التغيير السياسي والقضايا المطلبية أهم شعارات الانتخابات الجزائرية في يومها الـ15
تابعت الأحزاب السياسية حملتها للانتخابات التشريعية في 12 حزيران/يونيو الجاري، والتي دخلت يومها الـ15، وركّزت على استعادة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، من خلال المشاركة الكبيرة في الاقتراع المقبل، والذي اعتبره مسؤولوها "الوسيلةَ الوحيدة" للتغيير الحقيقي في البلاد.
وقال الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، إن حزبه تغيَّر اليوم وسيتغير بعد الانتخابات، مشيراً إلى أن "أول ما تغيَّر في الجبهة هو الانضباط والخطاب والذهنيات، ولدينا إرادة قوية من أجل التغيير بعد أن قمنا بتحرير البلاد كجبهة، وبنيناها كحزب، بعد الاستقلال".
وأكد بعجي، في تجمُّع انتخابي عقده اليوم الخميس في محافظة سطيف شرقي الجزائر، أن الذين كانوا في جبهة التحرير الوطني وترشَّحوا في قوائم حرّة وأحزاب أخرى، لا مكان لهم مستقبلاً، واصفاً إياهم بـ"المرتدّين". وأضاف أن الجزائر اليوم تحتاج إلى تمتين الجبهة الداخلية بعيداً عن الجِهَوية، والعمل على إنجاح الانتخابات التشريعية المقبلة، في ظل الظروف المحلية والإقليمية والدولية.
من جانبه، اعتبر رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، من ولاية البليدة، "أننا نتَّجه نحو بناء جمهورية جديدة تتطلَّب فكراً جديداً و شعوراً بالمسؤولية، ولمَّ شمل جميع الأطراف المؤثّرة، من أجل تجاوز هذه المرحلة المفصلية"، معبّراً عن يقينه بأن نزاهة الانتخابات التشريعية "ستُمكّن من استعادة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة التي فقدها بسبب بعض الممارسات السابقة، وخصوصاً عدمَ إيفاء الفائزين السابقين بوعودهم، وخدمةَ مصالحهم الشخصية بدلاً من محاولة إيجاد حلول لمشكلات المواطنين".
ومن البليدة أيضاً، صرّح الأمين العام لجبهة الحُكم الراشد، عيسى بلهادي، بأن الأحزاب تجتهد في اختيار مَن هم أنسب لتمثليها في المجالس المنتخَبة، مضيفاً أن المسؤولية "مضاعَفة" بالنسبة إلى الجزائريين بشأن اختيار مَن هم أصحاب كفاءة، و"ذلك حتى نخرج من حلقة النقاش العقيم الذي عشناه طوال السنوات الماضية".
أمّا نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، جمال بن زيادي، فشدَّد هو الآخر، من ولاية قالمة، على أن الصندوق الشفّاف في الانتخابات هو "الوسيلة الوحيدة للتغيير الحقيقي في البلاد"، مؤكداً أن حزبه الذي "لا يؤمن إلاّ بالانتخابات أسلوباً للتغيير"، يضع ثقته التامة بالشعب الجزائري، "الذي سيُحْدث المفاجأة في الانتخابات التشريعية المقبلة"، وسيقطع الطريق أمام من وصفهم بـ"خفافيش الظلام".
ولدى مشاركته في تجمُّع شعبي في دار كاتب ياسين الثقافية، في ولاية سيدي بلعباس، قال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الزراق مقري، إن حزبه "يسعى لتحقيق التغيير، ويحمل برنامجاً يمكن تطبيقه، من خلال الاعتماد الأوَّلي على العنصر البشري الكفؤ".
وحثّ رئيس "صوت الشعب"، لمين عصماني، من تمنراست، على أن تكون السيادة للشعب، ودعا كل المسؤولين، في مختلف المواقع التي يشغلونها، إلى أن يحترموا الإرادة الشعبية "من أجل الذهاب الى الجزائر الجديدة، والتي كان يحلم بها الشهداء والمجاهدون الأوفياء، من أجل جزائر قوية وجزائر عصرية، توافق بين هوية المجتمع وتقاليده".
وفي الشق الاقتصادي في البرنامج الانتخابي لحزب التحالف الوطني الجمهوري، دعا أمينه العام، بلقاسم ساحلي، من مدينة عين فكرون (أم البواقي)، إلى إعادة النظر في السياسة السَّكَنية في الجزائر، مقترحاً دعم السَّكَن العمومي الإيجاري، وإعادة النظر في الدخل الشهري الذي يجب ألا يتعدى 24 ألف دينار جزائري للاستفادة من فرصة سكن وفق هذه الصيغة، ورفع هذه القيمة إلى 36 أو 40 ألف دينار.
أمّا رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، فدعا الشعب إلى عدم الاستماع إلى دعاة المقاطعة.
تُضاف هذه التصريحات اليوم إلى مواقف سابقة أطلقها سياسيون ورؤساء أحزاب، أكّدوا جميعهم ضرورة المشاركة في الانتخابات.