مصر تعترض على أي فعل "أحادي" من دول منابع النيل
أكد وزير الري المصري محمد عبد العاطي، اليوم الأحد، أن "الوصول لاتفاق قانوني ملزم لملء سد النهضة الإثيوبي، يفتح الطريق لتعاون وتكامل إقليمي".
وخلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لـ"مؤتمر بغداد الدولي الأول للمياه"، المنعقد حالياً بالعاصمة العراقية بغداد، قال عبد العاطي إن "التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة يأتي في مقدمة أولويات الدولة المصرية، حيث لا تتوانى مصر عن تقديم كافة أشكال الدعم لجميع الدول الإفريقية".
وأضاف الوزير المصري أن ذلك "يتم من خلال هذا التعاون تنفيذ العديد من المشروعات التنموية التي تعود بالنفع المباشر على مواطني تلك الدول، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطنين، وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات التي تتعرض لها القارة الإفريقية مثل الزيادة السكانية وانتشار الفقر والأمية والأمراض".
وأكد أن "الوصول لاتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي يفتح الطريق لتحقيق تعاون وتكامل إقليمي وجذب للاستثمارات التي ستسهم في تحقيق التنمية بجميع دول الحوض".
Posted by وزارة الموارد المائية والري on Saturday, March 13, 2021
كما أشار عبد العاطي إلى أن مصر "ليست ضد التنمية في دول حوض النيل، ولكن مصر تعترض على أي فعل أحادي من دول منابع النيل دون الأخذ في الاعتبار مصالح دول المصب".
وجددت دولتا مصر والسودان، يوم الخميس الماضي، قلقهما إزاء التحرك الإثيوبي نحو الملء الثاني لسد النهضة في شهر تموز/يوليو المقبل، دون التوصل لاتفاق حول الملف مع الخرطوم والقاهرة.
بدوره، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوداني عبد الله حمدوك، في القاهرة: "نبدي قلقنا من اعتزام إثيوبيا المضي قدماً في الملء الثاني بدون التنسيق مع مصر والسودان"، مضيفاً مدبولي "لسنا ضد التنمية في إثيوبيا، ولكن بما لا يضر بمصالح الشعبين المصري والسوداني".
وأيضاً، أكد رئيس الوزراء السوداني أن هناك علم بوجود "توجه من إثيوبيا لإجراء ملء في تموز/يوليو المقبل"، موضحاً أن تلك الفترة قصيرة جداً للتعامل مع الأزمة "ولكن نأمل أن نتمكن من أن يتم إجراء الملئ هذا بطريقة يتم التوافق عليها".
أثيوبيا متمسكة بالوساطة الأفريقية
من جانبها، أعلنت الخارجية الإثيوبية، رفض الوساطة الرباعية التي اقترحتها مصر والسودان، مؤكدة تمسكها بالوساطة الأفريقية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، "أبلغنا الوفد الكونغولي بشأن موقفنا الرافض للوساطة الرباعية وتمسكنا بالوساطة الأفريقية"، مضيفةً أنه "لا يمكن أن يتم إقحام أطراف أخرى في مفاوضات السد في ظل قيام وساطة أفريقية يجب أن تحترم وإعطاؤها فرصة للنجاح".
وكان المبعوث الشخصي للرئيس التركي إلى العراق فيصل إيروغلو، أعلن منذ يومين، أن بإمكان بلاده القيام بوساطة في أزمة ملف سد النهضة، يأتي ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بدء الاتصالات الدبلوماسية بين تركيا ومصر.
الملء الأول للسد وهو ما تسبب في غرق السودان
وكان خبير السدود الدولي الدكتور أحمد الشناوي، أوضح في وقت سابق، أن "كمية الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي أكبر من المعلن نتيجة انهيار جزء من السد بعد الملء الأول ما تسبب في فيضانات السودان العام الماضي".
وأشار إلى أن "الملء الثاني للسد والمقدر له 13 ونصف مليار قد تكون الكمية الحقيقية أكبر من ذلك، لأنني أعتقد أنه بعد الملء الأول العام الماضي والمقدر بـ4 ونصف مليار حدث انهيار لجزء من السد وهو ما تسبب في غرق السودان، والفيضانات التي حدثت العام الماضي، لذا أتوقع أن يكون الملء الثاني أكبر من الرقم المعلن".
وكان وزير الخارجيّة المصري سامح شكري قد أكد في اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في الخامس من الشهر الحالي، أن قرار إثيوبيا تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة خلال موسم الفيضان المقبل "خطوة ستكون لها آثار وتداعيات سلبيّة يتعيّن تلافيها".