هل من علاقة بين حادثة طائرة "راين إير" والعدوان الإسرائيلي على غزة؟

الاتحاد الأوروبي يعقد قمة في بروكسل يبحث خلالها في احتمال فرض عقوبات على بيلاروس، في إثر تحويل مسار طائرة "راين إير" التي كانت تقوم برحلة بين أثينا وفيلنيوس.
  • الاتحاد الاوروبي يعقد قمة في بروكسل مع احتمال فرض عقوبات على بيلاروس بسبب تحويلها مسار طائرة "راين إير"

قالت وزارة النقل البيلاروسية أن الذين هدَّدوا بتفجير طائرة "راين إير" كانت تقوم برحلة بين أثينا والعاصمة الليتوانية فيلنيوس، طالبوا، في رسالة إلى الاتحاد الأوروبي، بالتوقف عن دعم تصرفات "إسرائيل".

وهبطت الطائرة في مطار مينسك، بعد ورود أنباء عن وجود قنبلة على متنها، إلاّ أن الفحوصات التي جرت عقب هبوطها أكّدت "عدم صحة ذلك".

وأشار رئيس إدارة الطيران في وزارة النقل البيلاروسية، أرتيم سيكورسكي، إلى أن الذين هدّدوا بتفجير طائرة "راين إير" فوق فيلنيوس طالبوا في رسالتهم إلى الاتحاد الأوروبي "بوقف دعم تصرفات إسرائيل في قطاع غزة".

وقال سيكورسكي إنه "في 23 أيار/مايو، وصلت رسالة إلى البريد الإلكتروني للمطار الوطني في مينسك من عنوان (بروتون ميل كوم) باللغة الإنكليزية، تتضمن: نحن جنود حماس نطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونطالب الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن دعمه إسرائيل في هذه الحرب. ومن المعروف أن المشاركين في منتدى دلفي الاقتصادي، يعودون إلى بلادهم على متن الرحلة (أف أر 4978)، وعلى متن الطائرة  قنبلة. إذا لم تُستجب مطالبنا فستنفجر القنبلة في 23 أيار/مايو في فيلنيوس".

وأضاف أن "مينسك تأمل في أن تسود العقلانية في الاتحاد الأوروبي، ولن يكون هناك حظر على الرحلات الجوية للشركات الأوروبية فوق الأراضي البيلاروسية".

وأدّى تحويل مسار الطائرة التجارية، والتي كانت تقلّ أكثر من 120 مدنياً، إلى موجة تنديد دولية، طغت على جدول أعمال القمة الأوروبية في بروكسل.

وعقب ذلك، أعلنت وزارة الداخلية البيلاروسية أن مؤسس قناة "نيكستا" على تطبيق "تلغرام"، رومان بورتاسيفيتش، الذي تصنفه بيلاروس على أنه "متطرف"، تمّ اعتقاله من على متن طائرة "راين إير" في أثناء توقفها في مطار مينسك.

واستدعى الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين سفير بيلاروس للتنديد بتحويل مسار طائرة "راين اير"، وإرغامها على الهبوط لاعتقال الصحافي المعارض رومان بورتاسيفيتش، باعتباره "غير مقبول".

وأُوقف بورتاسيفيتش وصديقته في مطار مينسك أمس الأحد بعد أن تمّ تحويل مسار طائرة "راين اير" فوق أجواء بيلاروس بسبب إنذار بوجود قنبلة، بحسب مينسك.

وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي، قبل عقد قمة في بروكسل تبحث في احتمال فرض عقوبات على بيلاروس، "لقد تمّ إبلاغ السفير ألكسندر ميكنيفيتش بالتنديد الشديد، من جانب مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، بالعمل الذي قامت به سلطات بيلاروس بالقوة، والذي عرّض للخطر سلامة ركاب الطائرة وأفراد طاقمها".

وأضاف البيان أن مسؤولين "نقلوا موقف الاتحاد الأوروبي، ومفاده أن العمل الفاضح، والذي قامت به السلطات البيلاروسية، يشكّل محاولة وقحة أخرى لإسكات كل الأصوات المعارضة في البلاد"، وطالب "بالافراج فوراً عن المعارض بورتاسيفيتش، الذي أُوقف في المطار".

وشدَّد البيان الصادر عن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، باسم الدول الأعضاء الـ27، على "ضرورة فتح تحقيق دولي في هذا الحادث للتأكد من عدم حدوث أيّ خرق لقواعد الطيران الدولي".

وفي وقت لاحق اليوم الإثنين طلب الاتحاد الأوروبي من شركات الطيران الأوروبية تجنّب المجال الجوي لبيلاروس.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في تغريدة لها في تويتر إن "هذا التصرف المُشين وغير القانوني لنظام بيلاروس، ستكون له تداعيات"، مضيفة أن "المسؤولين عن خطف طائرة راين إير يجب أن يعاقَبوا"،
بينما حضّ بعض القادة الأوروبيين فوراً على اعتماد سلسلة خيارات قاسية.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وقالت وزارة الخارجية البلجيكية، من جهتها، إنها استدعت ميكنيفيتش، وهو سفير لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا في آن، بسبب "الأعمال غير المبررة وغير المقبولة"، في حين دعت ليتوانيا وفرنسا إلى حظر المجال الجوي البيلاروسي، ومنع هبوط طائرات بيلاروسية في مطارات دول الاتحاد الأوروبي.

وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي، نقلاً عن شكوى لمنظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة، "بأننا نعمل على حزمة من الإجراءات تتجاوز العقوبات الفردية البسيطة".

ووصفت إيطاليا العمل بأنه "خطف من جانب دولة"، الأمر الذي اعتبرته بولندا، الدولة المجاورة لبيلاروس، "عملَ إرهاب دولة".

وفي السياق، أعلنت شركة "لوفتهانزا" الألمانية للطيران أنها علقت إقلاع طائرة من مينسك إلى فرانكفورت اليوم الإثنين بعد تلقيها "إنذاراً أمنياً".

وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن "السلطات المحلية تلقَّت إنذاراً أمنياً" بالنسبة إلى الرحلة (أل أتش 1487)، مضيفاً "نحن نتّبع توجيهات السلطات المحلية التي تفتش الطائرة مجدَّداً قبل إقلاعها، وتقوم بأعمال التفتيش اللازمة للركاب".