هيئة قناة السويس: سرعة الرياح والعاصفة الترابية ساهمتا في حادثة جنوح السفينة
أكّد رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، اليوم السبت، أنه "لا توجد وفيات أو إصابات أو تلوث ناتج عن جنوح السفينة في القناة".
وفي مؤتمر صحفي لشرح ما تمّ من إجراءات خلال الأيام الماضية في محاولة تعويم السفينة، أشار ربيع إلى أن "السفينة الجانحة أغلقت المجرى الجنوبي للقناة"، مؤكداً أنها "اخترقت ضفة القناة بعد جنوحها".
وقال "إن سوء الأحوال الجوية لم يكن السبب الرئيسي لجنوح سفينة الحاويات الضخمة بالمجرى المائي"، مشيراً إلى "احتمال وجود خطأ فني أو بشري، بانتظار نتائج التحقيق".
وقال من مدينة السويس "لم تكن الرياح والعاصفة الترابية السبب الرئيسي في جنوح السفينة لكن هذا ما في يدنا الآن .. وقد يكون خطأ فنياً أو خطأ شخصياً .. سيظهر كل ذلك في التحقيقات".
وأضاف "لا أظن أنها حادثة متعمدة، وقد طلبنا من ربان السفينة التحفظ على جميع الوثائق المكتوبة والمصورة والمسجلة، لحين اتمام التحقيقات بعد تعويم السفينة".
وتابع "كنا متفائلين للغاية بالأمس والسفينة كانت تتجاوب ... وربما ننتهي اليوم أو غدا معتمدين على الموقف الحالي وسرعة المد والجزر".
وأشار ربيع إلى أن "عدد السفن المنتظرة حتى الآن للعبور في القناة 321 سفينة"، مؤكّداً أنه "يتم تقديم كافة الخدمات اللوجستية للسفن".
وأوضح أنه تمّ تشكيل غرفة عمليات لوضع خطة عمل للتعامل مع جنوح السفينة، مشيراً إلى أن "الحادث وقع بالمدخل الجنوبي للقناة".
كذلك أكّد أن "سرعة الرياح والعاصفة الترابية ساهمتا في وقوع الحادث"، موضحاً أن "عدة دول قدمت عروضاً للمساعدة، والهيئة تدرس الاستعانة بهم كخطة بديلة".
وأوضح المسؤول المصري أنه "تمّ توسيع عمليات الحفر حول السفينة للمساعدة على تعويمها"، واصفاً العملية بـ "المعقدة"، ومؤكّداً أن "السفينة الجانحة لم تتحرك حتى الآن، ولكن المؤخرة بدأت بالتحرك الليلة الماضية".
وكانت الشركة المشغلة للسفينة الجانحة بقناة السويس، أعربت أمس الجمعة عن فشل محاولات إعادة تعويم السفينة، موضحة أن التحقيقات الأولية تستبعد أي خلل فني أو في المحرك كسبب لجنوحها.
وعلقّت هيئة قناة السويس الخميس، حركة الملاحة بشكلٍ مؤقت، فيما تواصل 8 زوارق، جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة، تعرضت للجنوح في الجزء الجنوبي من القناة، قبل 3 أيام.
وتسبب جنوح سفينة الحاويات في إغلاق الشريان الدولي وحدوث زحمة في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط. وما حصل دفع بعض السفن الى تغيير طريقها باتجاه رأس الرجاء الصالح.
السفينة "Evergreen" التي يبلغ وزنها 220 ألف طن وطولها 400 متراً وعرضها 59 متراً، تعثرت الثلاثاء على ضفتيّ القناة بعد هبوب رياح قويّة، وفشلت عدة محاولات لإعادة تعويمها.
وأظهرت الصور الملتقطة من سفينة أخرى في القناة، استقرار السفينة بزاوية أغلقت الممر المائي، كما تظهر أنّ الحفارات التي أرسلتها السلطات المصريّة لمحاولة تحريرها، صغيرة جداً وغير مناسبة.
يذكر أنّ السفينة، التي تحمل مئات الحاويات المتجهة من الصين إلى ميناء روتردام في هولندا، هي من أكبر سفن الحاويات العاملة، وتديرها شركة الشحن التايوانيّة Evergreen ومسجلّة في بنما.
ويمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يومياً عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كم، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.