الولايات المتحدة تبحث عن قوة عسكرية برية على الأرض السورية

منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سوريا دأبت الولايات المتحدة على الترويج لفشل تلك العمليات كما سارعت إلى الكلام عن مجموعات معارضة جديدة قررت تزويدها بالأسلحة. وتقول الولايات المتحدة إنها تحاول تكوين قوة برية يعتمد عليها في الميدان السوري فيما تذهب أطنان الأسلحة الملقاة من الجو إلى جهة مجهولة.
  • أميركا افتقرت لقوة برية فاعلة تحقق انجازات ميدانية على عكس روسيا الحاضرة على الأرض
لا يبدو أن التنسيق بين روسيا وأميركا في الميدان السوري سيتخطى الاتفاق على مسافة الأمان بين طائرات الدولتين فوق الأراضي السورية. اتفاق السلامة الذي وقعه الطرفان جنب الالتحام المباشر في الجو. أما على الأرض فإن الدعم الأميركي المتزايد للفصائل المسلحة ينذر بأن المواجهة بين الجيش السوري وهؤلاء، لن تكون بعيدة عن التخطيط الأميركي.

منذ بداية تشكيلها للتحالف، تسيّدت أميركا الجو، لكنها افتقرت لقوة برية فاعلة تحقق انجازات ميدانية على عكس روسيا الحاضرة على الأرض عبر الجيش السوري وحلفائه، وهو ما أعطى المشاركة الروسية في الحرب على الارهاب الصدى الأكبر.

لم يكن البنتاغون قادراً على الاكتفاء بمراقبة تقدم الجيش السوري مدعوماً بالحليف الروسي، وهو بعد فشله بتوحيد صفوف المجموعات المسلحة ذات التوجهات المختلفة في منظومة عسكرية موحدة استثمر النقطة المشتركة بينها وهي عداؤها للنظام، ودعاها إلى الاستمرار في قتال الجيش السوري، وهو العنوان الذي تتفق عليه كل الفصائل المسلحة، وضمناً تنظيم داعش.

تحت هذا العنوان، جاءت المساعدات العسكرية الأميركية. وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أكد إسقاط أطنان من الأسلحة والذخائر لمن سماهم مسلحي المعارضة السورية المعتدلة، لكن البنتاغون أكد في البداية أن الأسلحة وصلت إلى مقاتلين أكراد ثم تراجع، وأقرّ بسقوطها في أيدي من وصفهم بالمجموعات العربية المسلحة. لكن صحيفة الواشنطن بوست ألمحت إلى أن عنوان الجهة المتلقية بقي مجهولاً، كل ذلك وسط تشكيك أعضاء في الكونغرس بجدوى إجراءات البنتاغون في التحقق من ولاءات المعارضين السوريين المستفيدين من المساعدات الأميركية العسكرية.

المصدر: الميادين