الحكومة الأفغانية تنفي سيطرة "طالبان" على 90 % من الحدود
وصفت وزارة الدفاع الأفغانية إعلان حركة طالبان سيطرتها على 90 % من الحدود الأفغانية بأنه محض كذب.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية قال إنّ إعلان طالبان سيطرتها على الحدود دعايةٌ لا أساس لها، مشدّداً على أنّ القوات الحكومية ما زالت تسيطر على حدود البلاد وعلى كافة المدن الرئيسية والطرق السريعة.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤولين أفغان وأميركيين، أنّ الحكومة الأفغانيّة ستتنازل لطالبان عن المناطق التي سيطرت عليها أخيراً ضمن استراتيجيّة جديدة لحماية المراكز المهمّة والاستراتيجيّة الأخرى.
وأضافت الوكالة نقلاً عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أنّ الحكومة الأفغانيّة ستسقط في غضون ستّة أشهر
في المقابل، أكد المتحدّث باسم حركة طالبان وعضو فريق التفاوض سهيل شاهين، أن سقوط المناطق في أيدي حركة طالبان كان نتيجة للتفاهمات لا للقتال.
وقال: "أريد أن أوضح أننا لا نؤمن باحتكار السلطة لأن الحكومات التي أرادت احتكارها في أفغانستان سابقا لم تنجح، لذا لا نريد أن نكرر ذلك".
وأضاف قائلاً: "الحكومة الأفغانية لا تريد المصالحة لكنها تريد الاستسلام ، تعالوا وأوقفوا إطلاق النار وسنواصل حكومتنا كما هي" هذا ما يريدونه لكنه ليس نهجاً واقعياً أو عملياً، الأحياء التي سقطت بين أيدينا والقوات العسكرية التي انضمت إلينا كانت من خلال وساطة الأهالي والمحادثات لم تكن من خلال القتال، فمن الصعب علينا أن نأخذ 149 منطقة في 8 أسابيع فقط".
تأتي هذه التصريحات بعدما أعلنت حركة "طالبان"، أمس الخميس، عن سيطرتها على 90 % من الحدود العامة لأفغانستان مع الدول المجاورة.
وأوضح الناطق الرسمي باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في حديث إلى وكالة "سبوتنيك"، بشأن نفي الحكومة الأفغانية وحكومة طاجيكستان ما ورد من أنباء مفادها أن الحركة تسيطر على 80 في المئة من الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان، قائلاً "في الحقيقة، نحن نسيطر على 90 % من حدود أفغانستان مع طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان وإيران وباكستان"، مؤكداً "حدود أفغانستان مع طاجيكستان تحت سيطرتنا بصورة كاملة، من بدخشان إلى تخار وقندور".
وأضاف مجاهد "تخضع معظم أجزاء الحدود الأفغانية الأوزبكية لسيطرة طالبان. فقط في حيراتان في مقاطعة كاردار تخضع لسيطرة كابول. كما أن الحدود مع تركمانستان والحدود مع إيران تحت سيطرتنا بصورة كاملة".
وكانت "طالبان" نشرت مشاهد تُظهر سيطرتها على أكبر قاعدة عسكرية في إقليم زابول، بعد إعلان سيطرتها على مقاطعة بدغيس.
وقبل أيام، اشتبكت القوات الأفغانية مع مقاتلين من "طالبان"، بعد أن شنّت عملية لاستعادة معبر "سبين بولداك" الحدودي الرئيسي مع باكستان، بحسب ما أعلنت الشرطة.
في السياق، أشار المتحدث باسم "طالبان" إلى أن الحركة "لن تسمح بالوجود العسكري لتركيا في أفغانستان، وتطالبها بحل القضايا وسحب قواتها العاملة ضمن حلف الناتو"، وذلك في أعقاب الاقتراح التركي لتأمين مطار كابول بعد خروج القوات الأجنبية.
وتأتي هذه التطورات مع إعلان الجيش الأميركي أنه أنجز انسحابه من أفغانستان بنسبة "أكثر من 90%"، بحيث وعدت واشنطن باكتمال انسحابها في شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
وأمس الأربعاء، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميللي، "نراقب عن كثب إمكان عودة القاعدة إلى أفغانستان".
وأكد أوستن "انسحابنا ماضٍ، وسنُنهي وجودنا كما هو مقرَّر أواخر شهر آب/اغسطس المقبل".
وكان أوستن قال في حزيران/يونيو الماضي، خلال جلسة استماعٍ أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ، إن وزارته تقوم بمراجعة تموضُع القوات الأميركية في العالم، وحذّر من أن "الجماعات المتشدّدة، مثل القاعدة، قد تشكّل تهديداً للأراضي الأميركية خلال عامين".