هل تضغط واشنطن على السعودية لوقف عدوانها على اليمن؟

الإدارة الأميركية تقرر إنهاء دعمها العسكري والاستخباري لعدوان التحالف السعودي على اليمن، وتدعو إلى حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة هناك. وحركة أنصار الله، تعتبر التصريحات الأميركية "لا زالت في إطار الأقوال" طالما لم ترَ أفعالاً.
  • مجزرة صالة العزاء في صنعاء بقصف الطيران السعودي.

بعد نحو 6 سنوات على شنّ التحالف السعودي حربه على اليمن (25 آذار/مارس للعام 2015)، قررت الإدارة الأميركية الجديدة، إنهاء دعمها العسكري للعدوان، وتعيين النائب السابق لمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط تيموثي ليندركينغ، مبعوثاً خاصاً إلى اليمن.

ففي 4 شباط/فبراير الجاري، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمة له في وزارة الخارجية الأميركية، عن قرار العمل على وضع حد للحرب على اليمن، وطلب من فريقه المختص للشرق الأوسط "العمل لوقف إطلاق النار لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح الحوار". وشدد على أنه "يجب أن تتوقف الحرب على اليمن، وسنوقف كل دعمنا للعمليات الهجومية هناك". 

كما أعلن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكين، أن تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثاً أميركياً خاصاً إلى اليمن يأتي في سياق الدفع باتجاه حل دبلوماسي. ليندركينغ لم يضيّع الوقت وأجرى نقاشات مع قادة دول الخليج ووزارة الخارجية البريطانية بشأن جهود إنهاء الصراع في اليمن.

قد يفي الإعلان الأميركي الجديد، بشكل جزئي جهود النشطاء لإنهاء هذه الحرب. لكن دوافع قرار إدارة جو بايدن، قد يثير قلقاً حول ما سينتهي إليه عمل فريقه. فهل يدين السعودية وحلفاءها لعدوانهم على اليمن؟ أم أنه سيعتمد، كما جرت العادة، الكيل بمكيالين، خصوصاً أن بايدن وفي الخطاب نفسه، اعتبر أن "السعودية تواجه تهديدات وسنواصل دعمها لحماية أراضيها من الهجمات". 

قد يكون إنهاء الدعم الأميركي للأعمال العسكرية الهجومية، يطابق وعود بايدن الانتخابية. لكنها خطوة غير كافية لمعالجة تواطؤ الولايات المتحدة في المأساة اليمنية، التي بدأت مع إدارة باراك أوباما. مسؤولون في حركة "أنصار الله" اعتبروا أنه كان على بايدن الإصرار على انسحاب السعودية والإمارات الفوري والكامل من اليمن، وإنهاء دعمهما للفصائل المتحاربة.

لا وزن لتلك الوعود لدى المسؤولين في حكومة صنعاء، مهما تحدث المسؤولون الأميركيون عن إنهاء دعمهم للعدوان على اليمن. و"أنصار الله" لم تستقبل هذا القرار بثقة أو بكثير من الحماس، واعتبرت أنه يندرج في إطار الأقوال لا الأفعال، وفق ما قاله عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي، في مقابلة مع الميادين. ولفت إلى أن الأميركيين يقولون "نحن سنُبلغ.. نحن قررنا إنهاء كذا.. قررنا إيقاف كذا.. قررنا فعل كذا.. يعني نسمع القرارات ولا نجد الأفعال".

ووصف تصريحات الرئيس الأميركي بشأن وقف الحرب بأنها "مجرد تصريحات"، فيما المنتظر "الأفعال ووقف الحرب ورفع الحصار".

أما البرلمان اليمني في صنعاء، فرحب بقرارات إدارة بايدن، ورأى أنها "تحولاً جديداً في مسار السياسة الأميركية". كما  رحبّت كل من السعودية والإمارات  بقرار بايدن. وقالت الإمارات، إن قواتها أنهت تدخلها العسكري في اليمن منذ تشرين الأول/أكتوبر في العام 2020.

حتى الآن، تسبب عدوان التحالف السعودي على اليمن بمقتل 130 ألف شخصاً، بينهم 13 ألف مدني تم استهدافهم بهجمات التحالف السعودي، فيما تقدر منظمة "أنقذوا الأطفال" وهي مؤسسة بريطانية غير حكومية، أن 85 ألف طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ماتوا بسبب المجاعة والأمراض منذ بداية الحرب. 

عدوان "أدى إلى اسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وفق السيناتور الأميركي بيرني ساندرز عقب إعلان بايدن وقف دعم الحرب على اليمن، وأشار إلى أن "اليمن بحاجة إلى الغذاء والدواء والرعاية الصحية، وليس إلى القنابل والحصار"، معتبراَ قرار بلاده "فرصة لتقديم المساعدة وإعادة إعمار اليمن".

حروب مباشرة وغير مباشرة شنتها المملكة السعودية على اليمن منذ منتصف القرن الماضي، انتهت كلها إلى هزائم، وأغرقت حكومة الرياض أكثر فأكثر في مستنقعات معادية للعالم العربي، والتي عادة ما تحاك في واشنطن وتل أبيب. 

تاريخياً، كل محاولات إخضاع اليمن، لم تنجح، ولا زالت جبال اليمن، تُعرف بأنها مقبرة الغزاة والمستعمرين.

المصدر: الميادين نت