تحقيق عسكريّ: البحرية الأميركيّة فشلت في تطبيق إجراءات مكافحة "كوفيد 19"
عبد الله محمد
فشل الدّول في توقّع وباء "كوفيد 19" هو أمر قد يكون قابلاً للنقاش، ولكنَّ فشل أقوى جيش في العالم في تطبيق إجراءات السلامة ومعاييرها في مواجهة هذا الوباء هو مسألة تستدعي التأمل.
المفتّش العام لوزارة الدفاع الأميركيّة أنهى تحقيقاً خاصاً في مطلع شهر شباط/فبراير الجاري، ونُشرت مقتطفات منه قبل أيام قليلة. وقد تناول فيه استجابة سلاح البحرية الأميركية تحديداً لفيروس كورونا المستجد على متن السفن الحربية والغواصات.
وعلى الرغم من وجود سياسات وإجراءات وخطط لدى البحرية الأميركية للتعامل مع الجائحات والإنفلونزا والأمراض المعدية، وعلى الرغم من السياسات المستحدثة الطارئة التي أصدرتها وزارة الدفاع عقب تفشي "كوفيد 19"، فإن التحقيق الداخليّ للبنتاغون يخلص إلى أنَّ البحرية "لم تنفّذ بشكل كامل التدابير التي تهدف إلى الحدّ من مخاطر انتشار" الوباء المعدي.
وكشف تقرير المفتّش العام للبنتاغون أنَّ "4 من أصل 5 أقسام تشكّل البحرية لم تجرِ تمريناً مفروضاً كل عامين للتعامل مع الأوبئة والأمراض المعدية، وفقاً لمتطلّبات مكتب قائد العمليات البحرية".
ورغم أنَّ معظم السفن الأميركية عاد إلى موانئه بحلول الأول من شهر آب/أغسطس 2020، عقب تفشّي الوباء الجديد، لكنَّ الحاملة النووية "يو أس أس روزفلت"، والتي ظلَّت في أعالي البحار مع سفينة "يو أس أس كيد"، فشلت "في تنفيذ التباعد الاجتماعي بفعاليّة، وأفرجت باكراً عن البحارة المصابين، ما أدى إلى زيادة العدوى على متنها".
ومن اللافت أنّ طاقم السفينة الموبوءة ظلّ يخضع لتحاليل البول الدورية لاكتشاف آثار مواد مخدرة بين البحارة، على الرغم من عدم أولوية هذا الاختبار في ظل انتشار الوباء بشكل واسع على متنها، والحال نفسه ينطبق على السفينة "يو أس أس كيد" التي شهدت تفشياً واسعاً لـ"كوفيد 19".
تجدر الإشارة إلى أنَّ القطعتين البحريتين الأميركيتين اللتين بقيتا تبحران بعد انتشار الوباء ضمن نطاق قيادة أسطول المحيط الهادئ وقوات الأسطول "USFF"، رستا في موانئ عديدة، بحسب ما أظهرته حركتاهما في الأيام الأول لانتشار الإصابات على متنيهما، فالحاملة "روزفلت" كانت قد أنهت زيارة إلى فيتنام، حين أبلغت قيادتها عن أول حالة إصابة بـ"كوفيد 19" في 24 آذار/مارس 2020، بينما كانت "يو أس أس كيد" تشارك في عمليات مكافحة المخدرات في المحيط الهادئ أيضاً حين أبلغت عن أول إصابة على متنها بعد شهر تقريباً من الإصابة الأولى على متن حاملة الطائرات النووية.