إنطلاق أعمال مؤتمر المعارضة السورية في الرياض اليوم. والمعارض السوري هيثم مناع يعلن انسحاب تياره "القمح" من المؤتمر لأن القوى والشخصيات العملانية السورية ليس لها صوت مشترك فيه. أما نائب رئيس الائتلاف هشام مروة فيرى أن مخرجات مؤتمر الرياض ستكون متطابقة لفصائل المعارضة.
إنطلقت الأربعاء أعمال مؤتمر
المعارضة السورية في الرياض بحضور معارضين من الخارج والداخل، ومندوبين عن جماعات مسلحة،
بهدف توحيد صفوفها واختيار 20 ممثلاً منها، تمهيداً لمفاوضات محتملة مع الحكومة السورية. يشارك في المؤتمر ممثلون من الائتلاف الوطني لقوى "الثورة والمعارضة"، وهيئة
التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، ومؤتمر القاهرة الذي يضم
تيارات وشخصيات معارضة من الداخل والخارج. وسينضم إليهم ممثلو فصائل مسلحة كـ"الجبهة
الجنوبية"، و"جيش الإسلام". وذكرت صحف سعودية أن الدعوة وجهت أيضاً إلى حركة أحرار الشام.
اللافت إعلان المعارض السوري هيثم مناع، أمين عام تيار
"قمح"، انسحابه من المؤتمر على قاعدة أن القوى والشخصيات العملانية
السورية ليس لها صوت مشترك، مشيراً إلى أن تياره يسعى إلى بناء هذه القوة التي "لا
تريد إمارة إسلامية ولا دولة إسلامية في سوريا".
وقال مناع في حديث مع الميادين إن السعودية رفضت
الاعتراف أو التلفظ بكلمة مؤتمر القاهرة إرضاءً لتركيا وقطر. وأوضح أن مؤتمر الرياض تمّ
بتفويض خارجي للحكومة السعودية، وليس بدعوة من الحكومة السعودية. وتساءل "كيف يمكن تصنيف لبيب
نحاس معتدلاً وهو الذي يتبع للمفتي عبدالله المحيسني، وهو مفتي كل جيش الفتح بما فيه أحرار
الشام، المصنف من قبل مجلس الأمن طرفاً إرهابياً؟ورأى مناع أن محافظة إدلب تحولت إلى قندهار
أخرى، متسائلاً "هل ما قام به الشعب السوري من ثورة هو من أجل إقامة إمارة
طالبانية؟" كما رأى أن "كل الممارسات التي تجري فيها تعطي صورة عن أن هؤلاء لا علاقة
لهم لا بمشروع الائتلاف ولا بهيئة التنسيق، ولا تيار قمح، ولا بحزب الاتحاد الديمقراطي".
أما بالنسبة لتوحيد الفصائل
المسلحة فأكد مناع أن ذلك لن يتم إلا على أساس تغيير الخطاب والممارسة إذا أرادت أن
تكون جزءاً من مشروع الديمقراطي السوري، مستبعداً حصول ذلك.
الدكتور مناع أكد أن "ما يحدث
الآن في ترتيبات المؤتمر هو أن هناك من يريد أن يتعامل معنا كورقة من أوراق النقاش في مؤتمر فيينا، مضيفاً "نحن كمعارضة سورية نرفض صراع المحاور على سوريا".
مؤتمر الحسكة الذي حمل عنوان "مؤتمر
سوريا الديمقراطية لقوى المعارضة التي تؤمن بالحل السياسي للأزمة" انتقدت
القوى المشاركة فيه في المقابل مؤتمر الرياض، وقررت عدم تبنيها أياً من المقررات
التي ستصدر عنه. وفي هذا الإطار أكد مناع أنهم "كمعارضة سورية سيقولون أولاً وأخيراً بأن السيادة السورية هي أولاً، وسيادة القرار
أولاً، ولن يقبلوا بأي طرف سواء أكان صديقاً أو حليفاً أن يفرض على المعارضة أي مقررات".
مروة: مخرجات مؤتمر الرياض ستكون متطابقة لفصائل المعارضة
نائب رئيس الائتلاف هشام مروة في
المقابل رأى في حديث مع الميادين أن الموجودين في مؤتمر الرياض أكثر من 90% من أطياف المعارضة. وأشار إلى أن المؤتمر خطوة جادة لتكوين رؤية
موحدة حول مكونات المرحلة الانتقالية.
ورأى مروة أن مخرجات مؤتمر
الرياض ستكون محل توافق الكثير إذا لم يكن كل المعارضة. إلا أنه أشار
إلى أن الفصائل المسلحة التي تسمى "معتدلة" لم يتم حتى الآن تصنيفها على أنها
ارهابية أو غير ارهابية، معتبراً أنه "من الظلم أن تعامل هذه الجماعات بأحكام مسبقة".
وعن قبول هذه الجماعات بمستقبل
سوريا علمانية مدنية، أكد مروة أنه وبحسب المبادىء
الخمسة في مؤتمر فيينا التي وافقت عليها معظم هذه الجماعات، فإن مستقبل سوريا وشكل
الحكم فيها سيحدده السوريون أنفسهم عبر صناديق الاقتراع.
وعن استبعاد الكرد من المعارضة
في المؤتمر، رأى مروة أن ما يجري في الحسكة ليس رداً على مؤتمر الرياض ولا في مواجهته، وأشار إلى أن الكرد كمستقلين
حاضرين في المؤتمر، إضافة إلى المجلس الوطني الكردي، موضحاً أن رؤيتهم ليس غائبة وإن كان بعض فصائلهم
غائبين.ولم يستبعد مروة أن تكون المخرجات فعلاً متطابقة في مؤتمر الرياض، "وكذلك
في أي مؤتمر يحضره المعارضون السوريون، وتحضر فيه رؤية الثورة"، لكنه في المقابل أشار إلى أن رؤية المعارضة السورية المجتمعة الآن
في الرياض ليست واضحة بعد بالنسبة لمستقبل سوريا، إلا أنها ستكون خطوة عن طريق
عودتهم والتزامهم بالرؤية التي يحملها هذا المؤتمر.
وقال مروة إن عملية الانتقال
السياسي يجب أن تكون شاملة لكل العناصر الفاعلة على الأرض لانتاج موقف قابل
للتطبيق، وأن المؤتمر فرصة حقيقية من أجل
موقف موحد قادر على مواجهة استحقاق التفاوض.