قصة علم فلسطين.. من الثورة العربية إلى الثورة الفلسطينية
علم فلسطين
يتكون علم فلسطين من 3 خطوط أفقية متماثلة، هي من الأعلى للأسفل: أسود وأبيض وأخضر. وعلى جانبها مثلث أحمر متساوي الساقين قاعدته عند بداية العلم. القاعدة تمتد عمودياً، ورأس المثلث واقع على ثلث طول العلم أفقيا.
علم فلسطين أيام الانتداب البريطاني
خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، ما بين 1920–1948، تم استخدام علم فلسطين على أساس أنه راية مدنية بريطانية، كان اللون الأحمر يعنى الاتحاد فى كانتون، ودائرة بيضاء مع اسم ولاية فلسطين باللغة الإنكليزية مزركشة بداخلها، وانتهى استخدامه عندما انتهى عهد الانتداب فى العام 1948.
لم يعترف الفلسطينيون بهذا العلم، لا شعبياً ولا رسمياً، إنما كان يرفع فوق المؤسسات الحكومية التابعة لحكومة الانتداب فقط.
من صمم علم فلسطين؟
صمم الشريف حسين الشكل الأساسي للعلم الحالي، على أنه علم الثورة العربية في العام 1916، وكانت ألوانه، من الأعلى للأسفل: أسود وأخضر وأبيض، مع المثلث الأحمر. واستخدم الفلسطينيون العلم في إشارة للحركة الوطنية الفلسطينية في العام 1917. وفي العام 1947 فسر حزب البعث العربي العلم كرمز للحرية والوحدة العربية.
أعاد الفلسطينيون تبني العلم في المؤتمر الفلسطيني في غزة في العام 1948.
تم الاعتراف بالعلم الفلسطيني من قبل جامعة الدول العربية على أنه علم الشعب الفلسطيني، وكذلك أكدت منظمة التحرير على ذلك فى المؤتمر الفلسطيني فى القدس في العام 1964.
علم فلسطين رسمياً
في الاجتماع الأول للمجلس الوطني الفلسطيني في الـ28 من أيار/مايو من العام 1964، وحين وضع المجلس ميثاقه القومي، نصت المادة (27) منه على أن يكون لفلسطين علم وقسم ونشيد، وحددت ألوانه بالترتيب كالتالي: أخضر فأبيض ثم أسود مع مثلث أحمر.
في 1 كانون الأول/ديسمبر من العام 1964، وضعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نظاماً خاصاً بالعلم يحدد مقاييسه وأبعاده، وحلّ اللونان الأسود والأخضر كلٌ محل الآخر.
مع انطلاق الثورة الفلسطينية في 1 كانون الثاني/يناير من العام 1965، اتخذت العلم شعاراً لها. وفي 15 من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1988، تبنت منظمة التحرير الفلسطينية العلم ليكون علم الدولة الفلسطينية، التي أعلنت من جانب واحد.
في العام 1967، أقرت "إسرائيل" قانوناً يحظر علم فلسطين، ويمنع إنتاج أعمال فنية تتكون من ألوانه الأربعة.
لكن، في 11 من أيلول/سبتمبر من العام 2015 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع علم فلسطين في مقرها في نيويورك، بقرار وافقت عليه 119 دولة وامتنعت عن التصويت 45 دولة بينما عارضته 8 دول.
في الـ3 من كانون الأول/ديسمبر من العام 2005 صدر مرسوم رئاسي فلسطيني، يحمل الرقم 29 بشأن تحديد أبعاد العلم الفلسطيني.
قانون حرمة علم فلسطين
في الـ22 من كانون الأول/ديسمبر من العام 2005، صدر قانون حرمة العلم الفلسطيني الذي يحمل الرقم (22) للعام 2005، يحدد ألوان العلم ومقاييسه، وكيفية احترامه وأين يرفع والعواقب لمن يخالف أحكام القانون.
يرفع العلم الوطني الفلسطيني على المباني الحكومية، والمطارات، والقواعد العسكرية، والمنشآت والمقار الرسمية داخل وخارج فلسطين، ليلاً ونهاراً.
فرض هذا القانون على الجميع، احترام العلم، وحظر الإساءة إليه أو الاستهانة به قولاً أو فعلاً. وأكد على الجهات كافة، وكذلك الأفراد، الملزمين برفع العلم، وجوب المحافظة على نظافته وصيانته بما يليق بمكانته وبرمزيته.
حدد القانون رفع العلم الفلسطيني على جميع مقار السلطة الوطنية، ووزارتها، والمؤسسات والمكاتب التابعة لها، ومؤسسات القطاع العام كافة، ومقار أجهزتها، وقواتها، وممثلياتها بالخارج وفي الأعياد والمناسبات الوطنية كافة. وحظر رفع أي علم غير العلم الفلسطيني على الدوائر والمؤسسات الحكومية والأماكن العامة. كما حظر رفع أي علم أو شارة على شكل علم فوق مستوى العلم الفلسطيني في المكان الواحد.
ينكس علم فلسطين، بحسب القانون، بقرار وزاري عند الضرورة ولفترة زمنية محددة ولأسباب يعلن عنها في القرار نفسه.
رفع علم فلسطين تضامناً
لكن، لا يُستخدم العلم الفلسطيني فقط وفق محددات "قانون رفع العلم الفلسطيني" فحسب، فمناصرة القضية الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه المنظمة بحق المدنيين الفلسطينيين العُزَل، جعلت من العلم الفلسطيني رمزاً للحرية وللتضامن مع القضية الفلسطينية وتعبيراً عن تبني حق الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
هذا التضامن الآخذ بالاتساع، متخطياً العالمين العربي والإسلامي وبعض الدول اللاتينية ليجتاح شعوب العالم بأسره، التي نزلت إلى الشوارع تنديداً بجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي الموصوفة ومجازره بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، ومحو عائلات بأكملها من السجلات المدنية، ومحاولات "إسرائيل" المستمرة لتهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج أرضه. كل هذا يُرمز إليه برفع العلم الفلسطيني إلى جانب الكوفية.
- جماهير سيلتك الاسكتلندي تتضامن مع نابلس وترفع علم فلسطين (فيديو):
- جمهور مسرح "لا سكالا" في ميلانو يرفع العلم الفلسطيني ولافتات كتب عليها "أوقفوا تفجير غزة" تضامناً مع غزة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي عليها (فيديو):
وفي لندن، عبّر ناشطون ناشطون من "منظمة العمل من أجل فلسطين" عن تضامنهم مع فلسطين باقتحام احد اجتماعات "القمة الدولية للمركبات" الذي انعقد في بريطانيا ويناقش مكونات الأسلحة الفعالة من حيث التكلفة، احتجاجاً على مشاركة مُمثلين عن مصانع أسلحة إسرائيلية فيه، ومصانع أوروبية توفر الأسلحة لجيش الاحتلال الاسرائيلي. الناشطون اقتحموا الاجتماع حاملين العلم الفلسطيني.
رفع العلم الفلسطيني رمزاً للتضامن مع القضية الفلسطينية ضدَ جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ليس بجديد.
وقد دأب كثير من المشاهير غير الفلسطينيين على رفع علم فلسطين في مناسبات جماهيرية كثيرة، خصوصاً في المجال الرياضي. كما فعل لاعبا "ليستر سيتي" حمزة تشودري وزميله الفرنسي ويسلي فوفانا.
فقد حرص اللاعب تشودري هو وزميله الفرنسي فوفانا، قبل عامين، على رفع علم فلسطين أثناء احتفاله مع فريقه بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي، تأكيداً على تضامنهما مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي.
حمزة شودري لاعب وسط ليستر سيتي لم يترك علم فلسطين خلال الاحتفالات ومراسم التتويج🇵🇸👏🏾👏🏾👏🏾 pic.twitter.com/ptT2oiMRjV
— كريم (@KarimRizk8) May 15, 2021