"مستعدون لأسوأ سيناريوهات".. روسيا: سنضطر للدفاع عن مواطنينا في دونباس

روسيا تؤكد أنها "سترد على أي خطوات غير ودية للولايات المتحدة"، وتشير إلى أنها "لن تسمح لأحد بتهديدها أو فرض إملاءات عليها".
  • روسيا: إشعال فتيل العمليات العسكرية في دونباس سيكون بداية النهاية لأوكرانيا كدولة

ذكرت وكالة "تاس" الروسية نقلاً عن مسؤول في الكرملين، اليوم الخميس، أنّ روسيا ستضطر للدفاع عن مواطنيها بناءً على حجم الصراع.

وقال نائب رئيس الإدارة الرئاسية الروسية ديمتري كوزاك، إن "روسيا ستضطر للدفاع عن مواطنيها في دونباس إذا تطور الوضع هناك وفقا لسيناريو سريبرينيتسا (البوسنة)".

كما أشار كوزاك في ندوة عبر الفيديو، نظمها معهد "بريماكوف" للعلاقات الدولية، إلى أنّ "كل شيء يعتمد على إبعاد الحريق الذي قد يندلع. إذا وقعت هناك سريبرينيتسا جديدة، كما يقول رئيسنا، فمن المحتمل أن نضطر للدفاع عن مواطنينا".

نائب رئيس الإدارة الرئاسية الروسية أكد أنّ "إشعال فتيل العمليات العسكرية في دونباس سيكون بداية النهاية لأوكرانيا كدولة"، مضيفاً أن "انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي سيؤدي إلى انهيار أوكرانيا".

وأعرب كوزاك على تأييده التقييمات الموجودة داخل أوكرانيا بأن "بداية العمليات القتالية هي بداية النهاية لأوكرانيا". وسأل: "أين الناتو، وأين الصراع في أوكرانيا، وأين المنطق؟".

وكان المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف، قال الثلاثاء، إن انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو" لن يحلّ مشكلة دونباس، مضيفاً أن تحرك القوات الروسية "شأنٌ داخلي ولا يهدد أوكرانيا".

بدوره، أعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، عن قلقه بسبب "القوات الروسية المنتشرة على طول الحدود مع أوكرانيا"، داعياً موسكو إلى "توضيح نواياها المتعلقة بنشر قواتها على طول الحدود مع أوكرانيا".

كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها المتزايد من الحشود العسكرية الروسية عند حدود أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم.

ساكي:  عدد العسكريين الروس عند حدود أوكرانيا لم يسبق أن كان بهذا الحجم منذ 2014

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، اليوم الخميس، إن "الولايات المتحدة قلقة في شكل متزايد من التصعيد الأخير للهجمات الروسية في شرق أوكرانيا، خصوصاً تحركات القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية".

وأضاف ساكي أنها "مؤشرات تثير قلقاً كبيراً"، موضحة أن عدد العسكريين الروس عند حدود أوكرانيا لم يسبق أن كان بهذا الحجم منذ 2014.

وكانت شبه جزيرة القرم قد عادت إلى روسيا، بعد تصويت الأغلبية الساحقة من سكانها لصالح هذه الخطوة في الاستفتاء الشعبي الذي نظم في مارس عام 2014، وذلك على خلفية إسقاط "حكومة يانوكوفيتش" واندلاع صراع مسلّح في جنوب شرقي أوكرانيا بين حكومة كييف وجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" المعلنتين من جانب واحد.

وأعلنت سلطات جمهورية "دانيتسك" الشعبية في وقتٍ سابق، أن القوات الأوكرانية خرقت نظام وقف إطلاق النار في المنطقة. وأشارت إلى أن الجيش الأوكراني استخدم قذائف مدفعية محرمة بموجب اتفاقيات "مينسك" لوقف إطلاق النار في تموز/يوليو الماضي.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن "انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا تمّ بتوافق تام مع القوانين الدولية"، مشيراً إلى أن "القرم ستبقى إقليماً روسيا إلى الأبد، وأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة لن يغير من هذا الأمر شيئاً".

يأتي ذلك في وقت تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم الولايات المتحدة "الثابت" لـ"سيادة أوكرانيا" خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

لافروف: روسيا سترد على أي خطوات غير ودية للولايات المتحدة

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، أن روسيا "سترد على أي خطوات غير ودية للولايات المتحدة".

وذكر لافروف خلال اجتماعه مع نظيره الكازاخستاني، تعليقاً على طرد دبلوماسيين روس: "هذا من الصعب التعليق عليه. سنرد على أي خطوات غير ودية، وهذا بديهي. حتى الآن لم أر أي خطوات محددة، لم يتم الإعلان عن أي شيء. قرأت تقارير تفيد بأن الإدارة الأميركية انتهت من مراجعة الأعمال العدائية لروسيا. بطريقة ما فعلوا ذلك بسرعة".

وأضاف لافروف: "روسيا على علم بأن الولايات المتحدة طلبت من الحلفاء سراً نقل بيانات الرحلات إليهم بعد إعلان انسحابها من معاهدة الأجواء المفتوحة".

وزير الخارجية الروسي أشار إلى أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها شركاء "غير موثوق بهم ولا يمكن الاعتماد عليهم"، معتبرا أن "تصريحات الولايات المتحدة بشأن استعدادها لبناء علاقات يمكن التنبؤ بها مع روسيا يبدو غير مقنع وموسكو تنتظر إجراءات ملموسة".

كما أكد لافروف: "نحن نعلم على وجه اليقين أن الأميركيين خلال كل تلك الأشهر التي أعقبت إعلان انسحابهم من المعاهدة، أقنعوا حلفائهم بالتعهد بنقل مثل هذه البيانات على نحو خفي وسري".

الكرملين: روسيا مستعدة لأسوأ سيناريوهات تطور العلاقات مع الولايات المتحدة

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أنّ "روسيا لن تسمح لأحد بتهديدها أو فرض إملاءات عليها، بما في ذلك الولايات المتحدة".

كلام بيسكوف جاء خلال مؤتمر صحفي أوضح فيه أنّ "روسيا مستعدة لأسوأ سيناريوهات تطور العلاقات مع الولايات المتحدة".

ورداً على سؤال حول إذا ما كانت روسيا تدرس سيناريوهات عقوبات جديدة وتستعد لمقاومة القيود والعقوبات الجديدة، قال: "كما ترون، فإن العداء وعدم القدرة على التنبؤ بأفعال الجانب الأميركي ككلّ يلزمنا بالاستعداد لأسوأ السيناريوهات".

وتابع بيسكوف: "عندما يكون لديك محاور عدواني بدرجة كافية ولا يمكن التنبؤ به، بطبيعة الحال، فأنت في حالة تعبئة طوال الوقت. لكن بشكل عام، الأسئلة التي تطرحونها حول العلاقات الروسية الأميركية أكثر بكثير من حجم هذه العلاقات".

تزامناً مع ذلك، توجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، إلى الخطوط الأمامية للنزاع الدائر في شرق البلاد، حيث تتزايد الاشتباكات المسلحة.

المصدر: وكالات