هل تفشل القاعدة في منع التقارب السياسي وتحقيق التوافق الوطني في اليمن؟

تنظيم القاعدة الذي فجر منزل السفير الإيراني في صنعاء، يسعى إلى نسف التفاهم بين حزبي أنصار الله والإصلاح، لكن تحول الإصلاح باتجاه أنصار الله يبدو أبعد من يد القاعدة.
  • تفاهم أنصار الله وحزب الإصلاح عطل على جماعات القاعدة التحريض المذهبي (أ ف ب)
حين وسع أنصار الله تحالفاتهم السياسية للوصول إلى صنعاء، حث أبو بكر البغدادي جماعة القاعدة على تمزيق الجثث، واتهمها بالرعونة. فالفرصة كانت، بحسب نظره، مناسبة لانفجار الاقتتال المذهبي في اليمن.
أنصار الله فككوا الأسس التي تغذي الفتنة المذهبية، في بحثهم عن مشروع وطني جامع، لمواجهة سياسات لجنة العشرة التي فرضت وصايتها على اليمن. كسبوا المزيد من الصدقية الوطنية، حين نجحوا بإزالة سلطة اللواء علي محسن الأحمر، وفي ملاحقة جماعة القاعدة في مأرب ورداع، لكنهم نسجوا تحالفات سياسية وقبلية واسعة في معظم المحافظات التي دخلوها. في هذا السياق، يجري التفاهم بين أنصار الله والإصلاح الذي اتهمته القاعدة بالخيانة، بعد أن قاتل إلى جانبها في عمران والجوف وأرحب، بحسب بيان القاعدة. الإصلاح تكيف مع المتغيرات السياسية والميدانية، نحو مرحلة جديدة لبناء الدولة، كما ذكر الناطق الرسمي سعيد شمسان إثر جولتي مباحثات صعدة وصنعاء. تحالفاته الداخلية فقدت الكثير من مواقعها، كما فقدت القاعدة في المواجهة مع أنصار الله. فضلاً عن ذلك يستشعر الحزب مخاطر توسع النفوذ السعودي في جنوب اليمن، ولا سيما أن تحقيق الانفصال يرتد على الشمال في تأجيج صراعات قد يكون الاصلاح أول ضحاياها. غير أن تحول الاصلاح نحو التفاهم مع أنصار الله، عطل على جماعات القاعدة و"داعش" التحريض المذهبي سبباً للوجود.  فهذه الجماعات التي تنهزم في المواجهة الميدانية، تحاول في عملياتها الإرهابية ضد إيران استعادة بيئة كانت لها حاضنة. لكنها ربما فقدت يدها الطولى على حزب الاصلاح، حين هزمت في ميدان اليمن.

المصدر: الميادين