في غزة حيث الظروف القاسية التي دفعت الكثيرات من نسائها للعمل في مجالات كانت حتى وقت قريب حكرا على الرجال ، أم مصطفى امتهنت الحدادة لتساعد زوجها وأطفالها في التغلّب على قسوة الحياة.
- العمل في مجال الحدادة ظل مقتصراً على الرجال لصعوبة الحرفة
تعلو أصوات الطرقات في هذا الشارع.. ليس ذلك بالأمر الغريب
لولا صدورها من يد هذه السيدة التي قررت امتهان الحدادة مع زوجها.. أم مصطفى إبراهيم
حامل في شهرها السادس وتحمل المطرقة لعامها الثامن بعدما ضاقت السبل بأهل غزة المحاصرة.
أم مصطفى إبراهيم إمرأة تمتهن الحدادة، تتحدث عن عملها
لساعات طويلة وشعورها بالتعب والإرهاق والمرض لكنها مجبرة على إعالة عائلتها.
سبعة من أطفالها يشاركونها هذه الخيمة.. يساعدون الأب
والأم في كسب عيشهم بعد انتهاء بعضهم من الدراسة ، بأيد مجردة يشكل أبو مصطفى الحديد
في ظل نقص الأدوات اللازمة لعمله.
لم يجبر أم مصطفى على العمل المر إلاّ ظروف غزة الأكثر
مرارة خصوصا بعد الحرب الأخيرة ، وهو ما دفع الكثير من النسوة للعمل في مجالات صعبة
وقاسية قد يبدو بعضها صعب حتى على الرجال.
تبدو هذه الطرقة قاسية إلى درجة يلين معها الحديد، لكنها تبقى أقل قسوة أمام
الظروف التي دفعت أم مصطفى إلى امتهان هذه الحرفة .. لكن حصار غزة الذي ترك الجميع
يكابدون عناء البحث عن لقمة العيش بين الحديد والنار.