح في إقصاء منافسيهم عن الحكم الجديد
حاول الملك الراحل عبد الله قدر الإمكان منع إمساك العائلة السديرية بناصية السلطة. وسعى إلى العمل على انتقال الملك إلى الجيل الثاني بين أولاده. كانت العقبة الأساسية أمامه أخوه سلمان. أقدم عبد الله على خطوة لم تعهدها المملكة من قبل، عيّن مقرن أصغر أولاد عبد العزيز ولياً لولي العهد. وبغية قطع الطريق أمام أي محاولة لإلغاء أو تغيير القرار، أكد أنه لا يجوز تعديله بأي حال من الأحوال أو تبديله بأي صورة كانت ومن أي كائن كان، وبهذا يضمن انتقال السلطة إلى مقرن ومن ثم إلى ولده متعب.
توفي عبدالله. تولى أخوه سلمان الحكم. آخر قراراته كان إعفاء مقرن من منصبه كولي للعهد وتعيين محمد بن نايف. ليكون أول من يتولى الملك من أحفاد عبد العزيز. وبهذا أفشل سلمان مساعي عبد الله. سبقت هذه الإجراءات تعديلات واسعة في المناصب السياسية والأمنية والإدارية. ألغى اثني عشر جهازاً ومجلساً من أجهزة الدولة المستحدثة في عهد أخيه. أطاح بخالد التويجري العقل المدبر للجناح الآخر. عزل أولاد الملك عبد الله، مشعل وتركي عن إمارتي الرياض ومكة. فيما ترك متعب ولو مؤقتاً لما يتمتع به الأخير من قوة ونفوذ داخل المؤسسة العسكرية.
لم ينقض سلمان كل تعديلات أخيه، فلم يشأ مثلا أن يمكن من جديد ويقوي شوكة بعض من أبعدهم سلفه عن السلطة، بالرغم من كونهم من العائلة السديرية، وبالتحديد أخيه أحمد وأبناء سلطان وفهد، أما السبب كما يبدو فهو رغبة من الملك سلمان في منع هؤلاء من أن يكونوا منافسين للحكام الجدد.
وما يلفت الانتباه كثيراً في التعديلات الأخيرة هو تعيين عادل الجبير خلفاً لسعود الفيصل في وزارة الخارجية. فلأول مرة في المملكة يعين شخص من خارج العائلة في وزارة سيادية وحساسة. معلومات من أوساط قريبة من العائلة الحاكمة تقول إن تعيين الجبير في هذا المنصب يعود لأسباب عدة، منها أن الحكام الجدد يفتقدون للخبرة الكافية في شغل منصب كوزارة الخارجية، ومنها أن جناح سلمان ومحمد بن نايف لا يرغب في أن يشغل هذا المنصب أي شخص يشكل منافسا لحكمهم، أو أن يتمرد على بعض تعليماتهم، والسبب الأهم من هذا كله هو أن هذا الرجل مقبول من جهة الولايات المتحدة.
المصدر: الميادين