البردويل: حماس لن تتجه لدعم مروان البرغوثي أو الرئيس عباس

عضو المكتب السياسي في حماس يؤكد أنّ الحركة متجهة برؤية واحدة مفادها عدم السماح بتفجير لقاءات الحوار الوطني في القاهرة، ويستبعد إمكانية تأجيل الانتخابات لوجود إرادة دولية وأوروبية ضاغطة على إجرائها.
  • صلاح البردويل: حماس متجهة برؤية واحدة مفادها "عدم السماح بتفجير اللقاءات"

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل إنّ "حركته لم ولن تكن جزءاً من أيّ خلافات فتحاوية داخلية"، وأضاف "لسنا من خلق الانفصال والانقسام في فتح، والخلاف بينهم يخصّهم ذاتياً".

وشدد البردويل خلال لقاء صحافي عقده منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في غزة، أنّ "حركة حماس لا يمكن أن تستغل أيّ خلاف فتحاوي داخلي، خاصة وأن جميع الأطراف الفتحاوية لديها ذات البرنامج السياسي والرؤية المشتركة".

وأوضح أنّ حركة حماس لا يمكن أن تحاسب لفتحها قطاع غزة للجميع، وقال "وستشاهدون وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة في غزة قريباً، وسنعمل ونوفر كل أجواء الأمان له، رغم موقفه المعلن من رفض الشراكة مع حماس".

وأشار عضو المكتب السياسي لحركة حماس إلى أنّ "الخلافات الفتحاوية ليست على برامج سياسية أو وطنية، بقدر ما هي خلافات داخلية مرتبطة بطبيعة الوضع الداخلي"، واعتبر أن "هذا لا يدفع حماس بحال من الأحوال اللعب في ساحة الخلاف الفتحاوي".

وفيما يتعلق بعودة عناصر التيار الإصلاحي لغزة، قال إنّ "هذه العودة ناتجة عن مشوار طويل من المصالحة الاجتماعية التي نجحت في ردم كثير من الدموم، ويحسب لحماس أنها أنهت خلافات عميقة جداً كان يمكن أن تفجر النسيج الاجتماعي لعقود".

وأكد أنّ "عودة قيادات محسوبة على القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان لا يعني وجود وحدة برنامج سياسي معه، فبرنامجه وكذلك ناصر القدوة مختلفان مع حماس، مع ذلك الحركة لا يمكن أن تمنع أحداً من وطنه، بعد إنهاء قضيته قانونياً وأمنياً".

وأضاف أن "أيّ اتهامات من السلطة لفريق دحلان أمر لا يؤثر على هذا المسار، خاصة وأنه لا يوجد قضايا ضد دحلان في قضاء غزة، كما أنه لا يوجد أي تنسيق مع السلطة".

عضو المكتب السياسي في حماس أكّد  أيضاً وجود اتصالات يومية بين حركي حماس وفتح، وعالجت العديد من القضايا خلالها، وصولاً لإطلاق جولات حوار مختلفة آخرها اللقاءات التي تعقد في القاهرة.

وأمل أن تؤدي هذه الاتصالات لوضع الأساس الصحيح للانطلاق في تفاصيل العملية الانتخابية المرتبطة بمنظمة التحرير، بما يؤدي إلى إعادة بنائها بشكل وطني ديمقراطي.

كما شرح أنّ لقاءات القاهرة ستناقش آليات الانتخابات التشريعية من جهة، وانتخابات المجلس الوطني من جهة ثانية.

وتطرق إلى موقف الحركة من تحالفات الانتخابات التشريعية والرئاسية، مشيراً إلى حرص حماس لتشكيل قائمة وطنية موحدة مع كل الفصائل والقوى، "وفي حال تعذر ذلك سندخل في قائمة حمساوية محضة".

وأكدّ البردويل أن حركة حماس لن تتجه لدعم مروان البرغوثي أو محمود عباس، وقال إنّ "حماس لن تدخل في هذه الحسبة بهذا الشكل، وقد تتجه لخيار ثالث ستفصح عنه في حينه".

ولفت إلى أنّ "الحديث عن إمكانية دعم الرئيس عباس طرح سابقاً ضمن رؤية حركته في لقاءات اسطنبول القيام بتشكيل قائمة وطنية موحدة".

البردويل ذكر أنّ حركة حماس تؤمن بأن الانتخابات ليست وصفة سحرية، "لكن كان لا بد أن تكون مدخلاً لحوار وكسر الحواجز". وتابع: "لم ندر ظهرنا لعملية المصالحة في وقت سابق، رغم مفاجأة حماس تنصل السلطة من قرارات لقاء الأمناء العامين".

كما لفت إلى أنّ حماس تجاوزت الجراح وقدمت "تنازلات كبيرة جداً إيماناً منها بضرورة حل الخلافات ضمن مفهوم الرزمة الواحدة، لكن فتح أصرت على تجزئة الخلافات وذهبت باتجاه الانتخابات".

في هذا الإطار، قال إن "المفضل لدينا أن يكون رزمة وطنية توافقية، بمشاركة حكماء وقادة شعبنا للخروج".

وتابع أنّ هذا المقترح لا يزال مطروحاً في اللقاءات بالقاهرة، أن تعقد الانتخابات بالتزامن للتشريعي والرئاسة والوطني.

في سياق متصل، أوضح المتحدث بحركة حماس أنّ الشرطة الفلسطينية بالزي الأزرق ستشرف على حفظ أمن الانتخابات في الضفة وغزة، وهذا متفق عليه بين الحركتين.

وفيما يتعلق باللقاءت الحالية، أكّد الاستعداد لكل الاحتمالات مع الكل الوطني، وليس فقط بين حماس وفتح، "ولن نقبل أبداً تهميش كل القوى والفصائل".

كما شدد على أنّ حماس متجهة برؤية واحدة مفادها "عدم السماح بتفجير اللقاءات".

عضو المكتب السياسي في حماس لفت إلى أنّ "حماس معنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات تضم الكل الفلسطيني وفق برنامج سياسي توافقي، تكون فيه الحكومة جزء من الاتفاق السياسي الحامي لأبناء شعبنا ولديها اهتمام حقيقي في دعم قضية اللجوء".

هذا واستبعد البردويل إمكانية تأجيل الانتخابات "لوجود إرادة دولية وأوروبية ضاغطة على إجرائها، إلى جانب قناعة حماس وإيمانها بضرورة إجراء الانتخابات ووجود تيار بفتح يؤمن بضرورة إجرائها".

وذكر أن هناك إرادة دولية تريد إجراء الانتخابات مع بقاء قيادة فتح للحالة الفلسطينية وعدم وجود تيار فلسطيني رافض لعملية التسوية والانتخابات.

في هذا الإطار، أكد أنّ الانتخابات ستمضي رغم الخلافات الفتحاوية الداخلية التي تفاقمت في هذه المرة وأظهرت قوائم عديدة.

كما تطرق إلى أن حماس وضعت كل السيناريوهات بشأن شكل المشاركة في العملية الانتخابية.

يذكر أن جولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني تنطلق اليوم الثلاثاء في القاهرة.

الحوار الذي يشارك فيه 12 فصيلاً والمجلس الوطني ولجنة الانتخابات المركزية، سيبحث في استكمال الترتيبات الخاصة بالانتخابات، ولا سيما ملف انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

المصدر: الميادين