صور جديدة لمفاعل "ديمونة" النووي.. ما الذي تقوم به "إسرائيل" سراً؟

بحسب صور نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، يمرّ مفاعل"ديمونة" النووي الواقع بصحراء النقب، بمشروع أعمال بنى تحتيّة واسعة، هو الأكبر الذي ينفذ في المكان منذ عقد.
  • تظهر صورة الأقمار الصناعية التي التقطت في 22 فبراير 2021، أعمال بناء في "ديمونة" (أسوشيتد برس)
  • تظهر صورة الأقمار الصناعية التي التقطت في 22 فبراير 2021، أعمال بناء في ديمونة

نشرت وكالة "أسوشيتد برس" اليوم الخميس، صوراً لقمر اصطناعي بجودة عالية، تثبت أن المفاعل في "ديمونة" الواقع بصحراء النقب، يمرّ بمشروع أعمال بنى تحتيّة واسعة، على ما يبدو هو الأكبر الذي ينفذ في المكان منذ عقد.

من بين الأمور الظاهرة في الصور، جرى توثيق حفريات بعمق عدة طوابق وبحجم ملعب كرة قدم.

الوكالة أوضحت في تقريرها، أنّ "أسباب البناء أو استخدام البنى التحتيّة التي بنيت غير واضحة"، مؤكدةً أنّ الحكومة الإسرائيليّة لم ترد على طلبها بالتعليق على الموضوع.

صور الأقمار الصناعيّة التي تمّ التقاطها يوم الاثنين من قبل شركة Planet Labs Inc، تشير إلى أنّ العمال حفروا حفرة جنوب غرب المفاعل مباشرة، يبلغ طولها حوالي 150 متراً وعرضها 60 متراً. كما يمكن رؤية بقايا الحفريات بجوار الموقع.

ويوجد أيضاً بحسب الصور، خندق على بعد 330 متراً يمتد بالقرب من الحفر. وعلى بعد حوالي كيلومترين غرب المفاعل، توجد صناديق مكدسة في فتحتين مستطيلتين، يبدو أن لها قواعد خرسانية. يمكن رؤية بقايا الحفريات في مكان قريب. وغالباً ما تستخدم منصات خرسانيّة مماثلة لدفن النفايات النوويّة.

صور أخرى من Planet Labs تشير إلى أن الحفر بالقرب من المفاعل بدأ في أوائل عام 2019، وتقدم ببطء منذ ذلك الحين.

وتحافظ "إسرائيل" طوال الوقت على "ضبابيّة نوويّة"، حيث لا تؤكد ولا تنفي أن لديها سلاح غير تقليدي.

المرة الأولى التي كُشف فيها معلومات عن ذلك، كانت من قبل مردخاي فاعنونو، التقني الذي عمل في منشأة للبحث النووي، وسرب معلومات مصنفة "سريّة" إلى صحيفة "سانداي تايمز" البريطانيّة.

وبمساعدة فرنسيّة، بدأت"إسرائيل" سراً ببناء الموقع النووي في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي في صحراء فارغة بالقرب من ديمونة، التي تبعد 90 كيلومتراً جنوب القدس.

لقد أخفت حكومة الاحتلال، الغرض العسكري للموقع لسنوات عن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لها الآن، حتى أنها أشارت إليه على أنه "مصنع نسيج".

وبالنظر إلى السريّة التي تحيط ببرنامجها النووي، لا يزال من غير الواضح عدد الأسلحة التي تمتلكها "إسرائيل"، لكن يقدر محللون أن لديها ما لا يقل عن 80 قنبلة. 

وتعتبر "إسرائيل" من الدول الأربعة غير الموقعة على معاهدة منع انتشار السلاح النووي، مع الهند وباكستان وكوريا الشماليّة التي انسحبت من الاتفاق عام 2000.

  • تظهر الصورة الملتقطة عام 1971 والتي رفعت عنها السرية لاحقاً الحكومة الأميركيّة، ما يُعرف باسم مركز "شمعون بيريز" للأبحاث النووية بالقرب من "ديمونة"

وكالة "أسوشيتد برس" أشارت إلى أنّ البناء في منشأة البحث النووي في ديمونة "يأتي في الوقت الذي تنتقد فيه "إسرائيل" طوال الوقت البرنامج النووي الإيراني، وفي الوقت الذي يزور فيها المفاعلات لدى طهران مراقبون من قبل الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، في حين أن هذا الأمر لا يحصل في إسرائيل". 

داريل جي. كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية "الحد من التسلح" ومقرها واشنطن، اعتبر ما تفعله الحكومة الإسرائيليّة في هذا المعمل السريّ للأسلحة النوويّة هو "أمر يجب عليها الكشف عنه".

يذكر أنّ الفريق الدوليّ المعنيّ بالمواد الانشطاريّة، نشر مؤخراً صوراً فضائيّة أخرى، تؤكد تنفيذ "إسرائيل" أعمال بناء جديدة في مركز "ديمونة" للأبحاث النووية الواقع بصحراء النقب.

تلك الصور التقطت عبر قمر صناعيّ في 4 كانون الثاني/يناير الماضي، حيث أشار الفريق إلى أنّ "أعمال البناء تجري على مقربةٍ مباشرة من مفاعل ديمونة، ومحطة إعادة المعالجة في الموقع".

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، تحدث مؤخراً عن أن "إسرائيل تواصل توسيع مفاعل ديمونة، المصنع الوحيد في المنطقة لصناعة القنابل النوويّة".

وتساءل ظريف: "هل تشعرون بقلق عميق؟ هل أنتم قلقون قليلاً؟ تريدون التعليق؟ هذا ما ظننته!"، في إشارة إلى صمت رؤساء الدول الكبرى تجاه توسعة "إسرائيل" مركزها النووي.

المصدر: أسوشيتد برس