القضية الأساس تكون حيث يكون المفسد الأساس، والقضية الأساس هي فلسطين حيث الورم الإسرائيلي الخبيث. البوصلة هي فلسطين والثقافة والقناعة هي أن إسرائيل إلى زوال.
خجول حضور فلسطين اليوم في الخطاب العربي
والإسلامي. كل بلد يكفيه ما فيه وشعوب المنطقة منقسمة على السياسة والأمن وعلى
بعضها البعض. حتى فلسطين، وصلت إليها أيدي التكفير وبات على الفلسطيني مواجهة
عدوّين دمويّين. أين المفرّ؟ أعباء يتحملها الشعب اللفلسطيني الذي يعيش جزء منه في
غزة وسط دمار العدوان الإسرائيلي الأخير. غزة لم تُعمّر من جديد. العرب والمسلمون
منشغلون في غير حرب. الإعلام العربي بعضه يتبنى القضية الفلسطينية كقضية مركزية
وبوصلة يجب ألا يتوه عنها، والبعض الآخر يذكر فلسطين لمجرد الذكر، وربما عندما
تدعو المصلحة فقط. وبين هذا وذاك، صدى القضية الفلسطينية لا يصل إلى حيث يجب أن
يصل.
شأن فلسطين اليوم شأن مصطلح الإرهاب المبهم
والفضفاض. يحاول كثيرون تلافي نطقه ويصرّ آخرون على استثماره سياسياَ. الفلسطيني في
الوسط، ما عادت صرخة "وا معتصماه" تعينه ولا عادت "وينكم يا عرب"
تغيثه، ولا عادت أنفاق القهر تغنيه من حصار. إسرائيل تقتّل الفلسطينيين، والعرب
يقتّلون يعضهم البعض، وإسرائيل تساعد بعضهم على بعض، وإسرائيل تعالج جرحى
التكفيريين، وإسرائيل تغير على سوريا، وإسرائيل تغتال، وإسرائيل تدق الأسافين،
وإسرائيل تبث الفتن...وإسرائيل هذه لم تبلغ من العمر قرناً بعد.
القضية الأساس تكون حيث يكون المفسد الأساس،
والقضية الأساس هي فلسطين حيث الورم الإسرائيلي الخبيث، أقله ما زلنا نسمع بذلك. ولا ضير بالمؤتمرات الجامعة
التي تلتئم تحت عنوان فلسطين، أقلّه ما زالت فلسطين تجمع.
اللافت هذا العام عزم الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة عقد مؤتمر
في بيروت غداً الثلاثاء ليس تحت عنوان فلسطين وحسب، بل تحت عنوان زوال إسرائيل.
لافت العنوان، ولطالما تردد على مسامع الكثيرين إبّأن الاحتلال الإسرائيلي لجنوب
لبنان. سيقولها أيضاً أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله خلال كلمته في المؤتمر،
وكان سلفه السيد عباس الموسوي قد قالها قبيل استشهاده وقبل سنوات من تحرير الجنوب
اللبناني. قال "إسرائيل سقطت". من كان ليعتقد أن الجنوب سيتحرر؟ تحرر الجنوب فلا شكّ إذاً في زوال
إسرائيل، وهي نفسها لا تخفي هذا السيناريو بين أسطر معلّقيها وكلامهم. هي إذاً ثقافة
راسخة مثمرة قد يساهم المؤتمر في إيصالها إلى الشريحة العربية والإسلامية الأكبر
من خلال الحضور العلمائي من 60 دولة، والرسمي وغير الرسمي من دول ومنظمات عديدة،
ربما تعي شعوب المنطقة أن ما بني عام 1948 على باطل فهو باطل، وهشّ، وغير قابل
للحياة في بيئة آن لها أن تكون قد اكتفت فتكاً وتنكيلاً ودماء ودموعاً، وآن لها،
في زمن التسويات الكبرى المقبلة كما يقال، أن تلفظ الدخيل عليها وتصحح مسارها
وتغيّر، علّ الله يعينها على التغيير.
الاتحاد العالمي لعلماء
المقاومة تأسس عام 2014 ومركزه الرئيسي بيروت يضمّ مجموعة من علماء الأمة الاسلامية
من أقطار شتى، وفي هيكليته هيئة رئاسية، فيها ممثلون من عدة بلدان منها لبنان وسوريا
وفلسطين ومصر وتركيا وايران وماليزيا والعراق وغيرها، ويرأس الاتحاد فضيلة الشيخ ماهر
حمود، وهو يهدف الى جمع كلمة العلم والعلماء لمواجهة الفكر
المذهبي والتكفيري البغيض، وفي رفع الغبن والظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني لاسترجاع
حقوقه المشروعة في أرضه السليبة.