"سرايا القدس".. الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين
"سرايا القدس" هي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وهي التسمية الأخيرة التي تمّ اعتمادها لجناح الحركة العسكري، الذي يخوض إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، حرب تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
سرايا القدس
"سرايا القدس"، تمثل امتداداً فعلياً وعضوياً لما سبق من مسميات عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فقد حملت العمليات العسكرية الأولى الاسم المباشر للحركة، قبل أن يتميز الجناح العسكري بأسماء متعددة من "سرايا الجهاد" إلى "سيف الإسلام" ثم "القوى الإسلامية المجاهدة (قسم)" ليستقر على تسمية "سرايا القدس".
لماذا سرايا القدس؟
استجابت حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها للتحدي القائم في الإقليم العربي وتناغمت مع تكون محور المقاومة في مواجهة "إسرائيل". ونهضت في ظل معطيات أشارت بعد حرب العام 1973 إلى احتمال تصالح الرئيس المصري حينها، أنور السادات، مع "إسرائيل" عبر اتفاقيات الهدنة التي وقعها معها، ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في العام 1979، والتي فتحت باب التطبيع مع "تل أبيب".
في العام نفسه، كان انتصار الثورة الإسلامية في إيران، التي أغلقت سفارة "إسرائيل" في طهران وحولتها إلى سفارة فلسطين برفع العلم الفلسطيني فوقها. فأصبحت بذلك إيران، الداعم والحليف الأول للمقاومة في فلسطين.
متى انطلقت سرايا القدس؟
بدأت حركة الجهاد الإسلامي مقاومتها باكراً، وشكلت أول خلية عسكرية نهاية العام 1981، وكانت نواتها الأولى الأسيرين المحررين محمد أبو حصيرة ومحمد الحسني.
سرايا القدس وانتفاضة الأقصى
كانت انتفاضة الأقصى في العام 2000 فصلاً جديداً في جهاد الحركة العسكري وثباتها. فبدأتها في القدس المحتلة بقتل مستوطنين، ثم تتالت بعدها العمليات الاستشهادية.
سرايا القدس ومخيم جنين
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في مخيم جنين في الضفة الغربية، بعد اقتحامه في الأول من نيسان/إبريل من العام 2002. ما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وجرح الآلاف.
في العدوان على مخيم جنين، الذي يعتبر معقل ومركز قادة ومقاتلي سرايا القدس، برزت السرايا، بقيادة محمود طوالبة، الذي استشهد في صدّ العدوان.
نجحت سرايا القدس بإلحاق خسائر كبيرة بـ"إسرائيل"، بالعبوات الناسفة في المخيم الذي كان مكتظاً بجنود جيش الاحتلال.
عمليات سرايا القدس
نفذت سرايا القدس عشرات العمليات ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك سلسلة من العمليات الاستشهادية وإطلاق الصواريخ وقنص جنود الاحتلال وتفجير الدبابات والسيارات وعمليات اقتحام للمستوطنات.
تقول سرايا القدس على موقعها الإلكتروني، بأنه يُسجل للسرايا مبادرة إدخال العمليات الاستشهادية "بواسطة المتفجرات"، ضمن وسائل المقاومة في فلسطين.
* أول عملية استشهادية في قطاع غزة نفذها الشهيد أنور عزيز بتاريخ 13/12/1993.
* أول عملية استشهادية مزدوجة هي عملية "بيت ليد" الشهيرة، نفذها المجاهدان صلاح شاكر وأنور سكر من "قسم" بتاريخ 22/1/1995.
* أول عملية استشهادية في انتفاضة الأقصى، نفذها الشهيد نبيل العرعير من سرايا القدس بتاريخ 26/10/2000.
* أول عملية تفجير في انتفاضة الأقصى "بسيارة مفخخة"، نفذتها سرايا القدس بتاريخ 2/11/2000 في مدينة القدس، وأسفرت عن قتل ابنة الحاخام اسحق ليفي ومحاميها.
* أول عملية مشتركة في ظل انتفاضة الأقصى، هي عملية سرايا القدس المشتركة مع كتائب شهداء الأقصى بتاريخ 27/11/2001, في مدينة "العفولة" داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 48، وقد نفذها الشهيدان مصطفى أبو سرية (20 عاماً) من سرايا القدس، وعبد الكريم أبو ناعسة (20 عاماً) من كتائب شهداء الأقصى من مخيم جنين.
* إنفردت سرايا القدس في ظل انتفاضة الأقصى بتنفيذها عمليات عسكرية في أراضي فلسطين المحتلة العام 1948، انطلاقاً من جنوب لبنان، مثل عملية "مستوطنة شلومي" التي نفذها الشهيدان غسان الجدع ومحمد عبد الوهاب بتاريخ 13/2/2002.
* تعتبر سرايا القدس من أول الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية التي قامت بصناعة الصواريخ، وساهمت بشكل كبير في تطوير منظومة الصواريخ.
* تعتبر سرايا القدس أول من قصف مدينة "تل أبيب" (مدينة يافا المحتلّة) بصاروخ فجر5.
أسلحة وعتاد سرايا القدس
من غير الممكن معرفة نوعية أسلحة أي حركة من حركات المقاومة العسكرية، وهكذا حال سرايا القدس. إلا إذا كشفت هي عما تريد من أسلحتها، أو بعد استخدام تلك الأسلحة. وبالتالي ما نعرفه هو التالي:
* 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2002
أطلقت سرايا القدس أول صاروخ لها محليّ الصنع، والذي وصل إلى داخل عسقلان المحتلة. أطلق على هذا الصاروخ اسم "جنين" قبل أن يتمّ تطويره وتغيير اسمه إلى "صاروخ قدس". وكان القيادي الميداني رامي عيسى، قد لعب دوراً كبيراً في صناعة هذا الصاروخ، فيما تكفّل القائد الميداني محمود جودة بمساعدة عدنان بستان بتطويره.
* العام 2006
قام القيادي الميداني الفلسطيني عمر عرفات الخطيب بتهريب أول صاروخ غراد إلى قطاع غزة.
* آذار/مارس 2012
أعلن القيادي في سرايا القدس "أبو ابراهيم"، أن السرايا تمتلكُ آلاف الصواريخ، وأنها قادرة على استهداف المدن في العمق الفلسطيني المحتل، في حالِ قامت "إسرائيل" بعمليات اغتيال جديدة في قطاع غزة.
* 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2012
أطلقت سرايا القدس صاروخاً من طراز "فجر 5"، استهدفت به قلب "تل أبيب" (مدينة يافا المحتلّة) فأصابت مبنى للاتصالات، لا يبعد كثيراً عن مقر قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
* تمّوز/يوليو 2014
أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن قصف المفاعل النووي الإسرائيلي "ستوراك" جنوب تل أبيب بصاروخ بعيد المدى من نوع "براق 70". وأعلنت أنها قصفت ميناء أسدود بصاروخ غراد.
* 5 أيّار/مايو 2019
أعلنت السرايا عن صاروخ بدر 3، محليّ الصنع والذي استخدمتهُ لأوّل مرة خلال صدّ عدوان لجيش الاحتلال وفصائل المقاومة في قطاع غزة في الشهر نفسه.
وأكد "أبو ابراهيم"، أحد أبرز قادة السرايا، على أن قدراتها العسكرية، تطورت كمّاً ونوعاً. وأن هذه الصواريخ تتمتع بدقة كبيرة وبُرمجت للإفلات من القبة الحديدية.
* 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2019
أعلنت السرايا عن صاروخ "براق 120" محلّي الصنع. وقالت إنّ مداهُ يصل إلى 120 كيلومتراً. واستخدمتهُ لأوّل مرة خلال صدّ فصائل المقاومة الفلسطينية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في الشهر نفسه.
* 13 أيار/مايو 2021
بثت "سرايا القدس" مشاهد لصاروخ "بدر 3" المطوّر الذي قصفت به مدينتي سديروت وعسقلان المحتلتين.
تعرفوا إلى صاروخ بدر 3 الإيراني الذي استخدمته "سرايا #القدس" في قصف عسقلان.#فلسطين #فلسطين_تنتفض #القدس_تنتفض #القدس_أقرب #القدس_تنتصر #غزة_تحت_القصف #انقذوا_حي_الشيخ_جراح #غزه_تقاوم #تل_أبيب_تحترق pic.twitter.com/3UhBKdEydB
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 11, 2021
* 16 أيار/مايو 2021
عرضت "سرايا القدس"، لأول مرة مشاهد لصاروخ "القاسم"، الذي دخل الخدمة خلال معركة "سيف القدس" في غزة، واستهدفت به "السرايا" تحشُّدات قوات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية البرية شرقي خان يونس.
مشاهد تعرض لأول مرة لصاروخ #القاسم الذي دخل الخدمة خلال معركة #سيف_القدس واستهدفت به السرايا تحشدات القوات العسكرية البرية شرق #خانيونس.#القدس_أقرب#فلسطين_الملحمة #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية #فلسطين_قضيتي#فلسطين_تنتصر #فلسطين #فلسطين_تقاوم #فلسطين_قضية_الشرفاء #غزة_الآن pic.twitter.com/GodSvMPRoz
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 16, 2021
* 17 أيار/مايو 2021
بثّت "سرايا القدس" مشاهد لقصف هدفٍ قرب محطة قطارات "نتيفوت"، بصاروخ "بدر 3" المطوَّر، والذي اعترف العدو بتحقيق إصابته.
#سرايا_القدس تعرض مشاهد لسقوط #صاروخ_بدر 3 المطور بالقرب من قطار مدينة نتيفوت.#غزة_تحت_القضف #غزة_تنتفض #القدس #القدس_أقرب#فلسطين_الملحمة #فلسطين #فلسطين_قضيتي #فلسطين_تنتصر #فلسطين_قضية_الشرفاء #الاقصى #Palestine #Save_Sheikh_Jarrah pic.twitter.com/p1oYTCciOf
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 16, 2021
* 18 أيار/مايو 2021
أعلنت سرايا القدس، مسؤوليتها عن مواصلة القصف الصاروخي للمدن الفلسطينية المحتلة والمواقع والتحشيدات العسكرية في غلاف غزة، برشقات صاروخية ووابل كبير من قذائف الهاون الثقيل، في إطار معركة سيف القدس لليوم التاسع على التوالي، والتي خاضتها المقاومة رداً على اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى والقدس المحتلة.
وقال الخبير العسكري الفلسطيني، واللواء المتقاعد واصف عريقات، إنّ "المقاومة في قطاع غزة باتت تعتمد على سلاح قذائف الهاون كسلاح جديد، نظراً لدقته وقوته التدميرية الهائلة، وإيقاعه الخسائر البشرية والنفسية في صفوف الصهاينة. إذ لا يمكن للجيش الصهيوني، أن يجد لها حلاً".
بالفعل، هذا ما أكده المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أليكس فيشمان، إذ قال إنّ "السلاح الفتاك لدّى الفصائل، ليس الصواريخ بل قذائف الهاون التي لا تتوفر لها وسيلة إنذار مسبق".