مصادر "الميادين نت" تكشف تفاصيل مساعي حزب الله بين بعبدا وعين التينة
قالت مصادر سياسيّة لبنانيَّة في حديث إلى "الميادين نت" إنَّ الكلمة التي ألقاها رئيس تكتل "لبنان القوي" جبران باسيل أعادت خلط الأوراق في مسألة تشكيل الحكومة، وكشفت أن "حزب الله" يقوم حالياً بمسعى للتهدئة بين بعبدا وعين التينة من جهة، وبين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحرّ" من جهة ثانية، بغية إعادة تهيئة المناخات السياسيّة المساعدة في التأليف.
وفي السّياق نفسه، تقول المصادر إنَّ "التهدئة التي يعمل عليها "حزب الله" نجحت في احتواء التوتر الذي نجم عن "حرب البيانات" بين الرئاسة الأولى والثانية، والدليل على ذلك عدم خروج ردود من حركة "أمل" أو كتلة "التنمية والتحرير" على كلمة الوزير جبران باسيل"، ما يعني "بداية تخفيف الاحتقان تمهيداً للعودة إلى البحث السياسي في الملف الحكومي".
وجزمت بأنَّ الوقت الحالي "لا يحمل مبادرات محددة، ولكن ثمة أفكار قد تظهر إلى العلن خلال أيام، ولا سيما أن رئيس تكتل لبنان القوي وضع المسألة برمتها في عهدة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مستأمناً إياه على الحقوق".
واللافت، بحسب المصادر، أنَّ "الحزب لم يعلّق بشكل علني على كلام باسيل الموجه إلى السيد نصر الله، ولكنه أخذ علماً به، والتواصل قائم بين الطرفين، والحزب في صدد أن يستفهم بشكل أكبر عن إمكانيات التحرك حكومياً وآفاقه من خلال اللقاء مع الوزير باسيل".
ورأت المصادر أنَّ "الكلمة التي ألقاها الوزير باسيل الأحد الماضي، تفتح الباب على عدة عناوين سياسية وميثاقية ودستورية من شأنها إضفاء المزيد من التعقيدات على عملية التشكيل، وليس العكس"، فالحديث عن "المثالثة، والتمسك بتسمية جميع الوزراء المسيحيين، وإعطاء المسألة بعداً متعلقاً بالحقوق والمناصفة، يفتح الباب على نقاشات عقيمة حالياً تتعلق بالصيغة اللبنانية والميثاق والدستور، في حين أن البحث الآن ينبغي أن يكون في كيفية الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومنع انهيار الدولة ومؤسساتها".
رغم ذلك، تعتقد المصادر عينها أنَّ ما طرحه باسيل سابقاً حول "تطوير النظام وضرورة القيام بورشة تعديلات دستورية أصبحا أمرين ضروريين، ربما يكونان مطروحين بشكل كبير في الأيام المقبلة".
وتضيف: "لبنان جزء من المنطقة، وما يعيشه من أزمات وانعدام وزن هو نتيجة للوضع في المنطقة وانعكاسه عليه. وبما أن الأجواء السائدة بعد مجيء الإدارة الأميركية الجديدة هي أجواء تبريد وتفاوض، فلا بدَّ لهذا الأمر من أن ينعكس على البلد. عندها، قد نشهد طاولة حوار لبنانية برعاية دولية - إقليمية، تطرح كل الهواجس والآراء حول الصيغة والنظام، وربما الدستور وإعادة النهوض السياسي والاقتصادي".
وتتابع: "الأميركيون مهتمّون باحتواء التمدّد الصينيّ في العالم، ويركّزون على المحيط الهندي والهادي والنقاط الجيوسياسية مع بكين. قريباً، ستعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، بما يعنيه ذلك من اعتراف بطهران كقوة لا مجال لتجاوزها إقليمياً ودولياً. الإدارة الحالية الآن في صدد التحضير لصياغة "استقرار استراتيجي" مع روسيا، وهي تعتمد على أصدقاء إقليميين في أفغانستان، كالاستعانة بالأتراك لإدارة ملف الأمن في مطار كابول".
وبحسب المصادر، "هذه السّياسة تذكّر بمراحل كانت الولايات المتحدة تعتمد فيها على شركاء إقليميين، لتأمين الحد الأدنى من مصالحها في منطقة متحركة بشكل دائم. وبعد انتهاء حرب السّنوات العشر في سوريا والعراق لمصلحة دول وحركات "محور المقاومة"، ستجد واشنطن نفسها مضطرة إلى التقاطع مجدداً والتعايش مع موازين القوى التي رسمها المحور، لتأمين الحد الأدنى من مصالحها، وعدم ترك الساحة لدخول روسي صيني أو تركي إلى لبنان".
وتعتقد المصادر نفسها "أنَّ المراوحة في الأزمات ستستمرّ، حتى لو تشكَّلت الحكومة غداً، فلبنان لن يستقرّ بشكل جدّي قبل أن يأخذ الوضع الإقليمي - الدّولي شكله الجديد، بحيث ينعكس كلّ ذلك على الصيغة اللبنانية واستقرارها".