حكومة "بينت – لبيد" تقترب من لحظة الحسم
بحبس الأنفاس تنتظر "إسرائيل" الأحد المقبل، اليوم المُحدّد لتنصيب الحكومة الإسرائيلية المتبلورة. وفي ظلّ توقعات معارضيها بأن عمر هذه الحكومة سيكون قصيراً، إن تشكلت، فإن الانشغال انصبّ على تقدير وتوقّع التحديات والألغام السياسية التي تنتظر هذه الحكومة الهشّة.
وفي ذروة توتر داخلي، تتجه الأنظار نحو يوم الأحد، حيث تستعد المؤسّسة السياسية لأداء الحكومة الجديدة قَسم اليمين، في حال نيلها ثقة الكنيست.
في المقابل، بدا أن حزب الليكود، الذي دخل في حالة غليان داخليّة، بات أكثر تسليماً وتقبّلاً لواقع خسارته السّلطة، حيث أعرب في بيانٍ رسميّ باللغة الإنكليزية بأنّه في صدد نقل السّلطة بشكلّ منظّم وهادئ.
بيان الليكود لم يقنع مراقبين، ولم يهدّئ روع الائتلاف الحكومي المتشكّل من خصوم بنيامين نتنياهو، حيث يترقّب هؤلاء بحذر حصول مفاجآت اللحظة الأخيرة، في ضوء الحديث عن سيناريوهات متبقية قد تُعيق تشكيل الحكومة، أو تقصّر عمرها، لا سيّما أن نتنياهو لا زال يقاتل على إحباط تشكيلها، ويُقدّم في سبيل ذلك عروضاً خيالية للانشقاق عن الائتلاف الجديد، ذلك في موازاة استمرار توجيه الضغوط الهائلة على ما يُسمّى بـ"الخاصرة الرخوة" في حزبي "يمينا" و"تكفا حدشا".
الحكومة المرتقبة: معالم عامّة
وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة البديل المرتقب يائير لبيد وعد في حملته الانتخابية بتقليص عدد الوزراء إلى 18، فإن الحكومة المقبلة ستكون منتفخة، وهي ثالث أكبر حكومة في تاريخ "إسرائيل". وتتكوّن من 28 وزيراً إضافة إلى 6 نواب وزراء.
وسيُشارك في الائتلاف الحكومي المتبلور 8 أحزاب من ما يُعرف بـ "معسكر التغيير" من ضمنها حزب عربي، للمرّة الأولى في تاريخ "إسرائيل"، وهذه الأحزاب هي: "يش عتيد" (17 مقعداً من أصل 120)، "يمينا" (7 مقاعد - يُعارض أحدهم هذا الائتلاف)، "أزرق أبيض"(8)، "أمل جديد" (6)، العمل (7)، "إسرائيل بيتنا" (7)، ميرتس (6) والقائمة العربية الموحدة (4).
وتقوم حكومة الثنائي "بينت – لبيد" المرتقبة على مبدأ التناوب على رئاسة الحكومة عاميْن متواصلين لكل طرف، على أن يكون بينت أولاً، ويليه لبيد الذي سيتولّى في هذه الأثناء منصبيْ: رئيس الحكومة البديل، ووزير الخارجية، ثم يتبادلان المناصب بعد عاميْن. ويبقى رئيس حزب "كاحول لفان" (أزرق أبيض) بني غانتس وزيراً للأمن، فيما يشغل رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان، وزارة المالية، ورئيس حزب "تكفا حدشا" (أمل جديد)، غدعون ساعر وزارة القضاء، ويحصل حزب "يميناً" أيضاً على وزارة الداخلية لـ (آيياليت شاكيد)، وحزب العمل على وزارة النقل، والصحة تذهب لحزب ميرتس، والتعليم لـ"تكفا حدشا"، فيما تمّ التوصّل إلى تسوية بين حزبي العمل ويمينا بشأن لجنة تعيين القضاة.
يوم الحسم
بحسب الجدول الزمني، وفي حال سارت الأمور من دون مفاجآت الدقيقة الـ90 فإن الحكومة الجديدة المعروفة في "إسرائيل" بـ"حكومة التغيير"، ستؤدي اليمين الدستورية عصر يوم الأحد المقبل، وذلك في مراسم احتفالية في الكنيست، تبدأ في الساعة 16:00، مع جلسة خاصّة للكنيست بكامل هيئتها لتشكيل الحكومة الـ36 وانتخاب رئيس جديد للكنيست. وسيحضر الجلسة الرئيس رؤوفين ريفلين، ورئيسة المحكمة العليا استير حايوت وآخرون. وسيدعو رئيس الكنيست رئيس الحكومة المُعيّن إلى منصة الكنيست لعرض حكومته، وشرح المبادئ الأساسية، والتشكيلات وتوزيع الأدوار بين الوزراء. وسيعقبه كلمة لرئيس الحكومة البديل، يائير لبيد، رئيس حزب "يش عتيد"(يوجد مستقبل) ثم يُلقي رئيس المعارضة (نتنياهو) كلمته.
بعد ذلك، يجري انتخاب رئيس الكنيست الجديد، وبعدها يبدأ التصويت على الثقة. وبعد نيل الحكومة الثقة، يصعد الوزراء الجُدد إلى المنصة واحداً تلو الآخر لأداء قَسم الولاء.
إلا أنه، وعلى الرغم من التسليم العام بأن فرص إعاقة تشكيل الحكومة يوم الأحد، ضعيفة، فإنّ هناك عدّة احتمالات منها نظرية فقط، يمكن أن تلحق الضرّر بتشكيل الحكومة، أو تعيد خلط الأوراق في آخر لحظة:
1. في حال تصويت عضوي كنيست أو ثلاثة من ائتلاف "بينت – لبيد" ضد تشكيل الحكومة، مع ذلك فإن هذا الأمر لن يُحبط تشكيلها بالمطلق، ولكن سيصعّب عملها وبقاءها لاحقاً.
2. تدهور أمني خطير، "مسيرة الأعلام" التي كان من المفترض أن تجري يوم أمس الخميس في القدس وتأجّلت، وفق مطلب الأجهزة الأمنية. ووفقاً لقرار الكابينت السياسي الأمني، يُعتقد أن نتنياهو دعم القرار بُغية وضع حكومة "بينت – لبيد" الوليدة أمام اختبارها الأول مباشرة، بعد تسلمها زمام الحكم.