بوتين الذي وعد بعدم الرضوخ للضغوط الغربية يدافع عن وحدة روسيا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد استمرار السياسة الروسية، وعد بعدم الرضوخ للضغوط الغربية، لكن روسيا التي تدافع عن وحدتها الجغرافية، قد لا يكون لها طريقٌ آخر.
العقوبات الغربية لا تدفع الكرملين إلى تغيير سياسته الخارجية (أ ف ب)
فضلاً عن ذلك، نادراً ما رضخ بلد بحجم إيران أو روسيا، تحت تأثير الحصار والمقاطعة، التي تنتهجها الدول الغربية سياسة عامة، بل على العكس من ذلك، يرى بعض كبار خبراء الاستراتيجيات أن العقوبات تكون أحياناً معيناً للاعتماد على الطاقات الداخلية. غير أن بوتين تعهد بعدم الرضوخ للضغوطات الغربية، لأسباب لها صلة بالمحافظة على بقاء وحدة روسيا الجغرافية، فالغرب بحسب تعبيره، يحاول فرض ستار حديدي على روسيا، طمعاً بتجزأتها. في هذا السياق يرى بوتين أن أزمة أوكرانيا هي ذريعة لو لم تكن موجودة لاخترعها أو اخترع مثلها، كما يقول. إشارته إلى ما سماه قدسية القرم في الذاكرة الشعبية الروسية، تذهب إلى النيل من الغرب، أبعد من تناقضات المصالح والخلافات السياسية القديمة والحديثة. في هذه الإشارة تعبير عن خلاف حضاري تتبناه الكنيسة الشرقية، التي تعتقد بتلاقح الأعراق والأديان في القرم، خلافاً للمعتقدات الغربية التي تنحو إلى السيطرة. من هذا الباب يدخل بوتين إلى العلاقة مع سوريا وإيران وبلدان الشرق الأوسط، في مواجهة سياسة الدول الغربية. فهو يستند إلى التفوق العسكري الذي تحظى به روسيا، على ما يقول، لكنه يحاول التمييز بين منحى السيطرة الغربية، وبين منحى روسيا للتوافق والتعايش والحلول السياسية. بيد أن روسيا التي تتعرض لحصار غربي مبيت، كما وصفه بوتين، قد لا يكون أمامها التراجع عن سياستها تحت تأثير الضغوط، إنما احتمال التقدم بسياستها خطوة بعد خطوة.
المصدر: الميادين