البرهان: زيارة السيسي للسودان تسند ثورتنا وتعزز روابطنا
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان، إن السودان ومصر توصلا إلى رؤية موحدة تخدم تقدم وتطور ونماء الشعبين المصري والسوداني وتساهم في استقرار الدولتين، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا".
وأشارت الوكالة إلى أن تصريح البرهان جاء خلال مؤتمر صحافي عقب جلسة المباحثات المشتركة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يزور السودان.
وأكد البرهان أن زيارة السيسي للبلاد تشكل سنداً لثورة الشعب السوداني، وتسهم في تقوية وتعزيز روابط الأخوّة بين الدولتين، مما سينعكس على مجريات الانتقال بالبلاد".
ولفت إلى أن زيارة السيسي تأتي في وقت تمر فيه الدولة السودانية بمرحلة انتقال، وتواجه الكثير من المصاعب، وقال: "ناقشنا كل الملفات التي من شأنها دعم التعاون المشترك".
البرهان رأى أن "مواقف مصر مشرفة وداعمة للسودان"، لافتاً إلى مساندتها لحكومة الفترة الانتقالية في سبيل تأسيس وتوطيد دعائم الحكم الديمقراطي الذي يسعى السودان للوصول إليه في فترة انتقالية سليمة.
وكان الرئيس المصري قال أمس إن "هناك ارتباط وثيق للأمن القومي بين مصر والسودان"، مضيفاً "اتفقنا على رفض أي إجراءات أحادية تؤثر على نهر النيل".
وأكد السيسي دعم مصر للمقترح السوداني لتشكيل رباعية دولية، تشمل رئاسة الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة للتوسط في ملف سد النهضة، بعد تعثر المحادثات الدبلوماسية حول هذا المشروع مراراً وعلى مدى سنوات.
وبحث الرئيس المصري مع البرهان أيضاً، تطورات الأوضاع بملف سد النهضة الإثيوبي، بحسب بيان للرئاسة المصرية التي أشارت إلى تأكيد الجانبين على "ضرورة التنسيق بأعلى درجاته بين الخرطوم والقاهرة بجانب التشديد على رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق".
وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان أنه "من المتوقع أن يناقش السيسي خلال زيارته للخرطوم أيضاً الأمن في البحر الأحمر، والتطورات على الحدود السودانية الإثيوبية".
يأتي ذلك بعدما اتّهمت وزارة الخارجية الإثيوبية السودان في 19 شباط/فبراير الماضي بالسعي إلى إشعال حرب بين البلدين بسبب الخلافات الحدودية. واستدعت وزارة الخارجية السودانية سفير الخرطوم في أديس أبابا للتشاور بشأن تطورات أزمة الحدود المتصاعدة بين السودان وإثيوبيا.
ودفع صراع إقليم تيغراي عشرات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين إلى العبور إلى السودان، إذ يشترك البلدان في حدود يبلغ طولها 1600 كيلومتر.
ومن جانبها، أعلنت إثيوبيا أنها ستبدأ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة في تموز/ يوليو المقبل.
وكانت أديس أبابا بدأت في ملء الخزان خلف السد بعد هطول أمطار الصيف العام الماضي، على الرغم من مطالب مصر والسودان بضرورة التوصل أولاً إلى اتفاق ملزم بشأن ملء الخزان وتشغيل السد.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، "ضرورة إطلاق عملية تفاوضية جادة وفعالة"، بشأن سد النهضة، قبل الجولة الثانية من ملء السد والمتوقعة هذا الصيف.
وبدأ الرئيس المصري أمس السبت، زيارته الأولى للسودان، لكسر الجمود الدبلوماسي حول سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق.
وتأتي الزيارة وسط حراك دبلوماسي وعسكري كبير بين البلدين، بعدما وكانت وقعت البلدين، في الثاني من آذار/مارس الجاري اتفاقيات عسكرية خلال زيارة قام بها رئيس الأركان المصري إلى السودان. وتمّ التوقيع على الاتفاقية في الخرطوم، بحضور قائدي جيشي البلدين، اللذين أكدا أن البلدين يواجهان تهديدات مشتركة.