إقفال قاعات المحادثات في فيينا على خلافات جوهرية، سيفتح برأي المراقبين على احتمالات تطورات عسكرية وتصاعد للمجابهة في سوريا.
- تجهد الأطراف كافة لتحقيق مكاسب عسكرية
مراقبة تطور العمليات الحربية
على الجبهات الملتهبة في سوريا قبل وخلال وغداة مؤتمر فيينا الأخير، تسمح بملاحظة كيف
بات الميدان لاعباً رئيسياً في تحديد وجهة ومضمون الحلول المأمولة لاحقاً. في الأساس
كانت العملية العسكرية الروسية دافعاً أساسياً لمسارعة الدول المعنية بالملف السوري
إلى الإتفاق على محادثات فيينا.
من حلب شمالاً مروراً بأرياف
دمشق إلى القنيطرة ودرعا جنوباً، تجهد الأطراف كافة لتحقيق مكاسب عسكرية وتثميرها في
المؤتمر المتوقع بعد أسبوعين في فيينا. روسيا وإيران الضاغطتان بقوة مع الجيش السوري
وحلفائه في الميدان، تقابلهما تركيا والسعودية وقطر في تصعيد مماثل، عبر تنظيم هجمات
واسعة ومركزة بإتجاه مفاتيح إستراتيجية على الجبهات. تصعيد رأت واشنطن فيه لحظة مناسبة
للدخول على الخط العسكري بقرار إرسال مجموعات عسكرية إلى سوريا تحت عنوان مقاتلة داعش،
وهو قرار ليس من وزن القرارات التي أثبتت فشلها، بل ربما يرتقي إلى مصاف الرسالة الإستراتيجية
إلى روسيا بأن الميدان السوري قد يتحرك في آفاق غير تلك التي تتوقعها.
لكل ذلك يرشح بعض المراقبين
أن تكون المدة الزمنية المتبقية لعقد مؤتمر فيينا إثنان حاشدة بالتطورات العسكرية.
يقول بعض الخبراء إن التفاوض بالنار سيميز الأيام المقبلة. فالتهديدات السعودية والقطرية
باللجوء إلى خيارات عسكرية سبقتها وستتبعها موجة من الهجمات المنسقة للحؤول دون إستثمار
الإنجازات التي حققتها روسيا وسوريا في الميدان على طاولة فيينا إثنان.