القبة الحديدية.. بين الترويج الإسرائيلي وصواريخ المقاومة
ما هي القبة الحديدية؟
القبة الحديدية هي نظام دفاع جوي بالصواريخ بقواعد متحركة، طورته شركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة، والهدف منه اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.
كيف تعمل القبة الحديدية؟
تعمل القبة الحديدية عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها.
وقد تم تجهيز كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل 20 صاروخاً.
لماذا الحاجة إلى القبة الحديدية؟
ظهرت الحاجة المُلحِّة لنظام دفاع جوي يحمي "إسرائيل" من الصواريخ قصيرة المدى، بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز/يوليو من العام 2006، حين أطلق "حزب الله" ما يزيد عن 4000 صاروخ كاتيوشا قصير المدى، سقطت في شمال فلسطين المحتلة، وأدّت إلى مقتل 44 مستوطناً وهرب نحو مليون مستوطن إلى الملاجئ.
تأكدت الحاجة، مع استمرار فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على الإحتلال الإسرائيلي.
في شباط/فبراير من العام 2007، اختار وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتز نظام القبة الحديدية كحل دفاعي، لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن الإسرائيليين. وبدأ تطوير النظام الذي بلغت كلفته 210 مليون دولار، بالتعاون مع جيش الإحتلال الإسرائيلي وقد دخل الخدمة في منتصف العام 2011.
فعالية القبة الحديدية
موضوع فعالية القبة الحديدية مثار جدل، ففي حين تروج "إسرائيل" أن فاعلية القبة الحديدية بلغت 90% وأنها تستحق تكلفتها الباهظة. هناك من انتقد تحديداً هذه الكلفة مقارنة بفاعليتها.
قائد الوحدة 81 للتكنولوجيا الجنرال الإسرائيلي يوسي لانغوتسكي، اعتبر أن القبة الحديدية أثبتت عدم فعاليتها، أظهرت عجزاً في قدرتها على إيقاف صواريخ المقاومة الفلسطينية.
يؤكد لانغوتسكي أن نظام القبة الحديدية له العديد من القيود، بما في ذلك نطاق الاعتراض الفعال للصاروخ قصير الاعتراض، لأنه في كثير من الحالات يتم الاعتراض فوق منطقة الاستهداف، وكذاك لديه قيود في اعتراض الصواريخ الباليستية المتوسط والبعيد، وغير قادرة على التعامل مع الصواريخ القابلة للمناورة والدقيقة.
الصاروخ: أنا رايح فين .. أنا راجع تاني https://t.co/OR16Js8i7p pic.twitter.com/JDTj0RTeNr
— AbdelRahman (@abd_shehadeh) May 13, 2021
تكلفة القبة الحديدية
تقدر تكلفة الصاروخ المُعترض القبة الحديدية ما بين 35 ألف و50 ألف دولار، وأحياناً تصل إلى 62 ألف دولار. وكل إطلاقة لصاروخ القبة الحديدية، تكلف أكثر من 100 ألف دولار.
انتقد المحلل العسكري والأستاذ في جامعة "تل أبيب" رؤوفين بيداتسور في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في العام 2010، وقال إن "القبة الحديدية كانت أضخم عملية احتيال"، وأوضح أن "زمن رحلة صاروخ قسام إلى سديروت هو 14 ثانية، في حين أن نظام القبة الحديدية يحدد ويعترض الصاروخ بعد 15 ثانية. هذا يعني أن النظام لا يمكن اعتراض الصواريخ ذات مدى أقل من 5 كم".
قارن بيداتسور بين تكلفة صاروخ القبة الحديدية وتكلفة صاروخ القسام التي تتراوح ما بين 300 دولار حتى 1000 دولار.
كما وُجهت انتقادات ضد الفعالية المفترضة للقبة الحديدية، من علماء يعملون لحساب شركة رايثيون الأميركية (المتخصصة في تصنيع أنظمة الدفاع) ورافائيل (الشركة المصنعة القبة الحديدية). بعد دراسة لأشرطة فيديو صورت صواريخ المقاومة الفلسطينية وصواريخ القبة الحديدية تعترضها. وخرجوا بنتيجة أن النسبة الحقيقية للاعتراضات الناجحة، هي نحو 5% وليست 84% كما تروّج "إسرائيل".
خلل يصيب القبة الحديدية و اصبحت صواريخها تنزل على المنازل بشكل مباشر pic.twitter.com/mijRnTXV9D
— نبراس الارض (@nebrasal2rd) May 13, 2021
فالاعتراض الناجح للصواريخ، بحسب الخبراء، يجب أن يظهر انفجارين، أحدهما لصاروخ تامير (القبة الحديدية) والآخر للصاروخ أو القذيفة التي يتم اعتراضها. ولكن، أشرطة الفيديو لا تظهر في معظم الأحيان سوى انفجار صاروخ تامير.