كلمة رئيس مجلس إدارة الميادين في تكريم الزعيم فيديل كاسترو

إننا نفخر ونتذكر بنخوة لا يمكن أن تضمر وتذوب، ثورة كوبا العظيمة على الطغيان والاستغلال والاحتلال والهيمنة، لكن إنجازاتك التاريخية العظيمة والدنا فيديل لم تتوقف عند انتصار الثورة، لأن ما رسخ الثورة وجعلها بالفعل ثورة وليست مجرد حركة عسكرية، أنك جعلت من كوبا الجزيرة الصغيرة قوة عظمى بفكرها وقيمها وسياساتها ومواقفها.
  • "اليوم هو يوم الزعيم الاممي والثوري الكبير فيديل كاسترو روس"
أيها الاحبة الكرام جميعاً، أهلا بكم في قلوبنا وأشفار عيوننا في بلدكم الجميل والعظيم بقيمه وتاريخه وثورته كوبا وعاصمتها هافانا.

هي لحظات تاريخية بالنسبة لنا بكل ما للكلمة من معنى. اليوم هو يوم الزعيم الاممي والثوري الكبير فيديل كاسترو روس. في كوبا، الايام كلها هي أيام فيديل وتنطق بنبض فيديل. هذا صحيح، فبصماته تتحدث بذاتها من دون عناء التفتيش في كل زاوية، لكننا أردنا هذا اليوم أن يكون لنا لنقول لفيديل: نحبك ولن ننساك لأنك باختصار والدنا ورمزنا.

إننا نفخر ونتذكر بنخوة لا يمكن أن تضمر وتذوب، ثورة كوبا العظيمة على الطغيان والاستغلال والاحتلال والهيمنة، لكن إنجازاتك التاريخية العظيمة والدنا فيديل لم تتوقف عند انتصار الثورة، لأن ما رسخ الثورة وجعلها بالفعل ثورة وليست مجرد حركة عسكرية، أنك جعلت من كوبا الجزيرة الصغيرة قوة عظمى بفكرها وقيمها وسياساتها ومواقفها. قوة عظمى بالفعل ولا نبالغ. قوة عظمى بنموذج الوطنية والصلابة وعدم الانحناء أمام الضغوط والتجويع والتهديد. انك "كومندنتي" نجحت مع رفاقك المخلصين الكبار، في إقامة دولة قوية، وفي ترسيخ مجتمع متماسك لشعب معطاء جبار، ونجحتم بجدارة في نشر التعليم وتوسيعه وفي توفير الصحة للناس، وفي جعل كوبا نموذجاً عالمياً للطب المتطور والاطباء الانسانيين لا الاطباء المتاجرين، ونجحتم في توفير الامن والامان للمواطن، وما أغلى الامان أيها الاعزاء لو تعلمون، ونجحتم في تجذير ثقافة الكرامة الوطنية، والعزة ورفض الذل والهوان، وواجهتم الحصار بشجاعة تُدَرَّسُ في العالم، وأنتم "كومندنتي" جعلتم من القيادة نموذجاً لالتصاق الزعيم بالشعب والعيش بين الجماهير، وليس للقيادة بفوقية على الشعب والاستخفاف بالجماهير. لا يمكن أبداً أـن ننسى كيف ساندتم حركات التحرر في العالم من أفريقيا إلى آسيا والعالم الثالث والعالم العربي ضد الاستعمار والاحتلال، ولا يمكن أن ننسى كيف وقفتم دائماً في وجه الحروب والمؤامرات، ولن ننسى أبداً أن فيديل وكوبا/ فيديل كاسترو، كانت وما تزال مناصرة للقضية الفلسطينية وكفاح ومقاومة الشعب الفلسطيني، من أجل التحرر والانعتاق من ربقة الاحتلال الاسرائيلي والعنصرية والتمييز الديني القبيح. لا يمكن أن ينسى أحرار العرب والعالم، أنكم وقفتم إلى جانب المقاومة في لبنان واحتضنتموها ولو من بعيد ولم تبخلوا عليها بمواقف الدعم والنصرة.

إذ فإنك رمز باستحقاق لجدارة الحياة.

 

كومندنتي الحبيب..

هل تعرف سيدي أنني أنا ابن جيل المقاومة والكفاح ضد الاحتلال، كنت تشرفت بزيارتكم في هافانا ووهبتموني منحة دخول مكتبكم المتواضع بجمال، والصغير بكبر، والدافئ بعطاء، وذلك عام 2000 غداة قمة الالفية في نيويورك؟ أجريت معكم مقابلة تلفزيونية، وحين انتهى الحوار سألتموني: من أين أنت قادم؟ وحين أجبتكم بأنني قادم من لبنان وجنوبه الذي كان تحرر من الاحتلال الاسرائيلي وقتذاك، قبل أشهر قليلة من لقياكم، حين علمتَ بأنني قادم من لبنان، وضعت يدك على رأسي وعلى كتفي، ووجهت تحية صادقة رائعة للبنان ومقاومته وانتصارها، وهو ما حدا بي إلى التقدم إليكم ومعانقتكم، فما كان منك أيها الوالد الروحي الحبيب إلا أن عانقتني كأنك تعانق لبنان وأهله والمقاومة ورجالها وفلسطين وفدائييها.

أذكر لكم هذا، ليس فقط لأنها تشرفني في مشوار حياتي البسيط، لكن لأقول إننا أتيناكم عامها ونحن منتصرون محرٍرون متحررون. اليوم، نأتيكم من لبنان الذي يتعرض لاهتزاز بسبب الزلزال الذي يضرب أمتنا كلها. نأتيكم والمقاومة التي حققت النصر وجلبت الفخر للعرب والاحرار، هي اليوم تتعرض للغدر والطعن في الظهر. نأتيكم من وطننا العربي المثخن بالجراح. نحن نأتيك وشعوبنا تعيش أسوأ مراحل تاريخها على الاطلاق: حروب ودماء وظلم وظلام. نأتيك نشكو تآمراً غير مسبوق، على تاريخنا وذاكرتنا وحاضرنا ومستقبلنا وثرواتنا وطاقاتنا وثقافتنا وكل ما نملك، لا بل على وجودنا وحياتنا كلها. لقد تكالب علينا حلف الشر العالمي وأتباعه لجر منطقتنا إلى فوضى العنف والقتل والصلب والحرب.

نأتيك كومندنتي نشكو واقعنا المرير، لكن لنخبرك أيضاً أننا غير مستسلمين ولن نتراجع أو ننهار أو ننهزم داخلياً كما يريدون ويخططون. إطمئنوا أيها الاعزاء.. سننتصر عليهم بإرادتنا وصمودنا وبما تعلمناه من قيم الثبات والمواجهة والذكاء ممن سبقونا ونجحوا وكافحوا وانتصروا، وفيديل يبقى في هذا رمزنا بمدرسة العظمى في الصمود والنصر.

 

إن شبكة الميادين الاعلامية تتشرف بتكريم الزعيم الثوري الاممي فيديل باسمها، وبإسم أبنائها وأحبائها وبإسم الجيل الذي تمثله وتنتمي إليه، وباسم جيل الثورة الفعلية والمقاومة الحقيقية، ولنعلن رفضنا للثورة المضادة وللوجوه الكالحة من أعداء المقاومة.

أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للأحبة جميعاً هنا في كوبا فرداً فرداُ ومؤسسة مؤسسة. الشكر الخاص للقيادة السياسية والحزبية العليا التي لم تبخل علينا بكل جميل ومحبة وتعاون. شكراً لجميع العاملين في المؤسسة الكوبية للراديو والتلفزيون ورئيسها الصديق دانيلو سيريو، وشكراً للمؤسسة الكوبية للصداقة مع الشعوب ورئيستها صديقة العرب العزيزة كينيا سيرانو بويغ، وإلى قصر المؤتمرات إدارة وعاملين على حسن رعايتهم وتشريفهم لنا بإقامة هذا الحفل في عاصمتهم الجميلة، عاصمتنا هافانا.

ومع تجديد الشكر للجميع من دون استثناء، إسمحوا لي أن أوجه الشكر الاحر والتحية الاخلص للزعيم فيديل الذي قبل بنفسه أن نكرمه وعلى أرضه، وأدعو السيد آبيل هيمينيز، مستشار رئيس مجلسي الدولة والوزراء، ليشرفنا بتسلم درع جدارة الحياة لفديل كاسترو روس بصفته زعيماً ثورياً أممياً بجدارة واستحقاق.

 

المصدر: الميادين