هدوء حذر يسود مناطق الزبداني في ريف دمشف وبلدتيْ كْفريا والفوعة في ريف إدلب في ظل الهدنة التي بدأت صباحاً رغم خروق الجماعات المسلحة لها، والحصار الذي يفرضه المسلحون على البلدتين يساهم في تفاقم معاناة السكان.
- حكي عن محاولات تسوية سابقاً لكن أطرافاً خارجية كانت تعرقلها
حرب وجود يقودها أهالي الفوعة وكفريا
في ريف إدلب الشمالي. يناضلون للبقاء في البلدتين المحاصرتين. الحصار عمره من عمر
الأزمة السورية تقريباً. فرضته مجموعات مسلحة تقود معظمها شخصيات غير سورية سيطرت
على البلدات المحيطة بها، كبنش ومعرة مصرين، وتعوم وزردنا ورام حمدان. حصار أحكم
كلياً في شهر آذار/مارس الماضي مع سيطرة الجماعات المسلحة على مدينة إدلب، فبات
الأهالي في بقعة محاطة بالمسلحين من كل الأطراف.
وما بين اربعين وخمسين ألف شخص يقيمون
في الفوعة وكفريا ينقصهم الغذاء والدواء والكثير من مقومات الحياة الكريمة. يمضون
أيامهم على وقع القصف وأصوات القذائف والصواريخ. يزرعون ما توفر من أراض حولهم
لتأمين لقمة العيش، وسط الحصار المطبق. وأنزل لهم الجيش السوري بالطائرات في مرات
عدة مواد غذائية لمساعدتهم على الصمود. لكن أوضاعهم تسوء كلما طال الحصار، وهم في
حال تأهب دائم لمواجهة أي محاولة تسلل محتملة، ونجحوا في التصدي لعشرات محاولات
الاختراق السابقة للبلدتين.
وبعد سنوات من الصمود، يعقد الأهالي
آمالهم على اتفاق التسوية. اتفاق يشمل إخراج المسلحين من الزبداني مقابل إخراج
الجرحى والعجزة المحاصرين في كفريا والفوعة، وإدخال قوافل مساعدات طبية وغذائية
اليهما.
ويبقى انتظار نضج الحل وتطبيقه على
أرض الواقع. فهي ليست المرة الأولى التي يحكى فيها عن محاولات تسوية في الزبداني،
لكن أطرافاً خارجية كانت حاضرة دائماً لعرقلتها.