الصراع السياسي بين مكونات الحكومة اللبنانية ... إلى العلن

بعد العمليات الروسية في غير منطقة من سوريا واعتراضات تركيا والسعودية على الدور الروسي، الحياة السياسية في لبنان تهتز بعد فتح "تيار المستقبل" معركة حساسة في الحكومة وباتجاه طاولة الحوار.
  • قد يكون للعاصفة الروسية في سوريا تداعياتها اللبنانية
خرج الصراع السياسي بين المكونات الأساسية للحكومة اللبنانية إلى العلن. إحتدام المعركة الإقليمية من سوريا إلى اليمن يلامس الساحة اللبنانية، وإن كانت أدبيات العديد من المرجعيات اللبنانية تستمر في التفاؤل بمظلة دولية، تمنع عن لبنان ارتدادات أمنية لزلازل الاقليم. الواضح أن المرحلة لم تعد تحتمل القفازات الديبلوماسية ولا استبطان التوتر. من المهم قراءة الخط التصاعدي للتوتر انطلاقاً من ردود الفعل التي أقلقها الدخول الروسي في الحرب على الإرهاب في سوريا، ما وصفه بعض المتابعين بـــ "قوس الرعب" من تركيا إلى السعودية. كان لا بد أن يطلق سهامه باتجاه هدف ما. فهل كان الهدف لبنان؟ ما قاله وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق قبل يومين كان إعلاناً سياسياً نارياً خارج طاولة الحوار. وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق إن "بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الخروج من الحكومة، التي أردناها ربطاً للنزاع، وأرادوها ربطاً للوطنية والضمائر، وخطوة أولى للخروج من الحوار أيضاً". هدفان أرادهما الوزير القوي في "تيار المستقبل": التهديد بفرط الحكومة عبر التلويح باستقالته، ثم التصويب المفاجئ على حزب الله، بما لم يكن يتوقعه المقربون من أجواء الحوار القائم بين الطرفين. من راقب تأنّي حزب الله في التعامل مع رسائل الوزير المشنوق، أيقن أن في الأفق أكثر من مناوشات سياسية، وأن المواقف الاقليمية لا سيما السعودية والتركية بدأت تترجم في الساحة اللبنانية. هي المرة الاولى التي يقول فيها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله إن خروج "تيار المستقبل" من الحوار والحكومة ليس بالأمر الجلل، وأنه بالتالي لا داعي لوجوده، كما قال حرفياً. مع العلم أن حزب الله لم يفوّت مناسبة إلا ليؤكد تمسكه بالحوار والحكومة لعلمه أن بديل الحكومة هو الضياع والانهيار، حسب التعبير الحرفي للسيد نصر الله، لا سيما أن الحكومة وفي الشهور المنصرمة، شهدت اهتزازات وخلافات كادت تطيح بتماسكها على خلفية ملفات كبيرة سياسية وعسكرية واقتصادية بين فريقي الرابع عشر والثامن عشر من آذار. قد يكون للعاصفة الروسية ضد مرتكزات المشروع السعودي - التركي في سوريا تداعياتها اللبنانية. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان واضحاً عندما قال للمرة الاولى إنه من غير المستبعد أن يكون هناك لاعبون يسعون لتكرار السيناريو الليبي والعراقي في لبنان.

المصدر: الميادين