سوريا 2015.. عام التحوّل الميداني والسياسي
يبدأ العام 2015 مع إعلان الإئتلاف السوري المعارض عن اجتماع لمناقشة المبادرة الروسية لإجراء محادثات سلام في موسكو مع الحكومة السورية للتوصل الى حل للأزمة السورية.
ولكن نتيجة الاجتماعات تكون بتأكيد الائتلاف على رفضه الجلوس على طاولة واحدة، مع الحكومة السورية.
الولايات المتحدة تُبدي دعمها للمساعي الروسية لجمع
الأفرقاء السوريين، وفي المقابل يعلن متحدث باسم "البنتاغون"، إن الجيش
الأميركي يعتزم نشر أكثر من 400 جندي لتدريب قوات المعارضة السورية في معركتها ضد
تنظيم داعش.
وفي 22 يناير يعلن البنتاغون أن تنظيم داعش لم يخسر سوى 1% من الأراضي التي سيطر عليها في العام 2014، بعد المئات من الطلعات الجوية من طيران التحالف ضده.
وينتهي الشهر الأول من العام بالتوصل إلى اتفاق مبدئي على عقد جولة من المحادثات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة في موسكو مع إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان تقول إن عدد قتلى النزاع السوري لغاية العام 2014 هو 210060 قتيلاً.
في 9 شباط/فبراير تبدأ المعارضة عملية عسكرية في الجنوب ضمن سلسلة طويلة من العمليات ضد الجيش السوري، حيث تبوء جميعها بالفشل، وتؤدي الى تفكك قوات المعارضة في درعا وريفها، وانسحاب الكثير من الفصائل من غرفة الموك في الأردن.
في المقابل يتقدم الجيش السوري منتصف شهر شباط في المثلث الذي يربط محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا، ويسيطر على بلدة دير العدس الاستراتيجية، والتلال المحيطة بها.
وفي منتصف شباط أيضاً يعلن موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن الرئيس بشّار الأسد يشكّل "جزءاً من الحل" في سوريا، ويتم الحديث عن مبادرة أممية لوقف القصف في حلب، واستعداد الحكومة لقبولها، لكنها تفشل لاحقاً.
في هذا الوقت تدخل قوات تركية إلى شمال سوريا لإجلاء جنود أتراك، كانوا يقومون بحراسة ضريح سليمان شاه، ما يستدعي رفضاً سورياً واتهام أنقرة بخرق السيادة السورية.
في 25 شباط/فبراير يقوم أربعة برلمانيين فرنسيين من اليسار واليمين بمهمة شخصية في سوريا ويلتقون الرئيس الأسد، ما اعتبر خرقاً للعزلة الأوروبية على سوريا.
مسلسل الجرائم التي يرتكبها داعش مستمر، حيث يتقدم التنظيم في ريف الحسكة، ويختطف في 26 شباط 220 مسيحياً آشورياً خلال 3 أيام.
وفي 28 شباط تهاجم جبهة النصرة مقار "حركة حزم" المدعومة من واشنطن وتقتل 35 مسلحاً من مسلحيها وتسيطر على مقار للحركة في ريف حلب الغربي.
تستمر موسكو في مساعيها لجمع الأفرقاء السوريين، وفي 22 آذار/مارس يؤكّد الرئيس السوري على أهمية الاتفاق على جدول أعمال لإنجاح المؤتمر المقرّر عقده في موسكو بداية شهر نيسان.
ولكن الحِراك السياسي لا ينعكس إلا سخونةً في الميدان العسكري، حيث تتفق تركيا والسعودية وقطر على جمع فصائل المعارضة في الشمال، وتكوين "جيش الفتح" والذي يضم جبهة النصرة أيضاً، ويتمكن في 28 آذار/مارس من السيطرة على مدينة إدلب، وتتابع الفصائل تقدمها بعد ذلك وتسيطر على مزيد من البلدات في ريف إدلب، حتى تصل إلى جسر الشغور، وتسيطر على آخر نقطة فيه في 22 أيار/مايو وهي المشفى الحكومي في المدينة.
ويعلن الرئيس الأسد أن الدعم العسكري واللوجستي التركي كان "العامل الرئيسي" الذي ساعد مقاتلي المعارضة في السيطرة على مدينة إدلب، وفي المقابل تسيطر قوات المعارضة، وبينها جبهة النصرة، في بداية شهر نيسان/ إبريل على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
تنظيم داعش يُكمل في مذابحه، حيث يرتكب مجزرة في بلدة المبعوجة في ريف حماه، يذهب ضحيتها 44 مدنياً، كما يبسط في 4 نيسان سيطرته على 90% من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق.
في الثامن من أيار/مايو تتصدر سوريا تقريراً للأمم المتحدة يرصد نسبة أعمال العنف في بلدان العالم.
معركتا القلمون والزبداني.. وتدمر بيد داعش
في منتصف أيار يبدأ داعش التمدّد وسط سوريا باتجاه آبار النفط والغاز قرب مدينة تدمر الأثرية، وفي 21 أيار يسيطر على المدينة بالكامل، ويرتكب مجازر بحق مدنيين وعسكريين، حيث أظهر شريط مصور في 5 تموز/يوليو مسلحين من داعش ينفّذون مذبحة في المدرج القديم في تدمر، وفي بداية أيلول/سبتمبر أظهرت صورة بالأقمار الصناعية، المبنى الرئيسي لمعبد بل الأثري الواقع في المدينة وقد دُمّر بالكامل.
في الرابع والعشرين من أيار يؤكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله على أن مقاتلي الحزب سيتواجدون في كل مكان في سوريا لمحاربة الجماعات الإرهابية والتكفيرية.
وبعد ذلك بأيام تكشف وسائل إعلام عن زيارة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الى منطقة جورين في ريف اللاذقية السوري للمرة الأولى، ويعد بأن تشهد سوريا خلال الأيام المقبلة، تطورات ستفاجئ العالم.
الولايات المتحدة الأميركية وضمن خطتها لدعم من تسميهم "المعارضة المعتدلة" تبدأ في 28 أيار/مايو بتدريب مقاتلين من المعارضة في تركيا، ولكن المشروع يتعثّر في 30 تموز/يوليو مع إعلان جبهة النصرة خطفها 8 عناصر من الفرقة 30 التي دربتها واشنطن في تركيا، وفي 29 أيلول/سبتمبر تُعلن الولايات المتحدة الأميركية، أن برنامج تدريب المعارضة السورية وتسليحها لم يصل إلى المدى المطلوب، ولم يجر كما كانت تأمل إدارة أوباما.
بداية شهر تموز/يوليو، الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه في المقاومة اللبنانية يبدآن عملية عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة الزبداني الاستراتيجية القريبة من الحدود مع لبنان، ويتمكنان من التقدم في محيط المدينة، ويسيطران على الجبال المحيطة بها، ويحاصران المسلحين الموجودين في داخلها.
بالمقابل تبدأ فصائل "جيش الفتح" باستهداف بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين في ريف إدلب، وبعد مفاوضات طويلة يتفق الجانبان على هدنة في 20 أيلول/سبتمبر تشمل الفوعة وكفريا في ريف إدلب، والزبداني والقرى المحيطة بها في ريف دمشق، وفي 28 كانون الأول/ديسمبر يتم إخراج 336 جريحاً مع عائلاتهم من كفريا والفوعة، وبالمقابل إخراج 123 جريحاً من الزبداني بموجب الاتفاق.
في بداية الصيف تبدأ أزمة اللاجئين السوريين إلى أوروبا بالتفاقم، مع الحديث بشكل يومي عن غرق عشرات المهاجرين وخصوصاً قبالة السواحل التركية، وأشارت تقديرات وكالات الإغاثة الى أن زهاء ألفي شخص قطعوا بشكل يومي، رحلة العبور إلى أوروبا على متن زوارق مطاطية.
وفي 3 أيلول/سبتمبر صدمت صورة الطفل السوري إيلان المسجى على شاطئ تركي نتيجة الغرق، صدمت العالم، وجسّدت مأساة اللاجئين السوريين.
المشاركة الروسية.. التحوّل الكبير
في نهاية حزيران/يونيو الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يتعهد بالاستمرار في دعم سوريا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وفي بداية أيلول يكشف مسؤولون أميركيون، أن موسكو أرسلت سفينتي إنزال بري وطائرات إضافية إلى سوريا، بالإضافة إلى عدد صغير من قوات مشاة البحرية.
وفي 17 أيلول يبدأ الجيش السوري باستخدام أسلحة روسية جوية وأرضية حديثة، ويؤكد مسؤولون أميركيون أن روسيا نشرت 28 مقاتلة في سوريا، كما يتم الحديث عن تعاون استخباراتي بين العراق وروسيا وإيران وسوريا في إطار التصدي لتنظيم داعش، وتعلن روسيا لاحقاً عن بدء غاراتها على مناطق في محافظة حمص السورية، وينشر الجيش الروسي أكثر من 50 طائرة ومروحيّة، وقوات مشاة تابعة للبحرية، ومظلّيين ووحدات من القوات الخاصة، في قاعدة حميميم السورية.
وفي 3 تشرين الأول/أكتوبر يُعلن مسؤول روسي أن الغارات الروسية أثارت الذعر لدى تنظيم داعش وأضعفته وأرغمت 600 من عناصره على الفرار، وبعد أيام تُطلق 4 سفن حربية روسية في بحر قزوين 26 صاروخاً تستهدفت تنظيم داعش في الرقة.
يبدأ الجيش السوري وحلفاؤه عمليات عسكرية بالتزامن مع بدء القصف الروسي، تبدأ من ريف حماه، وتمتد إلى ريف اللاذقية وريف حمص ودرعا، ويُحرز تقدماً على كل الجبهات، حيث يتقدم في ريف اللاذقية الشمالي ويسيطر على تلال مهمة منها "جب الأحمر" ويحاصر بلدة سلمى، كما يستعيد عدداً من البلدات في ريف حماه.
وفي منتصف تشرين الأول يوسّع الجيش عملياته في ريف حلب الجنوبي والشرقي، ويطرد مسلحي المعارضة من عدد من القرى جنوب حلب، كما يُلحق هزائم بداعش شرق المدينة.
يرد داعش على هجوم الجيش السوري في شرق حلب، ويسيطر على طريق الإمداد البري الوحيد للجيش السوري إلى حلب، بين خناصر وأثريا، ويقوم الجيش بمهاجمة النقاط التي سيطر عليها داعش، ويُعيد فتح الطريق وتأمينه في 4 نوفمبر، وفي الأثناء يهاجم داعش قرية مهين في ريف حمص ويسيطر عليها، ويقترب من طريق حمص دمشق الدولي.
معارك داعش في ريف حمص وحماه لم تمنع الجيش من متابعة تقدمه باتجاه مطار كويرس العسكري شرق حلب، والذي يحاصره داعش، حيث استطاع الجيش فك الحصار عن المطار وتطهير محيطه في 10 نوفمبر، كما تابع التقدم في ريف حلب الجنوبي وسيطر على مساحات واسعة، وبات على مشارف طريق حلب دمشق الدولي.
تتابع الطائرات الرورسية قصف معاقل داعش والجماعات الإرهابية في سوريا، وتقتل العشرات من مسلحي التنظيم، وتدمر مواقع لاستخراج النفط وشاحنات لتهريبه، كما تستهدف غواصة روسية متواجدة في البحر الأبيض المتوسط أهداف لداعش شرق سوريا بصواريخ كاليبر للمرة الأولى.
وقبل نهاية العام بأيام توجه القوات السورية ضربة قاسية للجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق، وتستهدف اجتماعاً لقيادات هذه الجماعات، ما يودي بحياة العشرات منهم، وعلى رأسهم قائد جيش الإسلام زهران علوش.
سوخوي 24 والقطيعة مع تركيا
إسقاط القاذفة الروسية يخلق توتراً بين روسيا وتركيا، حيث يقول وزير الخارجية الروسي فور إعلان نبأ سقوط الطائرة إن هذه الحادثة لن تمر دون رد، كما تعتبر تركيا أن الطائرة خرقت الحدود التركية، وترفض الاعتذار لروسيا، فتصعّد روسيا من إجراءاتها وتقوم بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، ويرفض الرئيس الروسي الرد على اتصالات نظيره التركي أو الاجتماع به على هامش قمة المناخ في باريس.
تقوم تركيا بتعليق مشاركتها في تحالف واشنطن وتحليق طائراتها قرب الحدود مع سوريا، وتعلن وزارة الدفاع الروسية عن تزويد قواتها العاملة في سوريا بمنظومة إس 400 المتطورة، وتهدد بقصف أي هدف يشكل خطراً على قواتها في سوريا.
وفي 28 نوفمبر تقول صحيفة أميركية أن الولايات المتحدة زادت ضغوطها على تركيا من أجل نشر عشرات الآلاف من الجنود لإغلاق الحدود مع سوريا، التي يستخدمها مسلحو داعش في التسلل من وإلى أوروبا، وذلك عقب اتهامات روسية لتركيا بتقديم الدعم لداعش وشراء النفط منه.
الحل السياسي وقرار مجلس الأمن
في 18 آب/أغسطس يُعرب مجلس الأمن الدولي عن دعمه لخطة سلام جديدة في سوريا تبنتها للمرة الأولى جميع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وتتألف من 16 نقطة تدعو الى انتقال سياسي ووقف إطلاق النار.
وفي 2 أيلول/سبتمبر يقدّم المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، تصوراً للحل في البلاد، مقترحاً عملية سياسية من ثلاث مراحل، لا تتضمن رحيل الرئيس الأسد، وتقول بتشكيل هيئة انتقالية، تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، ومجلس عسكري مشترك، وتشكيل مؤتمر وطني، وصولاً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، برعاية الأمم المتحدة.
وبالتزامن يقول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الرئيس السوري بشّار الأسد يجب أن يرحل، لكن ليس بالضرورة من اليوم الأول للتسوية السياسية للأزمة، ما اعتبره محللون تحولاً في الموقف الأميركي.
وفي 22 سبتمبر تنضم باريس إلى واشنطن في تخفيف موقفها تجاه مستقبل الرئيس السوري، معتبرة أن المطالبة برحيله كشرط مُسبق لوقف النزاع السوري ليس بالأمر الواقعي، وهو ذاته الموقف الذي تتبناه ألمانيا بعد أيام.
التحوّل في الموقف الغربي لم يقابله ذلك إقليمياً، حيث ردت السعودية على التصريحات الغربية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، الذي قال إن على الرئيس السوري بشّار الأسد أن يرحل أو أن يواجه خياراً عسكرياً، وفي 15 أكتوبر يؤكّد وزيرا خارجية السعودية وتركيا على اتفاق بلديهما في الاستمرار بدعم المعارضة السورية المسلحة في مواجهة القوات السورية.
21 تشرين الأول/أكتوبر الرئيس السوري بشّار الأسد يغادر سوريا لأول مرة منذ بداية الأحداث ويزور موسكو حيث يلتقي الرئيس الروسي وكبار المسؤولين الروس، ويعود إلى دمشق، والحديث بين الجانبين يتناول العمليات العسكرية على الأرض والحل السياسي في سوريا.
بعد ذلك بيومين يجتمع وزراء خارجية أميركا والسعودية وتركيا وروسيا في فيينا لبحث التسوية في سوريا، وتتفق الأطراف على جملة من العناوين من دون التطرق لمصير الرئيس الأسد.
في 26 أكتوبر يزور وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي، الرئيس الأسد، في خرق لزيارة المسؤولين العرب إلى سوريا منذ بداية الأزمة.
وفي 14 نوفمبر تلتقي الأطراف الدولية والإقليمية في فيينا، بمشاركة إيران لأول مرة في محادثات تناقش الأزمة السورية، ويتفق المجتمعون على "الإبقاء على سوريا موحّدة، والسعي إلى وقف إطلاق نار شامل وجدول زمني لإجراء انتخابات"، فيما ظل الخلاف حول مصير الرئيس بشّار الأسد.
السعودية تحاول جمع أطراف المعارضة للخروج بوفد موحد للمفاوضات، وتجمع ممثلي فصائل مسلحة ومعارضة سورية في 9 ديسمبر، ونتيجة الاجتماعات تكون باختيار أعضاء هيئة المفاوضات.
المصالحات الداخلية كان لنهاية العام نصيب كبير فيها، حيث اكتملت آخر حلقات المصالحة في حمص، بالاتفاق بين الحكومة والمسلحين على خروج المسلحين منها، وذلك في 5 ديسمبر، كما عادت الحياة جزئياً إلى اتفاق الزبداني - الفوعة وكفريا، كما أعلن عن اتفاق على خروج مسلحي داعش من مخيم اليرموك في دمشق.
في 19 كانون الأول/ديسمبر يتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً دولياً بشأن خطة لإحلال السلام في سوريا بعد نحو 5 سنوات من الحرب، ويدعو القرار إلى اجتماع في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة لخوض مفاوضات في كانون الثاني/يناير المقبل تُفضي إلى حكومة انتقالية وانتخابات برعاية الأمم المتحدة، كما ينص على وقف لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد، باستثناء تلك التي يسيطر عليها تنظيم داعش وجبهة النصرة.
وفي 24 ديسمبر تعلن الحكومة السورية استعدادها للمشاركة في محادثات السلام في جنيف، سعياً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أعرب عن أمل حكومته بنجاح الحوار في مساعدة البلاد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.