المسار الذي تتجه إليه الأوضاع في ليبيا بعد تقدم داعش

غياب التسوية السياسية في ليبيا يقابله غياب إرداة الأطراف المعنيّة بالصراعات المسلّحة المتفاقمة .هذا الفراغ برأي متابعين للشؤون الليبيّة وفّر لداعش وللتنظيمات الرديفة له إكتساح المزيد من المناطق ولا سيما تلك التي تحتوي على النفط. آخر المواقع التي وقعت في قبضة "داعش" مدينة سرت ومرافقها الحيويّة من ميناء ومطار.
  • توسع التنظيم يفاقم الإرهاب ويفتح الباب للجهاديين
حجم وخطر هذا التقدم الجديد لـ"داعش" في ليبيا إنعكسا في مطالبة الحكومة المؤقتة  المجتمع الدولي بالتحرك السريع و برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي قبل فوات الأوان.  لم يسمع أي رد فعل عملي حتى الآن من قبل أوروبا أو الدول المجاورة بالرغم من أن وجود "داعش" في سرت. يعني عملياً أنه صار بإمكانه الشروع في تنفيذ تهديدات قادة "داعش" لأوروبا  حتى ان تحذيرات المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون من إنهيار الأوضاع الأمنية والإقتصادية لم يجد صداه. 

كل ذلك يدفع إلى التساؤل حول المسار الذي تتجه إليه الأوضاع في ليبيا في وقت يعرف المعنيون سواء في أوروبا أو دول الجوار أن إستمرار توسع وإنتشار "داعش" سوف يسرع إنتقال الإرهاب في أكثر من إتجاه.

ميناء سرت يقدم لـ"داعش" إمتياز إستقدام المزيد من " الجهاديين" كما بإمكانه تنظيم وتكثيف موجات المهاجرين وزرع مقاتليه بينهم بإتجاه السواحل الأوروبية. كما يخشى أوروبياً إضافة إلى  كونه محطة مهمة لتصدير النفط إلى الخارج وتثبيت مصادر هامة للتمويل. 

الأوروبيون الذين عبروا قبل ثلاثة أشهر عن هلعهم من إستفحال الصراع في ليبيا وإنعكاساته على الأمن الأوروبي ما زالوا حسب تصريحات وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني بعيدين عن التورط العسكري المباشر في ليبيا. قادة أوروبا ينتظرون نظرائهم في مصر والجزائر على ما يبدو لحسم خياراتهم إزاء كيفية معالجة الغليان على حدودهم حيث تنمو كل مظاهر التهديد لأمن المنطقة.


في ظل ذلك هذه الأزمة التي يبدو فيها "داعش" الوحيد الذي يعرف أهدافه يصبح السؤال مشروعاً عما إذا كان التهاون الدولي في كسر مشروع "داعش" في سوريا والعراق هو نفسه الذي يسمح بالإنتقال السرطاني للتنظيم في الأراضي الليبية؟.

المصدر: الميادين