أوضاع أسرى القدس المحكومين مؤبدات في سجون الاحتلال
تجاوز عدد الاسرى الفلسطنيين في سجمون الاحتلال 4500 أسير بينهم 37 أسيرة وحوالى 700 مريض وحوالى 180 طفلاً قاصراً.
ولأن اليوم هو يوم القدس سوف نتوقف عند أسرى مدينة القدس، الذين يقدر عددهم بحوالى 520 أسير على رأسهم 41 أسير محكومين بالمؤبد. سوف نتوقف عند حالتي عميد أسرى القدس سمير أبو نعمة والأسير الكفيف علاء بازيان.
يعتبر سمير ابو نعمة عميد أسرى القدس هو أقدم سجين مقدسي، وقد مضى على أسره 35 عاماً.
اعتقلت قوات الاحتلال أبو نعمة في 20 تشرين الأول/ اكتوبر 1986 من شارع صلاح الدین في القدس المحتلة، وتم نقله إلى معتقل المسكوبیة حیث تعرض لتحقیق قاسٍ، و قد وجّه له الاحتلال تھمة الإنتماء لحركة "فتح"، وتفجیر باص في یافا عام 1983 ،مما تسبب بقتل 6 إسرائیلیین وجرح عدد كبیر منھم، كما قام بتزوید منفذي عملیة باب المغاربة بالسلاح، والتي قتل فیھا جندي إسرائیلي وجرح 69 ، وحكمت علیھ المحكمة الإسرائيلية بالسجن مدى الحیاة.
یعاني الأسير أبو نعمة من آلام متواصلة في یده الیمنى نتیجة للتعذیب الذي تعرض له، وآلام حادة في مركز الأعصاب في العامود الفقري أو ما یسمى "دیسك" بالرقبة، وكسر في الأنف، وآلام في الأذن، وأجریت لھ عدة عملیات جراحیة.
وتعرض سمیر للعقوبات والعزل عدة مرات داخل السجن، و قد تحرر جمیع أبناء مجموعته ضمن صفقة "وفاء الأحرار" قبل 9 سنوات، وقد حرمه الاحتلال من التحرر في صفقات التبادل عدة مرات، و ھو أحد الأسرى المدرجین ضمن الدفعة الرابعة للإفراجات التي تراجع عنھا العدو. وقد تنقل في كافة السجون و یقبع حالیاً في سجن رامون الصحراوي.
الأسير الكفيف علاء الدين بازيان
هو من سكان حارة السعدية، وهي على بعد أمتارٍ قليلة من المسجد الأقصى المبارك.
ما إن بلغ علاء الـ17 من عمره، وتحديداً في عام 1975، بدأت ملامح الوعي الوطني والاستعداد لمقاومة الاحتلال تظهر عليه، حيث كان في ذلك الوقت يعمل في مهنة الدهان مع والده في القدس. وبعد ذلك بعامين ترجم علاء ذلك الوعي عملاً مقاوماً حينما انضم لمجموعة فدائية تتبع حركة “فتح” عام 1977 ونفذ عدة عمليات فدائية.
وفي العام 1979، أعدّ الأسير بازيان برفقة الشهيد كمال النابلسي، تركيب عبوةً ناسفة إلا أن خللاً فيها أدى لاستشهاد كمال، وفقدان علاء بصره. لاحقاً، سمّى علاء ابنه البكر "كمال" تميناً برفيقه الشهيد.
دهمت قوات الاحتلال مكان انفجار العبوة التي صنعها علاء وكمال في جبل المكبر جنوبي شرق القدس، ونقلت بازيان إلى مشفى “هداسا عين كارم” الإسرائيلي، ثم بدأت مخابرات الاحتلال بالتحقيق معه، رغم جروحه وفقدانه البصر، ليبدأ مسلسل تعذيبه داخل المشفى.
تواصل التحقيق القاسي معه في زنازين "المسكوبية" الواقعة غربي القدس ، واستمرّ لمدة 18 يوماً، صمد خلالها رافضًا الاعتراف بشيء، ليتم تحويله لسجن “اللد”. وبعد 6 شهور من الاعتقال، حكمت محكمة الاحتلال على بازيان بالسجن لمدة 5 سنوات، وبعد الاستئناف تم تخفيض الحكم لسنتين، وعقب الإفراج عنه، سافر إلى عمّان وبيروت لتلقّي العلاج وإزالة شظايا العبوة من عينه.
في 4 كانون الأول/ ديسمبر عام 1981 اعتقلت قوات الاحتلال بازيان عقب اعتقال معظم أفراد الخلية التي يعمل معها، وبسبب التحقيق القاسي، استشهد رفيقه خليل صندوقة تحت التعذيب، وتم الحكم هذه المرة على بازيان بالسجن لمدة 20 عاماً، على الرغم من عدم اعترافه بأيٍ من التهم الموجهة له.
قضى بازيان 4 سنوات في سجون الاحتلال، وفي الـ21 من شهر أيار/ مايو عام 1985 تم الإفراج عنه إلى جانب 1150 أسيراً فلسطينياً في صفقة تبادل أسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، التي كانت تحتجز أربعة جنود إسرائيليين، تم أسرهم خلال حرب عام 1982 في جنوب لبنان.
خلال فترة السبعينات والثمانينات برزت ظاهرة "زكي المختار وأم العبد"، وهما شخصيتان إسرائيليتان. وبتنسيقٍ مع مخابرات الاحتلال افتتح "إسحاق بن عافوديا" وهو الاسم الحقيقي لزكي المختار، مكتباً لزوجته "زهافا بن عافوديا" أو "أم العبد" في عمارة هندية بشارع نابلس في القدس.
كان الهدف من هذا المكتب تسيير وتسهيل معاملات الفلسطينيين لدى سلطات الاحتلال بمقابلٍ مادي، ولاستقطاب العملاء للعمالة مع الاحتلال.
صباح اليوم الـ13 من شهر نيسان/ أبريل عام 1986 وبينما كان "زكي المختار" يقدم برنامجه عبر أثير إذاعة الاحتلال، اقتحمت مجموعة فدائية مكونة من 5 أشخاص من بينهم؛ علي بدر مسلماني وخالد محيسن، عمارة هندية وأطلقت النار على “زهافا بن عافوديا” (أم العبد) وأردتها قتيلة.
وفي الـ27 من الشهر ذاته، أطلق المقدسيّان عصام جندل وعمر الخطيب النار على بريطاني فأردياه قتيلًا، وذلك خلال تجوله في أزقة البلدة القديمة للقدس.
كان بازيان المسؤول عن تلك المجموعتين الفدائيتين وغيرهما. وبعد حملة اعتقالات وملاحقات أمنية شنتها سلطات الاحتلال في القدس، اعتُقل بازيان، ومجموعته في الـ29 من شهر نيسان/ أبريل عام 1986.
تم الحكم على جميع أفراد الخلية بالسجن مدى الحياة، وخلال المفاوضات لإتمام صفقة وفاء الأحرار بين عامي 2009 و2011، كان بازيان على رأس قائمة أسرى القدس المُطالب بالإفراج عنهم بعد أن أمضى 25 عاماً في سجون الاحتلال، وتنسّم الحرية في الـ18 من شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 2011 ليعود لحضن القدس وحارة السعدية.
وأعاد الاحتلال اعتقال 51 محرّراً ممن أُفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار"، معظمهم من القدس والخليل، وكان بازيان من بينهم، ليُعاد له حكمه السابق بالسجن المؤبد.