تغذية "داعش" تحصنه من تأثير الإدانات

ما سماها داعش "غزوة رمضان" التي ضربت الكويت لأول مرة لقيت إدانة غير مسبوقة بجديتها في الخليج. لكن تغذية "داعش" المستمرة ربما حصنته من تأثير الإدانات.
  • مجلس التعاون الخليجي باح صراحة بالخطر الوجودي الذي يمثله داعش
إستهداف الكويت لأول مرة بناء على طلب أبي محمد العدناني قد يدل على أن مخاطر "داعش" تطرق أبواب الخليج في تهديد استقرارها الأهلي، أو تهديد كياناتها كما حذر رئيس الحكومة ورئيس مجلس الأمة وكبار المسؤولين.

أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح إستشعر مبكراً هذه المخاطر، عقب تفجير القطيف في السعودية، وكان تأثره حاسماً في تكاتف الكويتيين أمام محنة الوحدة الوطنية، أو في التعاطف الواسع مع الكويت.

"مجلس التعاون الخليجي" الذي رأى ما سماه العصبية الأخطر على وجود الأمة، باح صراحة بالخطر الوجودي. هذا البوح هو كالدعوة للوحدة الوطنية في الكويت وتونس وغيرها، يمكن أن يكون نقطة انطلاق لمواجهة "داعش" والقاعدة، ولا سيما أن أثره الطيب قد يمتد إلى الخليج والمنطقة العربية، لتخفيف غلواء التحريض الطائفي الذي يقترب من التماهي مع "النصرة". إذا عز التماهي مع "داعش".

لكن نمو "داعش" بتغذية تقاطع المصالح مع تركيا ودول خليجية، ربما بات أخطر من أن يؤثر فيه التنديد أو دعوات وأد الفتنة وغيرها.

الانتحاري الذي قتل ضحاياه في تونس نشر على صفحته صبيحة المجزرة فتوى للشيخ السعودي محمد العثيمين بحسب مصادر وزارة الداخلية التونسية، ومثل هذه الفتاوى التي يتغذى بها "داعش" أكثر من تحصى في وسائل إعلام تمولها هيئات خليجية.

ويتغذى "داعش" في نموه وفي توسعه مما تراه تركيا والسعودية وقطر أولوية مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة بالمال والسلاح والخطاب العرقي والطائفي.

إن مواجهة الخطر الوجودي على مستوى المنطقة أولوية الأولويات كما دعا السيد حسن نصرالله، ربما لا تحتمل تأويلات، لكنها قد تحتمل بحثاً في إقفال الأبواب التي ينفذ منها "داعش" والقاعدة.

المصدر: الميادين