بعد جنوح السفينة في قناة السويس.. هل من خرائط مائية جديدة تعد للمنطقة؟
قناة السويس أحد أهم الممرات المائية في العالم، مشلولة. جنحت سفينة فتسببت بتعطيل ثم تعليق العمل في أحد أهم شرايين التجارة العالمية، هل نحن أمام حادث طبيعي أو مدبر؟ الثابت أن الكارثة ستصب في صالح ممرات مائية بديلة.
علامات الاستفهام تبرز أيضاً مع إعادة تسليط الضوء على وثيقة سرية تعود إلى عشرات السنين عن مخطط أميركي لفتح ممر بحري بديل لقناة السويس في صحراء النقب المحتلة.
في تقدير تقريبي يفيد تقرير لـ"بلومبيرغ" أن تكلفة انسداد القناة تبلغ نحو 400 مليون دولار في الساعة الواحدة، ويقول خبراء إن الحادث تسبب بارتفاع أسعار خام برنت بنحو 3% فتجاوز سعر البرميل الواحد 60 دولاراً.
وفي تقرير لـ"وول ستريت جورنال" إشارة إلى أن أكثر من 100 سفينة تنتظر عبور القناة وتأكيد بأن هناك كارثة وتداعيات عالمية خطرة للغاية إذا ما استمرت الأزمة لخمسة أيام أخرى.
ليس هناك سوى طريقين بحريين بديلين هما: طريق رأس الرجاء الصالح وطريق القطب الشمالي، ولكن هناك ممرات مائية عديدة هي: هرمز ومالاقا وباب المندب والبوسفور والدردنيل وقناة بنما ومضيق جبل طارق.
إقفال القناة إذا كان عرضياً أو مدبراً فإنه يشي باستغلاله لإحياء مخططات أميركية ــ إسرائيلية قديمة متجددة لكن وضعها على السكة لمصلحة ميناء حيفا تدفع إليه السعودية والإمارات.
يبقى اللافت ما في الوثيقة السرية التي كشف عنها قبل 100 عام وأعاد موقع "business insider" نشرها وتفيد بنية الولايات المتحدة بناء قناة بديلة لقناة السويس تمر عبر صحراء النقب. "إسرائيل" هنا ومع حضور معادلة حيفا مقابل مرفأ بيروت المدمر لا يمكن عندها سحب فرضية التورط الإسرائيلي من خلفية الأزمة برمتها.
25 قنبلة نووية لشق قناة كبديل استراتيجي من قناة السويس تمر عبر صحراء النقب المحتلة، واشنطن كانت تنظر في هذه الخطة في ستينييات القرن الماضي. وهذه المعلومات كانت مضمون وثيقة سرية كشف عنها عام 1996 وأعاد موقع businessinsider التذكير بها، واقترحت الخطة القيام بعملية حفر نووي على سطح البحر بطول 257 كم عبر صحراء النقب.
أحد المسارات المحتملة التي اقترحتها المذكرة، يمتد عبر صحراء النقب في فلسطين المحتلة ويربط البحر المتوسط بخليج العقبة ويفتح منافذ على البحر الأحمر والمحيط الهندي. وكانت هذه المذكرة تتوقع في ذلك الحين أن تكون المشكلة الوحيدة التي يمكن أن تقف عائقاً أمام تنفيذ الخطة هي المعارضة الشديدة لدول الطوق
الوثيقة المسربة قد تكون غيض من فيض الوثائق السرية التي سعت إليها أميركا قبل احتلال فلسطين وبعدها أحدها نشره تيودور هرتزل في كتابه "الأرض القديمة ــ الجديدة" عن المدعو إبراهام بن إبراهام لربط خليج حيفا بالبحر الميت عبر غور بيسان، استكمالاً لخطة الأميركي وليام آلان لربط البحر الأحمر بخليج حيفا.
في هذا الاتجاه أماطت موجة التطبيع الأولى اللثام عما يسمى قناة البحرين بين الأحمر والمتوسط، بهدف تنصيب الريادة الإسرائيلية فوق الاقتصاد العربي وفي السياق إعمار صحراء النقب بالمستوطنين، بموازاة مدينة نيوم السعودية وتوفير المياه الثقيلة المجانية لمفاعلات ديمونة.
الكلفة المالية الباهظة لشق القناة في الصحراء تتبرع بتوفيرها السعودية والإمارات، كما تتبرع بخط سكة الحديد إلى ضفاف الجزيرة العربية من ميناء حيفا الموعود بالسيادة على المتوسط بعد تفجير ميناء بيروت.
مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، لفت إلى أن "جنوح السفينة العملاقة في قناة السويس فتع الأعين على سيناريوهات أعدت في السنين الماضية".
وفي حديث مع الميادين، قال الرنتاوي، إنه "نحن أمام عقدة مهمة لتهميش قناة السويس عبر شق طريق سريع بين أبو ظبي وتل أبيب"، مشيراً إلى "شكوك مصرية من المساعي الإسرائيلية لإقامة شبكة سكك حديد بين تل أبيب ودول خليجية".
وأوضح أن "اتهام الجيش المصري والسلطة المصرية بالمشاركة في مؤامرة ضد قناة السويس أمر غير صحيح"، منوهاً إلى أن "مصر أكبر من أن تكون أداة في يد الامارات وإن كانت تعاني من ضعف ما".
الرنتاوي أكد أن "إسرائيل هي المستفيدة من تعطيل قناة السويس وضرب مرفأ بيروت"، مضيفاً: "أعتقد أن إسرائيل ستعرض أمام العالم بدائل وطرقاً أكثر أماناً من قناة السويس".
#المسائية | حادثة جنوح السفينة في #قناة_السويس، هل هي خلل فني أم عمل مدبر؟ @OraibAlRantawi pic.twitter.com/xxVuomvloV
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 26, 2021
من جهته، قال الخبير في القانون الدولي، محمود رفعت، إن "الاهمال الكبير لكارثة السفينة العالقة في قناة السويس يثير الشكوك"
وأضاف رفعت للميادين أن "هناك تفريط في قناة السويس لمصلحة المشاريع الإسرائيلية والممرات التي تسعى إليها تل أبيب"، مشدداً على أن "قناة السويس هدف واضح للإمارات وإسرائيل وربما تكون السعودية مشاركة معهما في الخفاء".
#المسائية | الخبير في القانون الدولي محمود رفعت: الإهمال الكبير لكارثة السفينة العالقة في #قناة_السويس يثير الشكوك.@DrMahmoudRefaat pic.twitter.com/AhhvUj8HwD
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 26, 2021
بدوره، الخبير في الشؤون الاقتصادية زياد ناصر الدين، قال للميادين إن "اتفاقيات التطبيع وخصوصاً التجارية جرت مباشرة بعد تدمير مرفأ بيروت".
ناصر الدين أوضح أن "الإمارات لم تستثمر في أي دولة عربية كما إسرائيل"، معتبراً أن "الأحادية الأميركية في الاقتصاد العالمي كسرت ولم يعد بمقدور واشنطن فرض شروطها".
#المسائية | الخبير في الشؤون الاقتصادية زياد ناصر الدين: اتفاقيات #التطبيع وخصوصاً التجارية جرت مباشرة بعد تدمير #مرفأ_بيروت.@ZiadNasereddine#قناة_السويس pic.twitter.com/f7dEM3pFSy
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 26, 2021
قناة السويس تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وتوفر أقصر رابط بحري بين آسيا وأوروبا يمر عبرها يومياً نحو 30% من حاويات الشحن في العالم وهي الممر الاستراتيجي لنحو 12% من التجارة العالمية.
وعلى طول قناة السويس أيضاً، يمر أكثر من 50 سفينة يومياً وهي مهمة على نحو خاص كطريق للنفط والغاز الطبيعي المسال، حيث تتيح القناة وصول الشحنات من الشرق الأوسط إلى أوروبا.