روسيا تهدد باتّخاذ "إجراءات" في حال تدخل الغرب عسكرياً في أوكرانيا
حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أن محاولات إشعال حرب جديدة في منطقة دونباس الأوكرانية ستدمر هذا البلد.
لافروف قال في مقابلة مع "القناة الأولى" الروسية، أمس الخميس، إن "الكثير من الجنود، يدرك حجم الضرر الذي قد ينجم عن أي عمل يشعل صراعاً ساخناً"، معرباً عن أمله "ألا يتمكن السياسيون الذين يحركهم الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، من استفزاز الجنود". وأشار إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأزمة، وقال إن "الذين يحاولون افتعال حرب جديدة في دونباس سيدمرون أوكرانيا، قالها بوتين قبل فترة وهذا لا يزال سارياً".
وفي وقت سابق، قال لافروف، إن بلاده "سترد على أي أعمال عدوانية بحقها". وذلك بعد إبداء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قلقه من الحشد العسكري الروسي قرب الحدود مع أوكرانيا.
من جهته، أكد الكرملين اليوم الجمعة، بأن موسكو "قد تضطّر لاتّخاذ إجراءات إضافية لضمان الأمن، في حال أرسلت دول غربية قوات إلى أوكرانيا"، في ظل التقارير التي تتحدّث عن تكثيف روسيا تواجدها العسكري عند الحدود.
الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال للصحافيين "لا شك في ان سيناريو كهذا، يزيد التوتر قرب الحدود الروسية". وأضاف "بالطبع، سيستدعي ذلك إجراءات إضافية، من قبل روسيا لضمان أمنها". لكنه شدد على أن بلاده "لا تهدد" أوكرانيا.
في الإطار نفسه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية اليوم الجمعة، "أن الحديث عن صراع آت بين أوكرانيا وروسيا، لا أساس له من الصحة ومزيف تنشره بشكل أساسي السلطات الأوكرانية". مضيفاً أن "روسيا ليست مهتمة بأي صراع مع أوكرانيا، وخاصة الصراع العسكري".
رودينكو قال إن روسيا "تقوض بأي شكل من الأشكال، جهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فقد صوتت روسيا لتمديد ولاية بعثة المراقبة الخاصة". وأضاف قائلا "نتوقع أن تستمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالمساهمة في تسوية الوضع في أوكرانيا وتخفيف التوترات في دونباس".
وفي الـ26 من آذار/مارس الماضي، تصاعد التوتر مجدداً في دونباس، عقب مقتل 4 جنود أوكرانيين وإصابة اثنين آخرين، جراء إطلاق نار، قيل إنه من قبل المعارضين للسلطة الوكرانية.
وفي كلمة أمام البرلمان في 30 من آذار/مارس الماضي، صرح رئيس هيئة الأركان الأوكراني رسلان خومتشاك، أن روسيا أرسلت قوات إلى مناطق قريبة من حدود أوكرانيا، "بذريعة" إجراء مناورات عسكرية.
المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قال من جهته، أنه "لا يمكن أن نتجاهل الاعتداء الروسي على أوكرانيا ونعرف أن هناك تقارير حول تحركات عسكرية روسية وسنتحدث عن مخاوفنا بشأن تلك الأنشطة".
كما لفت إلى أن "أميركا قلقة من التحركات العسكرية الروسية شرق أوكرانيا و الأنشطة المزعزعة لاستقرار أوكرانيا"، مضيفاً "نحن نبحث عن علاقات مستقرة مع روسيا رغم الخلافات".
في مقابل ذلك، قال المتحدث باسم "الكرملين" ديمتري بيسكوف، في تصريح له أمس الخميس، إن "روسيا تحرّك قواتها المسلّحة بحسب تقديرها لما هو مناسب"، مضيفاً "يجب ألا يقلق أحد وألا يمثّل (الأمر) تهديداً لأحد". نافياً مشاركة الجنود الروس في النزاع المسلح في أراضي أوكرانيا، وأشار إلى أن ذلك "لم يحدث قط".
وفيما يتعلق بحل الأزمة في "دونباس"، اتخذت مجموعة الاتصال الثلاثية المكونة من روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قرارا شاملا لوقف إطلاق النار في 27 تموز/يوليو من العام 2020.
هذا وتتواصل الاشتباكات بشكل متقطع في "دونباس" بين القوات الأوكرانية والمعارضين للسلطة الأوكرانية.