لسنوات خمسة مضت تداخلت على الساحة السورية كل العوامل من السياسة إلى الأمن فالاقتصاد، ولهذا الأخير حصة الأسد وبسببه يقول خبراء رسمت خطوط وتفاصيل وخارطة المعركة العالمية في بلاد الشام.
- يظهر جلياً أن للصراع في سوريا أبعاد اقتصادية متعلقة بخطوط الغاز والنفظ
الحرب في سوريا ليست
تفصيلاً، فلمحافظة حمص أهمية اقتصادية وجيوسياسية كبيرة، فعبرها يمر أهم خطوط الغاز
إلى الساحل السوري وصولاً إلى أوروبا، حتى أنها سميت بعقدة حمص.
عام 2001 وضعت خطة لمشاريع أنابيب
الغاز المقترحة للشرق الأوسط، أولها يبدأ من إيران ويمر بالعراق وينتهي في اللاذقية،
والثاني ينقل غاز مصر عبر الأردن إلى تدمر السورية وصولاً إلى طرطوس، والثالث هو الغاز
القطري الذي كان سيمر عبر حمص إلى الساحل السوري للتصدير إلى أوروبا.
سنوات الحرب السورية أظهرت حقيقة
المعركة على الأرض وأسبابها ومطامع الدول؛ قطر واحدة من هذه الدول، هدفها تصدير غازها
إلى أوروبا عبر الساحل السوري، ومن هنا يأتي دعم المجموعات الإرهابية، بحسب مسؤولين
سوريين.
من سوريا إلى روسيا، المصالح
واحدة والمطامع أيضاً، والتداخل السياسي الاقتصادي موجود.. قبل أشهر زار الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين تركيا، لتوقيع اتفاق "تركيش ستريم" الذي ينقل الغاز
الروسي عبر تركيا، بدلاً من خط "ساوث ستريم" عبر أوكرانيا والمتوقف بسبب
العلاقة المتوترة بين موسكو وكييف.
الأزمة السورية أطلت بامتدادتها
من جديد، حيث أعلنت شركة غازبروم الروسية مؤخراً
عن توقف مشروع نقل الغاز عبر تركيا والسبب هو التباين الشديد بين انقرة وموسكو
بشأن المشاركة الروسية في سوريا.
وبما يشبه التهديد، قال
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن موسكو ستخسر أنقرة التي تعد أكبر مشترٍ للغاز الطبيعي
الروسي بنحو 19 مليار متر مكعب كل عام.
تهديد لن يلتفت إليه الروس بعد
أن وقعوا الأسبوع الماضي اتفاقية لنقل الغاز عبر أوكرانيا تعيد إحياء خط "ساوث
ستريم" من أوكرانيا إلى أوروبا، لإيصال الغاز الدافئ إلى صقيع أوروبا في شتاء
هذا العام.
في سوريا ومعركتها تظهر جلية
المطامع بثروات البلاد، وكيفة تحكم الاقتصاد بسياسات الدول.