الرئيس التونسي المنصف المرزوقي يحاول البقاء في قرطاج بعد ثلاث سنوات من الحكم المؤقت. فمن هو المرزوقي وبأي حظوظ يخوض السباق نحو قرطاج؟
- عام 2001 غادر المرزوقي إلى المنفى في باريس وواصل نشاطه المعارض لحين الثورة
من
معارض شرس لنظامي بورقيبة وبن علي، إلى رئيس مؤقت على رأس حكومات الترويكا بين
أكتوبر أحد عشرة وألفين وأربعة عشرة وألفين، إلى مترشح للبقاء في قرطاج في أول
إنتخابات رئاسية بعد ثلاث سنوات من الحكم المؤقت. هي مسيرة محمد المنصف
المرزوقي. مسيرة تثير إعتزاز مؤيديه وجدل معارضيه.
ولد
المرزوقي في عام 1945 في المرازيق أقصى الجنوب التونسي. أنهى
دراسته الثانوية في تونس من ثم الجامعية في المغرب حيث كان والده لاجئاً هناك، وشدّ
الرحال بعدها إلى فرنسا، حيث تحصل على الدكتوراه في الطب الإجتماعي.
سمح
له اختصاصه بالغوص في تجارب العلاج المجاني، فسافر إلى الصين والهند وجنوب إفريقيا،
ليفتن بتجربة المهاتما غاندي ونلسن منديلا الذي يعتبره مثله الأعلى وقدوته.
إنطلق المرزوقي
بعد ذلك بنشاطه في مجال حقوق الإنسان والحريات، فاعتقل في عام 1994 ليتم إطلاق سراحه
بعد 4 أشهر بوساطة من نلسن منديلا.
وواصل
المرزوقي نضاله فأسس "المجلس الوطني للحريات" في العام 1997 ثم "حزب
المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي إعتبر من أكثر الأحزاب المنادية بتغيير
النظام آنذاك. عام 2001 غادر المرزوقي إلى المنفى في باريس وواصل نشاطه
المعارض لحين الثورة، ليعود بعدها إلى تونس.
ويقول
عماد الدايمي، أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ورفيق درب المرزوقي، إن
الأخير يقول دائماً إن تحت الديكتاتورية لا وجود لمعارضة بل يوجد فقط مقاومة مدنية،
وإنه لا يمكن إصلاح المنظومة السابقة إنما تغييرها.
شارك
المرزوقي في إنتخابات أكتوبر عام 211 وحاز حزبه المركز الثاني ليتم إختياره
رئيساً موقتاً للجمهورية التونسية.
بعد
ائتلاف حاكم بين حركة "النهضة الإسلامية" و"حزب التكتل" و"حزب
المؤتمر"، سرعان ما فتح باب الإنتقادات على مصراعيه. إذ يرى البعض
أن قرارات المرزوقي كانت ارتجالية ومتسرعة في أكثر من ملف، خاصة في ما يتعلق
بالعلاقات الخارجية. إذ تم تجميد العلاقات مع سوريا خلال فترة حكمه، كما تسببت
مطالبته بإطلاق سراح الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي في أزمة دبلوماسية بين تونس
ومصر. كما يرى منتقدو المرزوقي أن بعض تصريحاته أفقدت الرجل الكثير من شعبيته
فيما يرى من البعض أنه الأنسب للرئاسة وهو
يتأهب للمنافسة لولاية ثانية.
ويعتقد
عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر عمر الشتوي أنه لو ستجري الأمور بشكل طبيعي فإن
الفوز في الإنتخابات الرئاسية سيكون حليفاً للمرزوقي، لأن طبيعة المرحلة التي تمرّ
بها تونس هي مرحلة حقوقية.
كل
التوقعات تحصر دائرة المنافسة بين المرزوقي والسبسي. فهل سينجح المرزوقي في
إستمالة أصوات "النهضة" والبقاء في قرطاج ؟